صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 3602 | الثلثاء 17 يوليو 2012م الموافق 18 رمضان 1445هـ

قال في حوار مع «الشرق الأوسط» إن بلاده كانت المنطقة المؤهلة لتحقيق طموحات الحركة الشيعية العالمية

رئيس الوحدة الوطنية بالبحرين: زعيم المعارضة هدد بالاستنجاد بإيران إذا دخلت قوات «درع الجزيرة»

مقبل الصيعري
لم يكن يوم 14 فبراير (شباط) فاصلا في البحرين، فبخلاف الأحداث التي جرت، والمواجهات، واحتلال المعارضة الشيعية لميدان اللؤلؤة، الذي أزيل أول من أمس، فإن هذه الأحداث شكلت فاصلا تاريخيا لسنة البحرين، الذين وللمرة الأولى يجتمعون تحت مظلة واحدة هي تجمع الوحدة الوطنية، الذي قدم عرضا بالقوة عندما خرجت مسيرة سلمية تجمع بها أكثر من 100 ألف شخص، رجالا ونساء ومن جميع شرائح المجتمع السني.
رئيس هذا التجمع، الشيخ عبد اللطيف المحمود، وهو شخصية سنية تحظى بتوافق الشارع السني بالبحرين، ناهيك بكونه أحد الناشطين السياسيين منذ المجلس التأسيسي الذي شهدته البحرين بعيد استقلالها مطلع السبعينات. المحمود أكد أن بلاده دخلت مرحلة جديدة على خلفية الأحداث التي شهدتها في الآونة الأخيرة، وأن الأمور لا بد وأن تتجه إلى الحل والتعايش الحتمي بين أبناء البحرين الذين يجمعهم المصير الواحد.
وكان مفاجئا ما أشار إليه من أن خطط الطائفة الشيعية «ما كان لها أن تنفذ في أوائل هذا العام، بل كان المخطط لتنفيذها في السنوات قادمة، إلا أن ثورتي تونس ومصر، قد شجعت بعض القادة في الطائفة الشيعية على أن تنفذ مخططاتها، وقدر لها أن تنكشف ألاعيبها ومخططاتها، حيث كانت مطالبها تتجاوز المطالب المشروعة التي تطالب بها المعارضة السنية، وتجاوزت ذلك إلى سقف أعلى بمطالب دستورية وسياسية، وكانت تغطيها أهداف أبعد لا تخدم مصلحة الوطن».
وبين المحمود أن تجمع الوحدة الوطنية لم يكن لمجابهة التيار الشيعي، بل جاء نتيجة لشعور بالخطر الذي يهدد البحرين والوجود السني، «بعد أن أغلقت الطرقات ومنع الناس من الذهاب إلى أعمالهم، وإعلان الجمهورية الإسلامية».
ولعل أخطر ما كشف عنه المحمود هو ردة فعل الشيخ علي سلمان رئيس جمعية الوفاق الوطني عندما علم بنبأ دخول قوات «درع الجزيرة» الخليجية للمشاركة في الحفاظ على الأمن في البحرين، قائلا «إنه (علي سلمان) نهض لا إراديا رافعا يديه وقال سوف نستنجد بالقوات الإيرانية لحماية الطائفة الشيعية».
* كيف تعلقون على ما آلت إليه الأوضاع في البحرين الآن؟
- يمكن القول إننا تجاوزنا مرحلة صعبة ودخلنا مرحلة جديدة، تغيرت فيها الكثير من المعطيات، ولكننا بحاجة إلى فترة أطول، حتى تنكشف لنا أمور جديدة، ورؤيتي أننا نصل إلى توافق شعبي لحل الأزمة القائمة في البحرين، ويدفعني إلى هذا المعارضة السنية التي كان طرحها واضحا جدا بالنسبة إلى القضايا التي تحتاج إلى إصلاح سواء كانت قضايا دستورية أو سياسية أو تنظيمية ومعيشية، وتم تفصيلها تفصيلا كاملا وسلمت للقيادة وإلى المعارضة الشيعية، بينما أطروحات المعارضة الأخرى (الشيعية) غير واضحة بل قد تقودنا إلى المجهول، وإن كنت على يقين بأن الكثيرين من العقلاء سوف يدعمون الحركة الإصلاحية وإحداث تغيرات كبيرة وشاملة في البحرين.
* لكن أين كانت تكمن الشرارة الأولى التي أدت إلى هذا الانقسام وتأجيج الأوضاع بشكل متسارع في البحرين؟
- حقيقة كان وضع البحرين وضعا أعرج إذا صح التعبير، لأنه خلال الـ60 سنة الماضية اختفت الرموز السنية لعدة عوامل، بينما الرموز الشيعية والحركة الشيعية بدأت تتوسع، ليس في البحرين فحسب، بل في كل المناطق التي يوجد فيها الشيعة، إلا أن البحرين كانت هي المنطقة المؤهلة لتحقق طموحات الحركة الشيعية العالمية، التي بدأت منذ الستينات، وحصلت على دعم كبير بعد قيام الثورة الإيرانية واستمرت على نفس النهج والخطة، ساعدهم في ذلك استيعابهم للأحداث والعمل برؤية وتخطيط واضح. والخطة الشيعية في البحرين ما كانت لتبدأ في العام الجاري كي تقطف ثماره هذا التخطيط بل في سنوات متقدمة، غير أن أحداث تونس ومصر جعلتهم يرون الوقت مناسبا لبدء الحركة في البحرين وبدأوا بالفعل لتنكشف الكثير من الألاعيب، فكان حتما علينا أن نعمل على تصحيح «العرج» في البحرين، وبعد أن تبين أن الحركة الشيعية سياسية وليست مذهبية لأن السياسية تقوم على الطائفية، وكانت تراهن على أنه لا يوجد في البحرين سواء الحركة السياسية الطائفية أو نظام الحكم، ولكننا يوم 17 فبراير استيقظنا على معطيات جديدة كانت بمثابة صدمة كبيرة للشارع السني في علاقاته مع الكثير من الإخوة الشيعة، وشعر السنة بأنهم مهددون في بقائهم على الوجود، وندرك أن هناك الكثير من الشيعة الذين لا يوافقون على طرح الكتلة السياسية الشيعية، كما كانت الأقليات الأخرى تعيش قلقا شديدا، حتى إننا عندما دعينا إلى تجمع الوحدة الوطنية انضم كل هؤلاء إلى التجمع الذي غير الموازين في البحرين وفي الخليج بصفة عامة.
* هل يمكن القول إن التيار السني كان خاسرا للصراع مع الشيعة مما أدى إلى هذا الانقلاب؟
- أعتقد أن الذي خسر الصراع هم الشيعة وليس السنة لأن السنة كان طرحهم واضحا وفي نقاط محددة بينما مطالب الشيعة تغطيها أهداف أخرى، فهم يطالبون بإقالة الحكومة ووزارة منتخبة ومجلس تأسيسي وإعادة الدوائر الانتخابية والصوت الواحد ودستور جديد، ولا نعلم ماذا يريدون من الدستور الذي يشكل قضية أساسية، وأمام الوضع الطائفي المتأزم تصبح قضية الدوائر الانتخابية وقضية الانتخابات والمجلس التأسيسي محل خطر.
* لكن هم يقولون إن مطالبهم مشروعة وكثيرا من حقوقهم مهضومة؟
- هناك حقوق تتعلق بالأمور المعيشية والاقتصادية والاجتماعية وهذه قضايا جميعنا شركاء فيها سنة وشيعة، ولكن هذه مطالب لم تكن في أجندة مطالبهم، بل يدعون إلى قضايا تتعلق بالدستور وتنظيم الدولة وقضايا سياسية أخرى. لذلك انتصر التجمع الذي يحوي كل الأطياف في هذه المعركة، لكون مطالبنا واضحة وتصب في مصلحة الوطن والمواطن أيا كان، فهم فقدوا مطالبهم بطرحهم المتشنج وعدم اللين.
* هل طموحاتهم تتجه نحو الانقلاب؟
- بالتأكيد، وأصبحت أطماعهم معروفة خاصة بعد ظهور ائتلاف الجمهورية الإسلامية، وكثير من القوى السياسية أو الجمعيات السياسية حقيقة كانت تتبادل الأدوار مع الائتلاف، وعندما أعلن الائتلاف لم يتبرأوا منه بل لزموا السكوت، وكان هناك سكوت كامل حتى على القضايا التي تناقض حقوق الإنسان، فضلا عن روابط صلة الإسلام والوطن بيننا وبينهم، التي مع الأسف ذابت وانتهت بالنسبة إليهم، وسمعنا الكثير من الكلام الجميل والمنمق بينما نرى أفعالا سيئة وعداء محكما من جزء كبير من هذه الطائفة مما قادهم إلى نقطة الخسارة وربحت البحرين.
* بصراحة أنتم كطائفة سنية هل أسستم تجمع الوحدة الوطنية لمجابهة الطائفة الشيعية؟
- لا لم يكن التجمع لمجابهتهم وإنما للمحافظة على كيان المجتمع لأن المجتمع البحريني معروف بتعدد المذاهب منذ قرون ويتعايشون سلميا وبينهم تزاوج، كما أن الشعب البحريني دمث الأخلاق، حتى إن الذي يأتي من الخارج لا يشعر بالغربة، ولكن الجزء الكبير من الشعب بمن فيهم سنة وشيعة وجدوا أن هويتهم ستضيع بعد الأحداث وجراء الطرح المتشنج من الشيعة، الذي كاد يقودنا إلى ما حدث في العراق عندما سالت دماء الشيعة والسنة ونحن لا نريد أن تعود الكرة مرة أخرى، فكان التحرك لتجمع الوحدة الوطنية الذي دعونا له خلال 36 ساعة فقط، ولم يكن ردا بل للمحافظة على كيان في المجتمع.
* هل الشيعة الآن في البحرين ما زالوا يشكلون خطرا عليكم؟
- من الممكن أن نقول إن الشيعة ينقسمون اليوم إلى 3 أقسام، قسم يميل للعداء وهؤلاء يتبعون المنهج الإقصائي الذي يسيطر الآن على الثورة الإيرانية، وليس لديهم استعداد للتعاون مع السنة وإنما يريدون إبادة السنة أو على الأقل استضعافهم، وهضم حقوق المواطنة، وهناك مجموعة من الشيعة في المنطقة الرمادية وهؤلاء ينتظرون لمن ستكون الغلبة وسيكونون مع الغالب، في حين هناك جماعة من الشيعة تعلن ولاءها للحاكم وللوطن، ولهم نفس مطالب أهل السنة، ورغم الظروف والأحداث فإن وضعنا في البحرين أفضل من أي منطقة أخرى.
* هل الشيعة الموالون كما وصفتهم في القسم الثالث يشكلون الأغلبية الشيعية في البحرين؟
- لا يمكن الجزم بأنهم غالبية، ولكنهم لا يقلون عن نسبة 20 في المائة من عموم الشيعة.
* هل تعتقد أن الظروف قد تسمح بالتعايش من جديد بعد كل ما حدث؟
- التعايش واجب وليس عملية تخضع لمقولة يجوز أو لا يجوز، لأننا في وطن واحد ونشترك في العمل وأحيانا في السكن وفي المعيشة فالتعايش واجب حتمي.
* ما هي الحلول التي ترى أنها قد تسهم في حل الأزمة أو تخفيف الاحتقان؟
- أعتقد أن كثيرا من أتباع المعارضة مغسولو الدماغ من قبل قادة المعارضة، حيث وضعوا لهم القمر في يد والشمس في يد، أو أعطوهم المن والسلوى، وأعتقد أن الأحداث ستشكل فكرا جديدا في أوساط الكثير من الشيعة بمن فيهم من نخب ومثقفين، وتقييم ما طرحته وسارت عليه المعارضة، ويقيني أنهم سوف يصلون إلى نتيجة. وهناك بوادر للرجوع إلى العقل من بعض الذين انسحبوا من مجلس الشورى الذين لبوا دعوة الملك رغم انسحابهم من المجلس، وكما يقولون «بعدما تروح السكرة تأتي الفكرة».
* أنتم تجمع الوحدة الوطنية هل يمكن لكم أن تلعبوا دورا كبيرا في تقارب وجهات النظر أو الحوار مع المعارضة؟
- نحن لنا أكثر من دور كمعارضة سنية، ولنا مطالبنا الواضحة وقلناها علنا وللجميع إننا نريد إصلاحات، وكوننا نمثل جزءا من شعب البحرين، خاصة أن التجمع الوطني ليس مجرد سنة بل سنة وشيعة وطوائف أخرى، فإنه من الواجب علينا أن نعمل بمقدار طاقتنا لإصلاح ما أفسدوه. وأعتقد أن الجهود ستؤتي ثمارها.
* أليس هناك مساع قائمة؟
- بالفعل لدينا تحركات في الأوساط المختلطة بين السنة والشيعة وبدأت على مستوى جزيرة المحرق وبدأت أصوات العقل تدعو للتجمع لنشر السلم الأهلي والتعاون مع الجميع، من أجل منع أي اضطرابات في المحرق. أيضا الآن هناك مطالبات، وبعض الناس قد يرونها مفارقة لوجود أفراد من الجمعيات السياسية التي أثارت الفوضى في البحرين، يتصلون الآن بالإخوة في محافظة المحرق ويطلبون نفس التشكيل في أماكن أخرى.
* أي تشكيل؟
- تشكيل تجمع أهلي من أصحاب الرأي والعقل والحكمة من الطرفين لضبط الأمور حتى لا تنفلت. ونحن الآن نمر بمرحلة جيدة والطرف الآخر بدأ يشعر فداحة الخطأ الكبير الذي وقع فيه.
* لماذا لا تبادرون كتجمع الوحدة الوطنية بالاتصال بالطرف الآخر؟
- نحن لنا أجندتنا، ولكننا نؤيد كل عمل يقام من الجانب الآخر، وقد التقينا مع الجمعيات السبع ووصلنا معهم إلى طريق مسدود، ومع ذلك سوف نساند أي حركة أهلية تقوم لجمع الشمل وإعادة اللحمة مرة أخرى وعلاج المشكلات التي حدثت.
* هل أسهمتم في تشكيل لجان للمساعدة في حفظ الأمن والنظام؟
- الشعب نفسه لما استشعر الخطر على نفسه وماله وعرضه بدأ يشكل نفسه، ولما وجدنا جهودهم بدأت تؤدي إلى فوائد أمنية لا يستطيع الأمن حتى الآن القيام بها، باركنا جهودهم وقلنا لهم إياكم والاعتداء أو الظن بالآخرين، وأي شخص مشكوك في أمره يتم تسليمه للأمن، دون استخدام القوة، لأن مهمتكم الحراسة ومنع الاعتداء على أهل المناطق، وطالبت في خطبة الجمعة وزارة الداخلية بأن تجتمع مع رؤساء هذه المجموعات والعمل على تأهيلهم من الناحية المدنية والمسؤولية الأمنية وكيفية التصرف إذا حدث لهم شيء حتى يكونوا على وعي، وألا ينفلت الأمر من عقاله.
* هل شعرتم في لحظة أن البحرين أصبحت على حفرة من الانهيار؟
- الحقيقة نعم، ووصلنا يوم الأحد والاثنين الماضيين إلى مرحلة تكاد تكون أزمة متصاعدة والرعب دخل إلى نفوس الناس عندما تحولوا من النظرية العامة إلى الخاصة وحتى على مستوى المدارس باستخدام أطفال الروضة استخداما سيئا جدا لعمل طائفي مجنون، ولكن ما حدث يوم الأحد كان تصعيدا من حيث إغلاق الطرقات والشوارع العامة من الخامسة والنصف ومنع الناس من الذهاب إلى العمل، ويوم الاثنين أغلقت المنامة كلها وبالتالي شلت الحركة وأصبح الأمن غير موجود، كل هذا أدخل الفزع والرعب في نفوس الكثيرين، وخاصة أنهم يرون المعارضة مستعدة ولديهم خطط ينفذونها، وتبين أن اتصالهم مع إيران وحزب الله، خاصة أن القائم بأعمال السفارة الإيرانية شوهد في «السليمانية»، فماذا كان يفعل؟ وتم العثور على أجهزة استخباراتية متقدمة اشترتها السفارة الإيرانية وضع أحدها في «السليمانية» والآخر في الدوار (اللؤلؤة)، وفي الوقت الذي دخلت فيه قوات «درع الجزيرة»، كان القائم بالأعمال الإيراني في «السليمانية» يحاول أن يخرج بعض الأسلحة التي أدخلها حتى لا تقع في يد الشرطة وحفظ النظام ولكن محاولاته باءت بالفشل.
* ألا ترى أنه حان الوقت لقطع العلاقات مع إيران؟
- أعتقد أنه حان بالفعل لدول مجلس التعاون الخليجي ككل أن يتخذوا موقفا واحدا من إيران، وليس كل دولة على حدة، فالأمر أصبح واضحا جدا. والخطر لم يقتصر على البحرين، التي يعتبرونها بوابة لمناطق أخرى في الخليج، والمخافة أكثر من التواصل والتفاهم على تقاسم المصالح بين إيران وأميركا، وواضح المواقف المتناقضة في الخارجية الأميركية، والأعجب من ذلك، أنه يوم الاثنين قالت كلينتون إننا ندعو الجميع إلى حوار غير مشروط، والآن بعد أن جاءت القوات الخليجية قالوا هذا شأن داخلي وبعد أن سيطرت البحرين على الوضع نراهم الآن ضد البحرين، مع أنه لم تحدث حرب إبادة أو خلافها وكل ما هنالك حفظ أمن فقط. ونحن نعلم أن هناك تبادل مصالح بين أميركا وإيران في الخليج، ولا ننسى أن أميركا قبل عدة سنوات (8 سنوات) أخرجت خريطة للشرق الأوسط الجديد تمتد فيه الدولة الشيعية من إيران إلى جنوب العراق إلى المنطقة الشرقية من الجزيرة العربية بما فيها البحرين، وهذا هو الطوق الشيعي للسيطرة على إمدادات النفط في الخليج، وهناك استراتيجية أميركية أخرى، لتضعف إيران مع تبادل المصالح، ومن أجل الوصول إلى هذه الخريطة الجديدة، كانت الخطة تقضي بإثارة فوضى في البحرين وأن تتدخل السعودية لحماية أهل السنة، وتتدخل إيران لحماية الشيعة وتقوم الدول الكبرى بضرب المفاعل النووي الإيراني، ثم تعود مرة ثانية إلى الحدود المرسومة، يريد الغرب أن تبقى فيها إيران كشرطي للخليج.
* هل تعتقد أن مجلس التعاون الخليجي نجح في إدارة الأزمة؟
- أعتقد أن مجلس التعاون الخليجي اتخذ خطوات أكثر إيجابية من خطوات تحرير الكويت في هذه المرحلة، وأظهر كل منهم موقفا واحدا ومساندة عمان والبحرين في هذه المرحلة، لكن أقول إنه حتى الآن، وأنا قلت عام 92 بأن مجلس التعاون الخليجي لم يحقق حتى الآن طموحات شعوب المنطقة وما زال مجلس التعاون الخليجي يمثل سكرتارية للدول الأعضاء، ولم ينتقل ليكون دوره موجها إلى الدول على غرار المنظومة الاقتصادية الأوروبية، وأعتقد أنه ما زال مجال التعاون ضعيفا ولم يعط قوة للعمل الخليجي المشترك، على مستوى القضايا العسكرية والاقتصادية والسياسية.
* هل حان الوقت لوحدة خليجية، فيدرالية أو حتى كونفدرالية؟
- أعتقد أننا بحاجة إلى توحيد السياسات ويكون لنا موقف واحد، تجاه كل القضايا ولها حركة اقتصادية مستقلة، ولها حركة عسكرية لضمان الدفاع عن المنطقة، وإذا وصلنا إلى هذه الأمور فبالتأكيد نحن نسير في الطريق الصحيح، لأن الناس تريد النظام الذي يحميها. ورغم ما قدمه مجلس التعاون للبحرين وتنفيذ اتفاقات الدفاع المشترك والتعاون المالي، فإنه حتى الآن لم يأخذ وضعه الطبيعي الذي يلبي طموحات وآمال مواطني المجلس.
* هل صحيح أن علي سلمان رئيس جمعية الوفاق الشيعية، قال إنه سوف يستنجد بقوات إيرانية إذا دخلت قوات «درع الجزيرة»؟
- كنا في اجتماع يضم 8 أشخاص الأحد الماضي، مع الجمعيات السبع، وأثناء الاجتماع جاء أحدهم وقال إن قوات «درع الجزيرة» ستدخل البحرين، فنهض علي سلمان من مجلسه ورفع يديه وقال سوف نستنجد بالقوات الإيرانية لحماية الطائفة الشيعية.
* لكنه نفى هذا الكلام؟
- لدي شهود على ما قاله.
* كيف ترى تفاعل الإعلام مع أحداث البحرين؟
- أتمنى من الإعلام الخليجي أن يكون تفاعله أكبر، خاصة أن الخطة الإعلامية لدى المعارضة لم تكن منفردة وإنما كانت بالتنسيق مع إيران وحزب الله، واستطاعت أن تعطي معطيات خاطئة للإعلام الخارجي، ويكون لها تواصل مع المنظمات الإنسانية والحقوقية والمنظمات الإعلامية وغيرها، بينما إعلام دول الخليج يغط في نوم عميق. ونحن الآن نقول إن الأمر اختلف ولا بد من العمل المشترك بين دول الخليج للوصول إلى هذه المنظمات، ونحن الآن في البحرين استطعنا أن نعدل شيئا من الميزان ولكن ما زال صوتنا غير قادر على الوصول إلى الخارج، حتى إن العالم الخارجي ما زال يتحدث عن أشياء خاطئة، لكون هذه الأجهزة الإعلامية لم تجد مصادر للمعلومات تستطيع من خلالها أن تحصل على المعلومة الصحيحة لتغيير هذه المفاهيم.
* هناك مآخذ على العلماء والمثقفين في البحرين لعدم تفاعلهم الإيجابي مع هذه الأحداث كما يجب.
- يبدو أنه في دول الخليج يراد من العلماء أن يكونوا مهمشين، لمجرد أن يعملوا لطاعة ولي الأمر دون أن يتحدثوا عما يخالف ولي الأمر، ولم يسمح لطلبة العلم بأن يتحدثوا بصراحة واعتبر أي انتقاد لسياسات الحكومة أو الدولة كأنه انقلاب للحكم، وضربت كل المعارضات التي قام بها العلماء والمثقفون وغيرهم، وأعتقد الآن أننا لدينا معارضتان، إحداهما تسعى لزيادة السلبيات لتكون طعما للانقلاب على الحكم، وهي متمثلة في المعارضة الشيعية، ومعارضة تعمل على علاج السلبيات في الوقت نفسه بقيادة علماء ومثقفين حتى يقوى الحكم، ولكن للأسف الشديد إن أنظمة الحكم في الخليج تتعامل مع الطائفة الشيعية بملمس ناعم وعطايا كثيرة وتتودد إليها، وفي الوقت نفسه تذيق المعارضة الأخرى الهوان، بل تحاربها في أرزاقها، ومكانتها وغير ذلك، وأعتقد أننا بعد تجربة البحرين نقول لدول الخليج، أنتم الآن قد تبين لكم فريقين، فريقا يريد أن ينسف كراسيكم وأنظمتكم ومكتسبات أوطانكم، وفريقا يريد أن يقوي بقاءكم، ولكن صححوا الأخطاء الموجودة فقط.
 



المصدر: الشرق الأوسط
بتاريخ: 20 / 3 / 2011


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/688908.html