صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 3638 | الأربعاء 22 أغسطس 2012م الموافق 19 رمضان 1445هـ

كلمة الشيخ عبد الأمير الجمري حول الانتخابات البلدية في 2002

إنَّ ما تشهده البلاد هذه الأيام من استعدادات لخوض تجربة الإنتخابات البلدية هي نقلة في الإتجاه الصحيح نحو تحديث مؤسسات الدولة، وإشراك المواطن في عملية صنع القرار في مجال الخدمات العامَّة الموكلة للبلدية.

نعم سيتوجَّه الناخبون إلى صناديق الإقتراع في 9 مايو 2002م لانتخاب المرشَّح الذي سيُمثِّل كل منطقة في المجلس البلدي. وكم كنَّا نتمنَّى لو أنَّ القانون المعدَّل للبلديات كان قد أعطى صلاحيات حقيقية للبلدية بدلاً من رفع التوصيات فقط، حيث لا زالت سلطة القرار بيد مجلس الوزراء.

وقد أوضحنا في حديث سابق أنَّه ومع تحفُّظنا على القانون البلدي الذي صَدَرَ عن لجنةٍ حكومية وليس عن برلمان منتخب، والذي احتوى على بنود تنتقص من صلاحيات المجلس البلدي، ورغم تحفُّظنا على توزيع المناطق الإنتخابية التي اعتمدت على أسس غير عادلة، وهو لا ينسجم مع البرنامج الإصلاحي الذي يقوده ملك البلاد، ولا مع الدستور، إلا إنَّنا ندعم هذا التوجُّه، ونطالب بتطويره في المستقبل ليكون منسجماً مع المستوى الحضاري لشعب البحرين، وإنَّنا نعتبر المشاركة في الترشيح والإنتخابات عملاً وطنياً مشرِّفاً، ونرى أنَّه سيساعد على إعداد الطاقات الوطنية لتنمية الخدمات في كلِّ منطقةٍ بلدية.

وأودّ هنا أن أقول: إنَّ تجربة البحرين تأتي في طليعة البلدان الخليجية عندما بدأت تجربتها البلدية في مطلع القرن العشرين، ولكنَّنا تخلَّفنا عن الركب بسبب أحكام الطوارئ، وبسبب تراكم الأخطاء، وسوء العلاقة بين الحاكم والمحكوم.

أما اليوم فإنَّنا نعيش-بحمد الله- تجربةً جديدةً، وإنَّ علينا-رغم قصورها- إنجاح هذا الجزء اليسير الذي توفَّر لنا بعد مسيرة عمل ومعاناة استمرَّت عقوداً طويلةً.

ويَهمُّني التنويه هنا بأنَّ العمل البلدي يتطلَّب مواطنين مخلصين للقيام بأدوار هامَّة لحماية البيئة، ومراقبة الأسواق، ورعاية العمران والمنتزهات مع المحافظة على القيم الدينية والخُلُقية، وتوفير الخدمات اليومية التي يتطلَّبها المواطن بما يُسهِّل عليه العيش في منطقةٍ جميلةٍ مشمولةٍ بالذوق الإنساني الذي يعطي الصورة الراقية لمجتمعنا من ناحية الشكل والمحتوى.

كما يهمُّني التنويه بتوصية أبناء هذا الشعب الكريم بضرورة المساهمة الإيجابية الفاعلة في الإنتخابات، وإثبات الطبيعة المنفتحة والمتحضِّرة لشعب البحرين، آملاً أن تكون الحَمَلات الإنتخابية خاليةً من المظاهر الغير أخلاقية في التنافس بين المرشَّحين، وراجياً- بكلِّ تأكيد- أن يراعي المرشَّحون وكذلك عموم الناس المحافظة على حماية بيئتنا من خلال الإبتعاد عن تشويه جدران البيوت بالكتابات والملصقات، واستخدام الأماكن المسموح بها لهذا الغرض لنعكس بذلك الوعي البيئي المطلوب.

كما أدعو بتأكيد المواطن الذي يتقدَّم لخدمة منطقته بأن يُقدِّم مصلحة الناخبين على المصلحة الخاصَّة، ويُفكِّر في الأمَّة قبل التفكير المتقوقَّع في الذَّات، فلقد آن الأوان أن يُثبت المواطنون قدراتهم بدرجاتٍ عاليةٍ من الأداء المخلص البعيد عن التّمَصْلُح.

هذا وأقول بكلِّ جدّية واهتمام: لا بد من انتخاب المرشَّح القادر على العطاء، الذي يقبل بالمحاسبة من ناخبيه، فإنَّ قبوله بالمحاسبة كاشف عن أهليته للقيام بمحاسبة المسئولين، وكاشف عن أهليته لحمل الأمانة بصدقٍ وإخلاص. كما وأدعو الجميع إلى مراقبة الله تعالى في عملية التصويت، وذلك بأن يكون الترشيح للمرشَّح المخلص والكفء والقادر على خدمة المجتمع، وليس لأنَّ هذا المرشَّح جار، أو صديق، أو قريب في النسب حتى لو كانت القناعة قائمة بعدم أهليته لمثل هذا التمثيل للمجتمع.

كما أنَّني أنأى بأبناء الشعب المحترمين في أن تكون هذه الإنتخابات سبباً في إحداث فرقة بين المرشَّحين وبين الناس، بل على الجميع احترام نتيجة الإنتخابات، والتعامل بإيجابيةٍ مع المرشَّحين الفائزين وصولاً إلى الهدف المرجو من إحداث التكامل في مسيرة هذا الشعب العزيز.

أسأل الله تبارك وتعالى أن يأخذ بأيدينا جميعاً لما فيه الخير والصلاح، وأن يرشدنا إلى سواء السبيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
 



المصدر: مكتب الجمري
بتاريخ: 29 / 4 / 2002


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/696265.html