صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 3789 | الأحد 20 يناير 2013م الموافق 19 رمضان 1445هـ

اللواء مطلق الأزيمع: القوات الخليجية تعد ثاني قوة في العالم بعد حلف الناتو

قائد قوات «درع الجزيرة» لـ «الشرق الأوسط»: أتحدى أن يثبت أي شخص أننا أصبنا مواطنا بحرينيا بخدش

مقبل الصيعري

بعد أن خرجنا من النطاق العمراني لمملكة البحرين صباح أمس، استقبلتنا سيارة من نوع «لاند كروزر» يستقلها اثنان من أفراد قوات «درع الجزيرة»، وصحبانا إلى طريق صحراوي مضينا فيه لمدة 30 دقيقة تقريبا في اتجاه الصحراء. وصلنا إلى مقر قيادة قوات «درع الجزيرة» المرابطة في المملكة البحرينية منذ قرار البحرين بالاستعانة بالقوات الخليجية، وبعد أن دلفنا من البوابة الرئيسية شاهدنا تشكيلات من معدات القوات المرابطة من كل دول الخليج الـ6 صبغت بشعار «قوة درع الجزيرة». وما إن وصلنا إلى مكتب اللواء الركن مطلق بن سالم الأزيمع، قائد قوات «درع الجزيرة»، استقبلنا بكل بشاشة وحرارة ليعكس واقع الروح العالية التي تتمتع بها قوات «درع الجزيرة»، التي ترابط بمنأى عن الأوضاع الداخلية في البحرين، كما أكد لنا المسؤول الأول عن القوات الخليجية.


اللواء مطلق الأزيمع كشف في حوار مع «الشرق الأوسط»، عن خطط مستقبلية لتطوير قدرات قوات «درع الجزيرة»، بما يتواكب مع المتغيرات في المجال العسكري والظروف المحيطة، مبينا أن هذا التطوير مدعوم بالقدرات العالية والمتطورة لقوات دول مجلس التعاون الخليجي كل على حدة، التي تمتلك من العدة والعتاد ما لا تمتلكه دولة أخرى في العالم، بل تأتي دول الخليج في المرتبة الثانية في العالم بعد حلف الناتو من حيث التسليح في ما يتعلق بسلاح الجو الذي يضم مختلف أنواع الطائرات ذات القدرة القتالية العالية، والدبابات المتطورة والتشكيلات البحرية والمتقدمة والأجهزة الدفاعية الرادعة.
وأضاف الأزيمع أن قوات «درع الجزيرة» دخلت البحرين بناء على طلب القيادة البحرينية وللقيام بدوره في حماية الحدود البحرينية وبعض المنشآت والمواقع الاستراتيجية في ظل انشغال الأجهزة البحرينية بالشأن الداخلي. مشيرا إلى أن الإعلام المغرض الذي يحاول تهويل الأمور لا يزيد الخليجيين إلا قوة وصلابة وتلاحما، وذلك للمصير المشترك.
وأشار إلى أن هناك توجها لانفتاح قوات «درع الجزيرة» على كل الدول الأعضاء بهدف إتاحة الفرصة لإجراء تدريبات وتمارين بين الحين والآخر، كما هو الآن في البحرين.


* قفزت قوات «درع الجزيرة» إلى الواجهة خلال هذه الأيام، هل ذلك يعني أن تلك القوات بدأت تفرض هيبتها في المنطقة؟


- لا.. لا يمكن الذهاب إلى هذا القول، فقوات «درع الجزيرة»، معروفة، ونتمنى أن لا تحين الساعة التي يمكن أن نضطر خلالها لإظهار الهيبة الحقيقية لقوات «درع الجزيرة» للدفاع عن دول الخليج وشعوبها ومكتسباتها، و«درع الجزيرة» تم بناؤها كقوة منظمة باتفاقيات ومنهجية سليمة بعد تحرير دولة الكويت بفترة طويلة، وبالتحديد في 2007، وهي البداية الحقيقية لقوات «درع الجزيرة» المشتركة المدعومة. حيث إن هناك قوات تدخل سريعا وقوات مخصصة وهذه معروفة، والمهم في الموضوع وجود قوات دعم لـ«درع الجزيرة»، وقوات الدعم تشمل جميع القوات المسلحة في مجلس التعاون وذلك حسب الحاجة، وقد يكون احتياج في جبهة معينة أو في أكثر من جبهة، سواء كان هناك تهديد فردي أو ثنائي، وهو ما يعزز هيبتها على الدوام، ولكن ربما ذاعت سمعة «درع الجزيرة» إعلاميا خلال هذه الفترة حسب ما تقصده، والحقيقة أن هيبة «درع الجزيرة» تكمن في القيادات المخلصة المتضامنة بين دوله، وفي وجود القوات الحديثة المتطورة والإمكانات التي لا تستعرض بل يتم تأمينها وتدريبها في صمت، وتكمن الهبة أيضا في القوة البشرية المؤمنة المخلصة المتدربة.

*ولكن كيف تقرأ هذه القفزة الإعلامية وتسليط الضوء على قوة «درع الجزيرة» في هذا الوقت بالذات؟

- لا شك أن السبب هو الحاجة والظروف، وندرك جميعا أن اليوم لم يعد هناك مكان للمنعزل ولا للضعيف ولا للفردي، وحتى في الدول المتقدمة نرى أن التكتلات سواء كانت عسكرية أو اقتصادية أو سياسية هي الآن السمة الغالبة على العلاقات الدولية، وهو ما يحتم علينا أن تكون لنا قوة واحدة ورأي واحد، والمواقف في المنطقة عندما تحتدم الظروف وتشتد فإنها تعكس المصير المشترك لدول الخليج ويتحد الرأي لما فيه خير خليجنا الواحد.

* وما هي المهام التي اضطلعت بها قوات «درع الجزيرة» حتى الآن في البحرين؟

- لقد أكدنا أكثر من مرة أن مهمتنا تتمثل في تأمين المواقع العسكرية الهامة والاستراتيجية من أي تدخل خارجي، والكل يعرف أنه إذا انشغلت الدولة في أمنها الداخلي تزيد حاجتها إلى تأمين حدودها الدولية وكون البحرين جزءا من المنظومة الخليجية وكون قواتها جزءا من «درع الجزيرة»، مما يجعل قيامنا بهذه المهام جزءا مهما وأساسيا في الدور الذي يمكن أن تضطلع به تلك القوات تنفيذا لاتفاقيات دول مجلس التعاون وهذا دورنا، مع إيماننا ومعرفتنا وإدراكنا بأن قوات الدفاع البحرينية - وشهادة للتاريخ - لديها كفاءة عالية وجيش منضبط لدرجة أنهم لم يكونوا في حاجة إلى الاستعانة بوحداتهم العسكرية المخصصة لـ«درع الجزيرة» التي توجد الآن ضمن قوات «درع الجزيرة» المتمركزة في المواقع المخصصة لحماية الحدود البحرينية، وهذا تأكيد أن قواتنا لم تأتي بسبب الشأن الداخلي، بل جاءت إلى ما هو أكبر.

* شوهد بحرينيون يذرفون دموع الفرح مع تزامن دخول قوات «درع الجزيرة»، وهناك أصوات كانت لها مواقف مخالفة.. فكيف وجدتم الواقع؟

- كان دخولنا إلى البحرين يمثل الأمن والأمان لكل البحرينيين، وسبق أن قلت أتحدى أن يثبت أي شخص كان أننا أصبنا مواطنا بحرينيا من أي فئة بخدش، وأتحدى أن يثبت أي أحد كائنا من كان أننا أدخلنا سلاحا أو عدة في ما يجري في الداخل البحريني، ولكن من يؤجج النعرات ويفتري الكذب، فإنه لا يسهم في تحقيق مصلحة أي من الطوائف، بل يضر بمن يظن أنه ينفعه، والبحرين أرض محبة وسلام وخير، وجئنا لنساعد حكومة الخير في إعادة الخير والسلام والمحبة إلى أرض السلام والمحبة.

* ألا ترى أن «درع الجزيرة» في حاجة إلى تطوير وأن تكون لها شبه استقلالية مالية وإدارية، وذلك في ظل الظروف الراهنة التي تحيط بالمنطقة؟

- «درع الجزيرة» تسير على منهجية واضحة، وهناك استراتيجية تطوير، وهناك اجتماعات منتظمة سنويا وبين الحين والآخر، وهي اجتماعات التعاون العسكري والدفاع المشترك، وفقا لموافقة قادة دول الخليج وبدعم كبير منهم. وإن الذي قد لا يعرفه الكثيرون أن المجلس الأعلى لدول الخليج سبقنا أحيانا نحن العسكريين في طموحاته، لأنه يريد منا التحرك وبذل المزيد من التطوير، في حين أنه ضمن المنهجية الموضوعة التي تقضي بإيجاد عقود معينة وتدريب معين، ولكن أحيانا نجده فقط هو الذي يعوق بعض الأمور لتأخذ دورها، وسنعمل بكل جدية على كسب الوقت لتحقيق الطموحات الكبيرة لقادتنا الخليجيين. وهذه منظومة متكاملة، كما أن قوات «درع الجزيرة» لديها من معداتها وأسلحتها وقوتها البشرية ما يكفي، كما أنها ليست قوات محددة بالسلاح والفرد، بل هي قوة وقت الحاجة، حيث توجد هناك قوات مخصصة، وقوات تدخل سريع، وقوات الدعم تتمثل في القوات الرئيسية للدول، ويتم الدعم وفق استراتيجية في المسافة والنوعية، بحيث لا يمكن أن تطلب قوات من دولة تبعد عن الحدث وهناك دولة أقرب منها، بل الدولة الأقرب هي المعنية بالدعم السريع والأكثر لقوات «درع الجزيرة» لتنفيذ مهامها وتعزيز قدراتها في الظروف الطارئة والتدخل السريع.

* هل هناك توجه لتمركز بعض قوات «درع الجزيرة» على الدوام في المناطق الساخنة التي تواجه تهديدا مثلا؟

- هذا التوجه يمثل جزءا من تدريباتنا، ووجودنا الآن في البحرين يأتي أيضا في إطار هذه التدريبات، مع ما يستدعيه الظرف الحالي الذي تمر به المنطقة. ومطلوب من قوات «درع الجزيرة» أن تنفتح في كل الدول وهذا أمر أساسي ومطلب أساسي كي يكون لنا انفتاح في أكثر من مرحلة في العام في دول مجلس التعاون.

* وكيف تصف التعاون مع قيادة قوات البحرين؟

- لا شك أنه تعاون أكثر من مثالي، وليس غريبا على قيادة البحرين أو مستغرب من القيادة العسكرية في البحرين أو الشعب البحريني الكريم، والتنسيق والتعاون والدعم كبير على كل المستويات سواء القيادية أو من الزملاء داخل وحداتهم عطفا على الألفة والروح الأخوية والتكاتف والتلاحم أكثر مما هو في الدولة الواحدة.

* قوات «درع الجزيرة» لم تخض سواء تجربة الغزو العراقي للكويت، وتوجد الآن في البحرين لمنع أي تدخل خارجي محتمل، فكيف يمكن الرفع من قدراتها وخبراتها للتعامل مع أي ظروف أو أزمات قادمة؟

- لدينا نهج تدريبي متفق عليه ومعمم على كل الدول، وقبل فترة وجيزة، تم الانتهاء من دورة متقدمة لتدريب قيادات على مستوى جميع دول الخليج، وحقق البرنامج التدريبي نجاحا كبيرا، حيث تضمن فرضيات متعددة لكل الاحتمالات، ووضع حلول متعددة لها مع الأخذ في الاعتبار النهج التدريبي المعتمد في قيادة قوات «درع الجزيرة» لربط تلك الوحدات والتشكيلات مع بعضها والمضي قدما في طريق التطوير المستمر.

* دخولكم إلى البحرين قوبل بهجوم من أطراف عدة، بينما اعتبره البعض سعيا إلى التهويل.. فكيف كانت قراءتكم له أو تأثيراته؟

- أستطيع أن أقول إن هذا سببه الإعلام الذي يحاول أن يضلل الحقيقة، ليس له سوى تأثير واحد، كونه يزيدنا قوة وتلاحما وثقة في عدالة قضايانا، لأن قوات «درع الجزيرة»، ومن خلفها قوات دول مجلس التعاون، أمامها قيادات حكيمة وخلفها شعوب عظيمة.

* ألا ترى أن قوات مجلس التعاون الأخرى في حاجة إلى تطوير قدراته التسليحية أيضا؟

- لا أبالغ إذا قلت لك إن قوات مجلس التعاون تعد أفضل قوات بعد حلف الناتو، وليس هناك أي دولة تمتلك من طائرات «إف 15» و«التيرنيدو» و«الميراج» و«التايفون»، وأنواع الدبابات الحديثة والقوات البحرية بتنوعها وتشكيلاتها، والتنسيق الذي بينها كبير، ولدينا قوات وهذه القوات لا تملكها دولة في العالم، باستثناء حلف الناتو، وفي الوقت نفسه لدينا قيادات حكيمة تحب الخير والأمن والسلام والنماء، ولكن المشكلة في الآخرين، ينظرون إلينا فقط في هذا الجانب ولا ينظرون إلى الجانب الآخر، وإلى جانب القوة والمنع لدينا فإننا لا نريد منهم سوى أن تكون نظرتهم متوازنة.

*هل يمكن القول إن هناك خططا تسليحية في القريب العاجل لقوات «درع الجزيرة»؟

- التسليح خيار استراتيجي يتعلق بالقيادات العليا لدول مجلس التعاون الخليجي، وقوات «درع الجزيرة» يتم تشكيلها من خلال قوات جاهزة، أما البناء والجاهزية هي شأن الدول نفسها، ودورنا يتركز على التنظيم والتدريب ومزج الوحدات مع بعضها البعض كقوة واحدة تخدم الأهداف الاستراتيجية لدول مجلس التعاون الخليجي جميعا.

* هل اكتملت «درع الجزيرة» بمشاركة كل الدول الآن في البحرين؟

- القوات الموجودة في البحرين لا تشكل سوى 10 في المائة تقريبا من قوة «درع الجزيرة»، وكل الوحدات الموجودة تنضوي تحتها كل دول الخليج الـ6، لأن «درع الجزيرة» لا يتحرك إلا بكامل الوحدات المشاركة من كل الدول.

* ولكن هناك بعض إعلام خارجي يشير إلى انسحاب بعض القوات ومنها قطر مثلا؟

- لم تنسحب أي قوة، والأشقاء القطريون من أكثر الدول دعما لقوات «درع الجزيرة» ولقيادتها، كحال جميع دول الخليج الداعمة وبشكل لا يقبل التشكيك.

* وماذا عن الروح المعنوية؟

- لو يعرف أعداؤنا حجم الألفة والروح المعنوية لأدركوا أننا أكثر من إخوة وأشقاء، وأن بيننا من المحبة والأخوة أكثر من روح العائلة الواحدة، ويشهد الله على ما أقول. والناس بخير ونحن بخير والأمور طيبة، وما خفي لدينا يسر الصديق ويغيظ العدو.

* هل لو طلب من قوات «درع الجزيرة» المشاركة خارج المنظومة الخليجية ستوافقون؟

- «درع الجزيرة» وجدت للدفاع عن دول مجلس التعاون الخليجي كدولة واحدة، وذلك وفق النظام والاتفاقيات التي تم بموجبها تشكيل تلك القوة، ومهما تقتصر على دول الخليج باعتبارها دولة واحدة في الجوانب الدفاعية، وأما مشاركتها في مهام خارجة عن الدور الذي وجدت من أجله فهذا يقرره قادة دول الخليج.

* هل كانت هناك مناورات جمعت قوات «درع الجزيرة» مع القوات الأميركية في الخليج؟

- مناوراتنا وتدريباتنا تقتصر على قوات «درع الجزيرة»، لأن لدينا كل الإمكانات من أسلحة متنوعة ومتمازجة، وعقول متنوعة ومستنيرة، ودورات متقدمة في كل الدول الأعضاء، وعندما تجتمع الأسلحة الحديثة والقوة البشرية المتنوعة والإمكانات، فبالتأكيد سيصبح مزيجا نافعا لبلدانهم وأدوات خير في المنطقة.

* هل هناك معوقات تواجه قوات «درع الجزيرة»؟

- أبدا.. لا توجد أي معوقات، ولكن المعوقات في ذهن الإعلام المغرض، أما نحن فلدينا الطمأنينة والثقة في قواتنا وقادتنا وحكمتهم، وشعوبنا في قالب هذا البعد الاستراتيجي العميق.

* وما هي الطموحات المستقبلية؟

- طموحاتنا كبيرة جدا وهي مقررة ومبرمجة وفيها الكثير والكثير من الخطوات المبرمجة، ونمضي قدما على خطى مدروسة ولا ننظر إلى من يسيء إلينا.

* وماذا عن بقاء القوات في البحرين لفترة أطول؟

- البقاء مرهون برغبة قيادة مملكة البحرين، وجزء كبير من قواتنا في «درع الجزيرة» من قوة دفاع البحرين، وإن بقينا أو ذهبنا فنحن في بلدنا وبين إخوتنا، ونحن كقيادة لنا مطالب بإقامة وتكثيف التمارين ووجود كل القوات فرصة لإجراء تدريبات وتمارين للحفاظ على مستواها ورفع قدراتها.

 

المصدر: الشرق الأوسط
بتاريخ: 27 / 3 / 2011


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/732189.html