صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 3819 | الثلثاء 19 فبراير 2013م الموافق 19 رمضان 1445هـ

النعيمي: الترخيص للجمعيات السياسية ينعش مناخ الديمقراطية في البحرين

لندن: غالب درويش

اكد عبد الرحمن النعيمي، رئيس جمعية العمل الوطني الديمقراطي التي انشئت اخيرا في البحرين على اهمية الترخيص للجمعية، مشيرا الى انها المرة الاولى منذ قرابة نصف قرن يسمح فيها للحركة السياسية المعارضة ان تعبر عن نفسها من خلال جمعيات سياسية.

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» قال النعيمي «قبل نصف قرن وفي ظل الصراع من اجل الديمقراطية والخلاص من النفوذ البريطاني اجبرت السلطات البحرينية آنذاك على الاعتراف بهيئة الاتحاد الوطني عام 1956 كحزب سياسي يمثل شعب البحرين، تاركا المجال لامكانية بروز جمعيات وتنظيمات سياسية اخرى.. لكن ذلك الربيع لم يستمر، حيث تضامن شعب البحرين مع اشقائه في مصر اثر العدوان الثلاثي، وخرجت المسيرات والمظاهرات الصاخبة التي الحقت اضرارا بعدد من المنشآت البريطانية، فانزلت السلطات البريطانية الجيش واعتقلت قادة الهيئة وابعدتهم الى جزيرة سانت هيلانة في نهاية ذلك العام». واضاف «وبعد الانفراج السياسي الذي دشنه امير البحرين الشيخ حمد بن عيسى ال خليفة في 5 فبراير (شباط) عام 2001، تقدمنا بطلب بعد ان عقدت 44 شخصية وطنية ديمقراطية في بيتي اواخر ابريل (نيسان) الماضي، حيث توافقنا لاحقا على تشكيل الجمعية، وبعد قرابة ثلاثة اشهر من التردد، وحيث المرحلة كانت ضبابية، وقانون الجمعيات يمنع الجمعيات السياسية، فقد كان لتوجيهات الامير اثرها الكبير في الغاء تلك التحفظات، وفي منحنا في 10 سبتمبر (ايلول) الماضي اشهارا بالعمل.

وبالتالي فان القوى السياسية التي كانت تعمل سرا كالجبهة الشعبية وجبهة التحرير الوطني وغيرهما من تنظيمات المعارضة ترتب اوضاعها في الوقت الحاضر على ضوء المستجدات والعلنية التي باتت حقيقة يجب التعامل معها عبر هذه الجمعيات». وبسؤاله عن ابرز اهداف الجمعية قال «هي الدفاع عن الدستور وميثاق العمل الوطني والمشاركة في الانتخابات البلدية وانتخابات المجلس الوطني المقبلة، والدفاع عن المكتسبات الكبيرة التي حققها شعب البحرين، حيث تتناغم ردود القيادة السياسية مع مطالب الوطنيين ومطالب الشعب عموما، حيث اكد صعوبة الحديث عن تأزم سياسي في الوقتت الحاضر في ظل الانفتاح الوطني المستمر».

وذكر النعيمي ان مجلس ادارة الجمعية اجتمع وكلف لجنة باعداد مسودة برنامج عمل سياسي للجمعية «يعبر عن الاهداف والتوجهات الوطنية الديمقراطية في مختلف نواحي الحياة، بالاضافة الى مواقفنا الخليجية والعربية والدولية، وهي بلا شك تصب في المجرى العام لمصلحة التقدم، وتشكل معينا حقيقيا لنضال الشعب الفلسطيني».

وردا على سؤال عما اذا كان السماح للجمعية يمثل بداية لتأسيس جمعيات اخرى في البحرين قال «لقد تم اشهار جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي اول من امس، ونحن نعتبر هذه الجمعية توأما لجمعية العمل الوطني الديمقراطي، وتحالفنا استراتيجي مع الاخوة في جمعية المنبر». واكد النعيمي انه «ستكون لنا لقاءات معهم لوضع خطط وبرامج مشتركة لتعزيز مكانة التيار الديمقراطي، والتأكيد على الاحترام المتبادل لوجهات النظر داخل المعسكر الواحد، مهما ظهرت من اشكاليات في هذه المسألة او تلك، فالتيار الديمقراطي يحتاج الى كل فصائله، والوطن يحتاج الى جميع الوطنيين الديمقراطيين والاسلاميين والقوميين وجميع التلاوين التي تؤمن بالوحدة الوطنية والديمقراطية خيارا لشعبنا». وحول رؤيته لمسيرة الديمقراطية في البحرين في ظل تفعيل مواد الميثاق الوطني قال «نحن متفائلون بمستقبل الاوضاع، في ظل التوجهات التي اكد عليها امير البلاد الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة في خطابه في افتتاح الدورة الحالية لمجلس الشورى، كما ان هذا التوجه العقلاني السياسي طلق نهائيا الحلول الامنية ومد جسورا متينة بين السلطة والمعارضة والجماهير، حيث يقابل ذلك بارتياح كبير من قبل التيارات السياسية الوطنية والاسلامية المتمسكة بالانفراج السياسي والتي تبدي مرونة شديدة في خطابها السياسي، وترى ضرورة تعميق هذا النهج وعدم التطرق الى قضايا مستقبلية يمكن لاحقا التفاهم بصددها مع القيادة السياسية، خاصة اذا تزايدت الثقة بين الطرفين وتمكنا من مغادرة الجو العدائي السابق الذي استمر عقودا عديدة.

وختم النعيمي حديثه بالقول «ان السماح للجمعيات السياسية بالعمل الوطني سيخلق مناخا مزدهرا من الحراك السياسي في الايام المقبلة، خاصة مع الموقف الصائب للقيادة السياسية بالنسبة للارهاب، حيث شجبت الارهاب، واكدت على ضرورة تقديم الادلة المقنعة قبل معاقبة اي دولة من الدول الاسلامية بقرار دولي. وبالتالي فان القيادة السياسية التي تسعى حاليا لتحقيق تضامن خليجي حول موقف يعبر عن مصلحة شعوب ودول مجلس التعاون والدول العربية والدول الاسلامية، تدرك ان الرأي العام في البلاد ليس مع الارهاب».

 

المصدر: الشرق الأوسط
بتاريخ: 5 / 10 / 2001


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/740721.html