صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 3964 | الأحد 14 يوليو 2013م الموافق 19 رمضان 1445هـ

الالاف يتظاهرون في المنامة للمطالبة بالتغيير

تجمع الاف المتظاهرين البحرينيين الثلاثاء في دوار اللؤلؤة بوسط المنامة مطالبين باصلاحات سياسية او حتى بتغيير النظام بالنسبة للبعض منهم، بحسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس، وذلك بعد مقتل شابين اثناء تفريق السلطات لتظاهرات.
وتقاطر المتظاهرون الى الدوار بعد تشييع قتيل سقط خلال تفريق التظاهرات المطالبة بالاصلاح مساء الاثنين في قرية شيعية شرق المنامة. وقتل متظاهر آخر الثلاثاء اثناء تشييع قتيل الاثنين قرب مستشفى السلمانية.
واعرب العاهل البحريني حمد بن عيسى ال خليفة عن اسفه لسقوط القتيلين وامر بتشكيل لجنة وزارية للتحقيق في ملابسات مصرعهما.
وقال الملك حمد في خطاب تلفزيوني بنبرة هادئة "ليعلم الجميع اننا قد كلفنا نائب رئيس مجلس الوزراء جواد بن سالم العريض بتشكيل لجنة خاصة لمعرفة الاسباب التي ادت الى تلك الاحداث المؤسفة حيث ان همنا الاول هو سلامة الوطن والمواطن".
كما اكد العاهل البحريني انه سوف يطلب "من السلطة التشريعية الموقرة النظر في هذه الظاهرة واقتراح التشريعات اللازمة لعلاجها بما ينفع الوطن والمواطن".
وشدد الملك في خطابه الذي نقله التلفزيون البحريني على ان "الاصلاح مستمر ولن يتوقف".
ومساء الثلاثاء، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي في بيان ان "الولايات المتحدة قلقة جدا من اعمال العنف الاخيرة التي تعرض لها المتظاهرون في البحرين".
واشاد باعلان الحكومة بانها ستجري تحقيقا حول مقتل المتظاهرين وانها "ستطلب من السلطات التشريعية النظر في اي استخدام غير مبرر للقوة من قبل قوات الامن البحرينية".
واضاف "ندعو لتنفيذ ما ورد في التصريحات باسرع وقت ممكن. ندعو ايضا جميع الاطراف الى ضبط النفس والامتناع عن اللجوء الى العنف".
ومن ناحيته، اعلن وزير الداخلية البحريني الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة انه تم التحفظ على المتسببين بحالتي الوفاة الاثنين والثلاثاء، مؤكدا أن "وزارة الداخلية مستعدة للتعامل مع اللجنة الخاصة بالتحقيق في الأحداث المؤسفة التي وقعت"، كما نقلت وكالة انباء البحرين مساء الثلاثاء.
وأعرب وزير الداخلية عن "أسفه لوقوع ضحايا"، متقدما ب"الاعتذار وأحر التعازي للوطن والمواطنين ولأهالي المتوفيين والمصابين"، مؤكدا حرصه على "تحلي رجال الأمن بضبط النفس لتفادي هذه الحوادث المؤسفة".
ودعت المفوضة العليا للامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي السلطات البحرينية "التوقف فورا عن الاستخدام غير الملائم للقوة ضد متظاهرين مسالمين والى اطلاق سراح الذين اعتقلوا".
وقالت بيلاي ان "افراط السلطات في استخدام القوة" ادى الى سقوط القتيلين.
ونصب المتظاهرون خيما في دوار اللؤلؤة الذي باتوا يطلقون عليه "دوار الشهيد" او "دوار الحرية" مؤكدين انهم سيحولون تظاهرتهم الى اعتصام مفتوح.
وقال المتظاهر ماجد طاهر (32 عاما) لوكالة فرانس برس "استفدنا من تجربة تونس ومصر وسنستمر حتى تنفيذ مطالبنا: دستور عقدي، انهاء التمييز، ملكية دستورية".
وردد متظاهرون "الشعب يريد اسقاط النظام" كما رفعت لافتة كتب عليها "هذه فرصتكم الوحيدة والاخيرة لتغيير النظام".
ورفع شباب على تمثال "اللؤلؤة" بوسط الدوار لافتة كتب عليها "سقط النظام".
كما رفعت شعارات اخرى تؤكد الوحدة بين السنة والشيعة رغم الطابع الشيعي عموما للتظاهرات.
من جانبه قال المتظاهر مهدي يوسف، وهو نجار في الثانية والثلاثين من العمر، "نطالب بدستور عقدي مع الشعب وتداول سلمي للسلطة ووقف للتمييز الطائفي والافراج عن المعتقلين".
وتاتي هذه التظاهرات تلبية لدعوة وجهها ناشطون عبر موقع فيسبوك من اجل قيام "ثورة 14 فبراير في البحرين".
ويطالب الناشطون بالاحتجاج سلميا من اجل الاصلاح السياسي وتعزيز المشاركة السياسية والافراج عن معتقلين شيعة ووقف "التجنيس السياسي" على قولهم، الا ان البعض منهم بدأ يطلق مطالب اكثر تشددا منذ سقوط القتيلين، بما في ذلك الدعوة الى "اسقاط النظام".
وقال النائب الشيعي المعارض محمد المزعل لوكالة فرانس برس ان "الشباب قرروا ان ينصبوا الخيم لان الاعتصام مستمر الى ان تتحقق مطالبنا" وشدد على ان "التحركات سلمية".
واغلقت الشرطة الطرقات المؤدية الى الدوار الا انها تسمح للناس بالدخول اليه.
من جهتها، علقت كتلة جمعية الوفاق المعارضة التي تمثل اكبر تيار شيعي عضويتها في مجلس النواب البحريني في اعقاب هذه الاحداث.
واكدت الجمعية في بيان على موقعها الالكتروني انها "علقت عضويتها في مجلس النواب احتجاجا على قمع المتظاهرين واستخدام العنف المفرط ضدهم ما ادى الى سقوط شهيدين".
وذكرت الجمعية ايضا ان قرارها ياتي "استنكارا لسياسة البلطجة الامنية"، مشددة على تاييدها "خيار الشعب ومطالبه المشروعة باصلاح سياسي جذري وفي مقدمته الدستور العقدي وتحقيق التداول السلمي للسلطة".
وعزا خليل مرزوق النائب في جمعية الوفاق التي تشغل 18 من اربعين مقعدا، تعليق العضوية في البرلمان الى "تردي الاوضاع الامنية بالتعاطي السلبي والوحشي مع المتظاهرين وسقوط شهيدين (باطلاق نار) من مسافة قريبة كان هناك تعمد للقتل".
وقال المرزوق لوكالة فرانس برس ان مقتل المتظاهرين حصل "رغم سلمية المتظاهرين وعدالة المطالب الموجودة منذ 2002 للانتقال الى ملكية دستورية وسلطة تشريعية كاملة السلطات والتداول السلمي للسلطة لكسر احتكار السلطة والثروة".
وتوقع المرزوق استمرار التحركات الاحتجاجية "السلمية" مشيرا الى ان جمعية الوفاق تدعم "توجهات المتظاهرين (...) لكن لا تدعو الى التظاهرات لكي يرى العالم ان شباب البحرين هم من يقومون بالتغيير وان هناك مطالب من دون تسييس".
واعتبر النائب الشيعي المعارض ان "شعب البحرين لا يقل حماسة وشجاعة عن الشعوب الاخرى" في اشارة الى الدول العربية التي شهدت حركات شعبية غيرت النظام او تطالب بتغييره، لا سيما مصر وتونس.
وصباح الثلاثاء، قتل المتظاهر الشاب فاضل المتروك برصاص انشطاري بينما كانت قوى الامن تفرق متظاهرين تجمعوا امام مستشفى السليمانية لتشييع القتيل الاول.
واكدت وزارة الداخلية مقتل المتروك عبر صفحتها على موقع تويتر للتدوين.
والقتيل الاول كان الشاب علي مشيمع وسقط خلال تفريق الامن لتظاهرة في قرية الديه الشيعية شرق المنامة مساء الاثنين.
وسيتم تشييع القتيل الثاني صباح الاربعاء.
وتحظى صفحة "ثورة 14 فبراير في البحرين" على فيسبوك بتاييد اكثر من 22 الف شخص.
كما تاتي هذه التحركات بعد انتفاضة تونس التي اطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي والتظاهرات التي ادت الى تنحي الرئيس حسني مبارك في مصر.
وقد ادت مواقع التواصل الاجتماعي في البلدين دورا كبيرا في تحريك الشارع.
وشهدت البحرين اخيرا توترا طائفيا مع اعتقال ومحاكمة ناشطين شيعة بتهمة السعي الى تغيير النظام بوسائل غير مشروعة.

 


المصدر: ا ف ب

بتاريخ: 16 فبراير 2011


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/792991.html