صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 3967 | الأربعاء 17 يوليو 2013م الموافق 19 رمضان 1445هـ

الحملة ضد حزب الله قد تضر بعموم الشيعة

تعاقب دول الخليج العربية حزب الله لدوره في سوريا وتطرد مغتربين لبنانيين لهم صلة بالجماعة وهو ما قد يضر بعموم الشيعة الذين ليس لهم صلة بالحزب سوى انتمائهم الى مذهب واحد. وأرسل الحزب الذي أسسته ايران الشيعية في الثمانينات ليقاتل الاحتلال الاسرائيلي للبنان قواته لتقاتل الى جوار الجيش النظامي في الحرب الاهلية المندلعة في سوريا وهو ما أدى الى الحاق هزائم بقوات المعارضة السورية التي تسلحها بعض الدول الخليجية.

وأيدت دول الخليج العربية السنية بقيادة السعودية مقاتلي المعارضة السورية وأمدتهم بالسلاح والمال في معركة للاطاحة بالاسد حليف ايران. وأعلن مجلس التعاون الخليجي الشهر الماضي ان دوله الستة ستلغي تأشيرات الاقامة الممنوحة لمغتربين لهم علاقة بحزب الله وتستهدف تعاملاتهم المالية والتجارية في منطقة الخليج. وكشفت عمليات الطرد كيف أذكت الحرب في سوريا توترات قديمة بين السنة والشيعة وتسببت في انتشار تلك التوترات عبر الحدود لتعم أرجاء المنطقة كلها.

وخلال اجتماع عقد في الرياض امس الخميس لمسؤولي الامن في مجلس التعاون الخليجي الذي يضم السعودية والامارات وقطر والكويت وسلطنة عمان والبحرين قال اللواء خالد العبسي وكيل وزارة الداخلية البحرينية ان هذه الخطوة المناهضة لحزب الله اتخذت بعد اكتشاف عدد من "الخلايا الارهابية" لحزب الله في دول الخليج وتورطها في تدريب جماعات ارهابية وتدخلها الصارخ في سوريا. وقال عبد الخالق عبد الله خبير العلوم السياسية الاماراتي عن عمليات الترحيل انها للاسف ستضر ببعض الناس الذين سيدفعون الثمن دون ان يكون لهم اي دور. لكنه قال ان حزب الله يجب ان يتحمل مسؤولية هذا لانه خرج عن حدود بلاده وتدخل في شأن سوري محض بعناد وجرأة. وقامت ثلاث دول خليجية على الاقل هي السعودية والامارات وقطر بترحيل عشرات اللبنانيين منذ ان اعلن مجلس التعاون الخليجي في الثاني من يونيو حزيران انه يفكر في اتخاذ اجراءات لمعاقبة حزب الله وفقا لما قاله مصدر امني في الدوحة وحسن عليان وهو لبناني انتقد هذه الحملة. وقال مصدر الامن ان 17 او 18 لبنانيا طردوا من قطر في يونيو حزيران بينما قدر محللون يتابعون القضية ان يكون العدد أكبر في الامارات. وقال عليان الذي يتحدث باسم الشيعة الذين طردوا من الخليج انه يعتقد ان السعودية طردت ما يتراوح بين 20 و30 لبنانيا شيعيا في الشهر الماضي وحده.

وقال عليان وهو شيعي "لا اعلم ما مصلحتهم في طرد ناس عاشوا في بلادهم عشرات السنين وقدموا أفضل ما عندهم في خدمة هذه البلاد." وذكر انه عاش في الامارات 27 عاما قبل ان يطلب منه الرحيل عام 2009 . وعمليات الترحيل من هذا النوع ليست جديدة لكن الحملة الحالية واكبتها عمليات اعلان وتنسيق. وطوال سنوات جعلت حكومات خليجية من الصعب على الشيعة بشكل عام الحصول على تأشيرات اقامة خاصة حين يتقدمون بطلبات للعمل في الحكومة والمؤسسات التابعة لها. ويقول محللون ان هذا نتيجة قناعة تقليدية قديمة لدى بعض الدول بأن الشيعة يمثلون خطرا أمنيا ويقول مسؤولون في الخليج ان هذا يرجع في الاساس الى تدخل ايران في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربية. وتنفي طهران ذلك. وعمق انعدام الثقة المتبادل صدعا تاريخيا بين المسلمين السنة والشيعة. ويرى عدد كبير من اللبنانيين ان دعم حسن نصر الله الامين العام لحزب الله للرئيس السوري في مواجهة معارضة تقودها الاغلبية السنية خطأ في الحسابات سيجر لبنان الدولة الصغيرة الى المستنقع السوري وسيصعد القتال داخل لبنان ويعمق الصدع المذهبي بين السنة والشيعة في المنطقة كلها.

 

 

المصدر: رويترز
بتاريخ: 5 يوليو 2013


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/793897.html