صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 3970 | السبت 20 يوليو 2013م الموافق 19 رمضان 1445هـ

توترات البحرين تدفع الاقتصاد لطريق مسدود

في البهو الرخامي لأحد أفخم فنادق البحرين يفوق عدد العاملين الذين يرتدون زيا أنيقا ويبتسمون في أدب جم عدد النزلاء. ومن السهل ملاحظة غياب سيارات سعودية كانت عادة ما تصطف في الخارج.
وشلت الاضطرابات اقتصاد البحرين التي كانت يوما جزيرة هادئة وصديقة للأنشطة المالية تقبع على أطراف المملكة العربية السعودية. كما دفعت التوترات الحكومة إلى الاستعانة بقوات من دول مجلس التعاون الخليجي وأدت إلى فرار المستثمرين والمغتربين.
وأغلق فندق الخليج بعض أداوره وقلص ساعات عمل المطاعم بينما بدأ بعض العاملين اجازة طوعية.
وقال عقيل رئيس المدير التنفيذي لمجموعة فنادق الخليج لرويتز في مقابلة "انخفضت نسبة الاشغال مما يزيد عن 90 في المئة إلى ما بين 25 و30 بالمئة تقريبا وبالتالي تأثر عملنا كثيرا في جميع المجالات.
"الكل في البحرين تأثر... الانتعاش سيحتاج إلى وقت لأن كل الأنشطة المزمعة والمؤتمرات والمعارض والاجتماعات تأجلت أو الغيت."
وتشهد البحرين توترات منذ خرج محتجون إلى الشوارع الشهر الماضي وأقاموا مخيما في دوار اللؤلؤة بوسط العاصمة المنامة. والأسبوع الماضي قطعوا الطريق إلى حي المال مما دفع الحكومة إلى استدعاء قوات خليجية وفرض الأحكام العرفية واتخاذ اجراءات صارمة دفعت المحتجين لاخلاء الشوارع.
وخلت المراكز التسويقية الرئيسية الأربعة في البحرين من الزبائن لمدة خمسة أيام وأغلقت المتاجر القريبة مع انتشار المخاوف. لكنها بدأت تفتح أبوابها من جديد إلا أن وتيرة العمل بطيئة.
وقال أحمد سند رئيس الجمعية البحرينية للفنادق والمطاعم "لم تضر التوترات بنا وحسب لكن بالاقتصاد برمته.
"نسبة الاشغالات نزلت من 100 بالمئة تقريبا إلى 30 بالمئة. ليس في ايدينا أي شيء... يريد الناس شيئا وتريد الحكومة آخر.. والأعمال... محصورة في المنتصف وتتكبد خسائر."
واستطرد قائلا "اذا ماجذب كل طرف (الحبل) في اتجاه فسوف نعاني كلنا. يجب أن نقدم جميعا تنازلات أو سنكون جميعا من الخاسرين."
وتلقت صناعة الفنادق في البحرين التي تعتمد على جدول منتظم من المؤتمرات الاقتصادية والمالية لطمة موجعة. وتمثل الفترة من فبراير شباط إلى مايو آيار موسم ذروة في منطقة الخليج العربية حيث تحول درجات الحرارة الحارقة دون ممارسة أي أنشطة في الهواء الطلق خلال فصل الصيف.
وألغي مهرجان ربيع الثقافة الذي كان مقررا هذا الشهر.
وقرر ولي العهد الشيخ سلمان آل خليفة الشهر الماضي تأجيل السباق الافتتاحي لموسم بطولة العالم لسباقات فورمولا 1 للسيارات الذي يجتذب أكثر من 40 ألف زائر سنويا وكان من المقرر تنظيمه هذا الشهر.
وكان لهذا التأجيل تداعيات خطيرة على مختلف قطاعات الاقتصاد.
يقول شادي سليمان المدير العام لمطعم كورال بيتش كلوب وهو يجلس في شرفة المطعم فيما تتمايل اليخوت الراسية عند رصيف الميناء من خلفه انه ليس بوسع المطعم أن يصمد أكثر من ذلك بعد ان تراجع نشاطه أكثر من 70 بالمئة والغاء سباق الفورمولا 1.
وأضاف "نقيم ثلاث حفلات للفورمولا 1... كان يحضر كل منها 4000 شخص. هذا النوع من الحفلات يحجز مقدما لذا فقد دفعنا بالفعل."
ويوم الاثنين وفي وقت الغداء كانت طاولتين أو ثلاثة فقط مشغولة. وألغي البوفيه اليومي لقلة الطلب وفي أيام الاثنين المعتادة كان سليمان يتوقع أن يصل عدد رواد المطعم في فترة الغداء ما بين 80 و100.
ويعتمد فينوس مثل كورال بيتش على الزوار الأجانب في أكثر من نصف نشاطهما لكن هذا المصدر جف الآن. وتوقف في الأسابيع الماضية تدفق السائحين من السعودية الذين يستمتع 35 ألف منهم بالحياة الليلية الأكثر تحررا في البحرين في عطلة نهاية الأسبوع وينفقون المال في مراكز التسويق ودور السينما في المنامة.
والأسبوع الماضي لم تعبر سوى بضع سيارات جسر الملك فهد الذي يربط البحرين بالسعودية في تباين صارخ مع الحال في السنوات القليلة الماضية حيث كان يمكن ان ينتظر الزوار لساعات للعبور مع تكدس حركة مرور.
وحثت معظم الدول الغربية مواطنيها على مغادرة البحرين الأسبوع الماضي. والرحلات الجوية من البحرين كاملة العدد مع إجلاء عائلات الأجانب الذين يمثلون أكثر من نصف السكان البالغ عددهم 1.2 مليون نسمة.
وقال سائق سيارة أجرة أعاد أسرته إلى الهند بعد 26 عاما في البحرين "غادر معظم الناس بالفعل الأسبوع الماضي. كل المغتربين غادروا... في المعتاد كنا نعمل دوما. الآن ما من أحد يعمل. جميعنا نقف في منطقة المرأب."
ورسخت البحرين أقدامها كمركز مالي للخليج خلال الثمانينات عندما غادرت البنوك التي تدير ثروة المنطقة بيروت بسبب الحرب الأهلية. ويمثل قطاعها المالي نحو ربع الناتج المحلي الاجمالي وهو لاعب رئيسي في جهود الحكومة الرامية لتوفير وظائف وتنويع الاقتصاد بعيدا عن النفط.
والى جانب كوالالمبور قدمت المنامة نفسها كمركز رئيسي لصناعة التمويل الاسلامي التي يبلغ حجمها تريليون دولار.
لكن أكثر من شهر من التوترات المتفاقمة دفعت مؤسستي فيتش وستاندرد اند بورز الى خفض التصنيف الائتماني للديون السيادية للبحرين التي كانت يوما العاصمة المالية للخليج.
وهبط الدينار البحريني إلى أقل مستوى في سنوات في سوق العقود الآجلة يوم الأربعاء عندما اتخذت الحكومة اجراءات صارمة لفض التظاهرات وأجبر المصرف المركزي على الانتقال الى مقر بديل. وأغلقت بعض البنوك فروعها لفترة قصيرة خوفا على سلامة العاملين.
ويوم الاثنين قال الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين انه سيواصل الاضراب العام واشتكا من عرقلة وصول العمال إلى أعمالهم بسبب نقاط التفتيش حول المنامة.
وقال أكرم مكناس وهو رجل أعمال لبناني يمتلك 75 مكتبا في أرجاء العالم العربي وتتخذ كل شركاته من البحرين مقرا لها ان الاضطرابات في الخليج كانت مفاجأة كبيرة.
وتعمل شركته للعلاقات العامة في العالم العربي وتضررت في البداية بثورتي تونس ومصر.
واضاف "تضررت كل اعمالنا في البحرين وأثرت البحرين في باقي الخليج. لدينا مكاتب في السعودية والامارات... نخشى على العاملين. يعمل في شركاتي 4000 موظف وهذه مسؤولية كبرى.
"أخشى من الوضع... اذا ما استمر فاننا ندمر اقتصادا سيكون من الصعب جدا اعادة بنائه."

 


المصدر: رويترز
بتاريخ: 25 مارس 2011


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/794639.html