صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 3971 | الأحد 21 يوليو 2013م الموافق 19 رمضان 1445هـ

التقدمي يدعو لعدم الانجرار للعنف ووقف الانتهاكات والشروع في الحل السياسي دون إبطاء

تدارس المكتب السياسي للمنبر الديمقراطي التقدمي في اجتماعه الأخير الذي عقد مساء السبت الموافق 13 يوليو/تموز 2013 الجاري جملة من القضايا والمواضيع المطروحة على جدول أعماله، كما توقف ملياً أمام تفاقم الوضع الأمني والسياسي المحتقن الذي تمر به البحرين خلال الفترة الأخيرة، وأكد على ضرورة الالتفات جيداً إلى خطورة ما يجري على الساحة من أحداث وتداعيات ينبىء بعضها بعواقب نتمنى أن لا تكون وخيمة على الوحدة الوطنية ومستقبل البلاد وأمنها الاجتماعي، خاصة مع تزايد الدعوات والدعوات المضادة التي تمور بها الساحة السياسية خلال هذه الفترة، ليصبح من نافل القول أن الإصرار الرسمي على المضي في فرض سياسة القبضة الأمنية والذي اختطته السلطة منذ أكثر من عامين وحتى الآن بات مدمراً، ومن شأنه أن يزيد الاحتقان وانسداد الأفق أمام فرص الحل السياسي، وهو لا يتسق في مراميه مع ما بذلته وأبدته قوى المعارضة السياسية من جدية واستعداد للدفع نحو حوار وطني حقيقي يتجه بالبلاد نحو الاستقرار ووقف الخسائر والتراجعات على أكثر من صعيد.
إننا في المنبر الديمقراطي التقدمي إذ نحذر من مغبة استسهال الدفع بالأوضاع نحو مزيد من التدهور، في ظل ما يتواتر من تداعيات ودعوات تتبعها حملات عنف وشحن واحتقان أمني متزايد، تترافق مع ما يصدر عن كبار المسؤولين وبعض الجهات الرسمية من مواقف وبيانات تبعث على التشنج وتتسبب بتعمد أحياناً في خلق ردود أفعال مماثلة وغير متوقعة في الشارع المحتقن أصلا، يزيدها سوءاً ما تشهده الكثير من المناطق والأحياء السكنية في القرى والمدن من مداهمات ليلية وحملات اعتقال وإغراق مستمر للآمنين في تلك المناطق بالغازات المسيلة للدموع، علاوة على ما تشهده قاعات المحاكم من محاكمات وأحكام مغلظة بحق الكثير من الناشطين، وتزايد مضطرد في أعداد المعتقلين خلال الفترة الأخيرة، على عكس ما كان منتظرا من إشاعة أجواء متفائلة خلال شهر رمضان الكريم، بضرورة أن تتجه البحرين نحو الحل السياسي المنتظر، خاصة مع ورود أنباء من داخل قاعات المحاكم والمعتقلات حول تعرض العديد من الموقوفين للتعذيب والإهانات، وآخرها ما تعرضت له الناشطة ريحانة الموسوي والناشط ناجي فتيل من ممارسات مدانة ومرفوضة ومستهجنة تتنافى مع أبسط قيم العدل والكرامة الإنسانية، وهي ممارسات سبق أن فضحها وجرمها تقرير اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق، كما ألزم المجتمع الدولي بدوره حكومة البحرين بضرورة وقفها وسرعة معالجة آثارها ضمن أكثر من 167 توصية تتعلق جلها بمخالفات قانونية ترتبط بانتهاكات حقوق الإنسان في البحرين.
لقد أثبتت سياسة التهديد والوعيد عبر البيانات والتصريحات الرسمية التي تحاول القفز على الحقائق والتعامي عن التعاطي الإيجابي مع الأحداث، والتي انتهجتها السلطة خلال السنتين الماضيتين ولا زالت أنها غير مجدية، خاصة وأنها قد ترافقت على الدوام مع تصعيد غير مبرر للقبضة الأمنية، الأمر الذي يدعونا في المنبر التقدمي لتكرار ما دأبنا على المطالبة به من الكف عن تلك السياسة العقيمة والظالمة والاتجاه بالبلاد نحو حالة مغايرة أكثر ايجابية، وعدم إضاعة فرصة الحوار الوطني القائم حاليا والتي يقتضي منطق الحكمة والشجاعة أن يتم استثمارها وتوظيفها للدفع بتوافقات وطنية بين مختلف الأطراف وعلى قاعدة من الشراكة الفاعلة نحو البناء والإسهام في بناء الوطن، وهي خطوات تتطلب تهيئة الأجواء بشكل ايجابي نحو تعزيز وإشاعة عوامل الثقة المتبادلة بين كافة مكونات المجتمع بعضها ببعض وبينها وبين الدولة من جانب آخر، ضمن دولة المؤسسات والقانون التي ينتفي فيها الظلم ومظاهر الفساد وممارسات الغبن والتمييز وغياب العدالة الاجتماعية، ويتوقف فيها الإعلام الرسمي وشبه الرسمي عن التطاول على حريات الناس ومعتقداتهم وأفكارهم، ويتحقق فيها استقلال ونزاهة القضاء، كما تحترم فيها حرية التعبير وحق التظاهر السلمي لطرح المطالب المشروعة والعادلة كما كفله الدستور وبما لا يفضي لتقويض أسس الدولة أو العبث بمقومات المجتمع، وتتمثل فيها الإرادة الشعبية وسلطة الشعب الحقيقية ضمن دولة مدنية عصرية لا تقوم على المحاصصة الطائفية أو المذهبية أو القبلية، وبما يجنب بلادنا مزيدا من حالات الكراهية والاحتراب الداخلي والإستقطابات الإقليمية والدولية ويضعها على سكة الحل السياسي الدائم.
وفي الوقت ذاته فإننا ندعو جماهير شعبنا إلى اليقظة والحذر من مغبة الانجرار إلى أفخاخ النعرات الطائفية ودوامة العنف والعنف المضاد الذي تنصب حبائله قوى التطرف التي تعمل على عرقلة وإبعاد أية إمكانيات لحل الأزمة المتفاقمة على أساس العدالة والإنصاف واحترام حقوق الإنسان وفتح آفاق التطور على طريق الديمقراطية والتقدم الاجتماعي وتحقيق الاستقرار والسلم الأهلي.

 


المنبر الديمقراطي التقدمي
16 يوليو 2013


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/794935.html