صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 4011 | الجمعة 30 أغسطس 2013م الموافق 19 رمضان 1445هـ

اليوم الأخير للقمة الامنية... الفيصل ينتقد الولايات المتحدة بشأن عقد توقيع اتفاقيات ثنائية (تجارة حرة) بين اميركا ودول مجلس التعاون الخليجي

الوسط - محرر الشئون المحلية

شهد اليوم الختامي أمس لمؤتمر «حوار الخليج» الذي نظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في فندق الريتز-كارلتون في ضاحية السيف(ما بين 3 و5 ديسمبر/ كانون الاول 2004) حوارات ساخنة عن قضايا متنوعة تتعلق بإمن الخليج. وقد فاجأ وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل المجتمعين بكلمة «صريحة» انتقد فيها الولايات المتحدة الاميركية ودعا الى ترتيبات أمنية تعتمد على البعد المحلي أولاً، والبعد الاقليمي (قاصداً بذلك مجلس التعاون الخليجي) ومن ثم البعد الدولي. كما فاجأ الامير الفيصل ايضا الحضور بتوزيع الكلمة التي ألقاها خارج القاعة المغلقة على الصحافة، وهو ما حدا بوكالات الانباء إلى الاهتمام الكبير بالكلمة.

وأكد الفيصل اهمية اتفاقات مجلس التعاون الخليجي وعدم تغليب الاتفاقات الثنائية مع الدول الاخرى عليها (ويأتي ذلك بعد ان وقعت الولايات المتحدة الاميركية اتفق تجارة حرة مع مملكة البحرين في 14 سبتمبر 2004).

ووجه الفيصل أمس انتقادات مباشرة لوجهة النظر الاميركية بشأن الاطر التي تود من خلالها تحقيق الأمن، مؤكدا ان الخليج «جزء لايتجزأ من الشرق الاوسط»، ولذا فإن أمنه مرتبط بـ «أطول صراع في التاريخ الحديث وهو الصراع العربي الاسرائيلي».

ودعا الى مشاركة فعالة لليمن والعراق في الترتيبات الامنية للخليج، فيما أكد الدور الاساسي لايران «صديقة ومزدهرة ومستقرة» في حفظ الامن الخليجي، طالبا (ضمنيا) من ايران ان تتخذ خطوات لازالة الشكوك المنتشرة منذ ايام الشاه عن نواياها للهيمنة. وقال انه متشجع جدا من الاعتدال في السياسة الخارجية الايرانية الحالية، وانتقد الذين يضغطون (قاصدا أميركا) على ايران بحجة نواياها النووية، في الوقت الذي تعلن فيه ايران انها ملتزمة باتفاق الحد من انتشار الاسلحة، وفي الوقت ذاته يغضون الطرف عن «اسرائيل» التي لم تعترف بالاتفاقات الدولية، معتبرا ذلك «سياسة غير مجدية ومنافقة».

وعرج قائلا: «ان الخليج جزء لا يتجزأ من الشرق الاوسط، مهما كانت تعريفات الشرق الأوسط ضيقة أو موسعة، وهذه المنطقة هي مركز لأطول صراع في التاريخ الحديث وهو الصراع العربي الإسرائيلي (...) ولا أحتاج إلى أن أضيف أكثر عن أهمية العالم الاسلامي وعلاقاته بالغرب في عالم اليوم (...) كما انه من الصعوبة فصل الخليج عن نظام عالمي جديد يتمثل بظاهرة الأحادية (قاصدا أميركا) والعولمة الاقتصادية، وبروز الدول الآسيوية (اقتصاديا)، ولذلك لا يمكن النظر الى أمن الخليج بشكل منعزل (عن أمن الشرق الاوسط)».

وقال الفيصل في مداخلته «إن أي اطار لأمن الخليج ينبغي ان يكون على ثلاثة مستويات، محلي واقليمي ودولي». وأشار الى ان المحلي يشمل «جانب التطوير الداخلي لكل دولة بذاتها، ونحن نعترف بالحاجة الماسة إلى إصلاحات شاملة مع اختلاف في سرعة تنفيذ الاصلاحات حسب الحال الاجتماعية الخاصة بكل بلد». وأكد أن «الاصلاحات الشاملة تتضمن اصلاحات حقيقية سياسية واقتصادية واجتماعية وتعليمية، وليست اصلاحات تجميلية».

وعلى المستوى الاقليمي، قال الفيصل «يجب ان يشمل الإطار جميع الدول في المنطقة»، اي دول التعاون وايران والعراق واليمن. واعتبر الاتفاقات الثنائية «لا تنسجم مع اتفاقات وقرارات مجلس التعاون الخليجي معتبرا ذلك عرقلة لـ «التقدم المطلوب للوصول الى تكامل اقتصادي خليجي».

ودعا الفيصل ايضا الى مشاركة «اساسية» لإيران «صديقة ومزدهرة ومستقرة» في حفظ الامن الخليجي، طالبا (ضمنيا) من ايران ان تتخذ خطوات لازالة الشكوك المنتشرة منذ ايام الشاه عن نوايا للهيمنة الايرانية. وقال انه متشجع جدا من الاعتدال في السياسة الخارجية الايرانية الحالية، وانتقد الذين يضغطون (قاصدا أميركا) على ايران بحجة نواياها النووية، في الوقت الذي تعلن ايران انها ملتزمة باتفاق الحد من انتشار الاسلحة، وفي الوقت ذاته يغضون الطرف عن «اسرائيل» التي لم تعترف بالاتفاقات الدولية، معتبرا ذلك «سياسة غير مجدية ومنافقة».

كما دعا إلى مشاركة فعالة لكل من اليمن والعراق في الترتيبات الامنية الخليجية من اجل نجاح اي اطار ومسعى لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار للخليج.

 

المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
بتاريخ: 6 ديسمبر 2004


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/805327.html