صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 4044 | الأربعاء 02 أكتوبر 2013م الموافق 19 رمضان 1445هـ

الزياني لـ «الحياة»: اقتراحات سترفع إلى القمة في شأن اقتراحات التحول إلى كيان موحد

قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف بن راشد الزياني إن المجلس يبحث في اقتراحات للانتقال بدول المجلس إلى كيان موحد، بناء على مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، وإن دول المجلس مستمرة في مناقشة الاقتراحات التي سترفع إلى القمة لاحقاً.
وأكد الزياني، في حوار مع «الحياة» على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، اعتراض مجلس التعاون على اختزال البحث في الأزمة السورية بالشأن المتعلق بالسلاح الكيماوي، مشدداً على ضرورة توصل مجلس الأمن إلى موقف موحد لحل الأزمة السورية ككل. وفي حين أبدى ترحيباً بالخطاب الإيراني الجديد، شدّد الزياتي على ضرورة أن تترجم الأقوال إلى أفعال.
وفي ما يأتي نص الحوار:


> لنبدأ بمصير الاتحاد الخليجي الذي تم الحديث عنه وجاء بدعوة سعودية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله. أين هو هذا الاتحاد؟


- هذه كانت مبادرة من خادم الحرمين وتأتي انطلاقاً من المادة الرابعة في النظام الأساسي لمجلس التعاون، والتي تدعو إلى تحقيق التنسيق والتكامل والترابط في ما بين الدول الأعضاء في مختلف المجالات وصولاً إلى وحدتها. فمن هذا المنطلق أطلق خادم الحرمين مبادرته بالانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد. كانت هناك بعض الدراسات وتم تشكيل هيئة بهذا الخصوص ومن ثم قدمت نتائج الدراسة إلى المجلس الوزاري وعُرضت على المجلس الأعلى وكلف المجلس الوزاري بالاستمرار في المناقشات والتشاور الثنائي مع الدول ورفع هذه التوصيات والاقتراحات إلى قمة تعقد في الرياض. ولا زالت المشاورات مستمرة بين الدول الأعضاء.


> هل هناك من معارضة؟


- التشاور لا زال مستمراً والحقيقة ليست هناك نتائج حتى الآن والتشاور مستمر بين الدول.

> بالنسبة إلى القمة الخليجية المقبلة في الكويت، هل بدأتم وضع الأطر الرئيسية للأولويات أو التحديات أو الفرص لدول مجلس التعاون الخليجي أم أن من المبكر أن تقوموا بذلك تقليدياً؟


- لا يخفى أن لجاناً عدة تعمل في مجال العمل الخليجي المشترك. عندنا عدد من اللجان الوزارية على مستوى الوزراء وعندنا فرق عمل تعمل، وحوالى 44 لجنة وزارية على مستوى الوزراء، وحوالى 360 فريق عمل ولجنة فرعية. كل هذه النتائج إلى الآن، الاجتماعات لم تكتمل فالنتائج سوف تصل. وهذه الأيام لدينا اجتماعات عديدة تقدم إلى المجلس الوزاري - وزراء الخارجية - في اجتماع تحضيري للقمة. ومن ثم في هذا الاجتماع يتم تحديد جدول أعمال القمة.

> اجتمعتم هنا في نيويورك، دول مجلس التعاون مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري وكان ذلك في خضم تدهور العلاقة الأميركية مع الدول الخليجية وارتفاع أسهمها مع إيران. هل أبلغكم كيري أي شرح أو أي اعتذار أو أي خطة مستقبلية لإصلاح ما يبدو أنه فعلاً تخبّط في العلاقة الأميركية - الخليجية؟


- الولايات المتحدة الأميركية صديق لكل دول مجلس التعاون وعندنا معها حوار استراتيجي انطلق من حوالى سنتين لتعميق العلاقة في مختلف المجالات. هذا هدف الحوار الاستراتيجي والاجتماع كان ضمن الحوار الاستراتيجي أو منتدى التعاون الأميركي - الخليجي.


> ما معنى ذلك عندما نكون عملياً في خضم الاحتفاء بالعلاقة الأميركية - الإيرانية بطريقة فعلاً تبدو وكأنها إما سهواً أو عمداً قفزت عن الدول الخليجية وأبعدتها قليلاً عن التطورات في الملف السوري؟


- ما أراه الآن هو خطاب بين الدولتين. بين الولايات المتحدة الأميركية وجهة أخرى. ولا نرى أموراً على الأرض إلى الآن.


> هذه أول مرة يكون هناك لقاء ما بين وزيري الخارجية الإيراني والأميركي، لأول مرة يخاطب الرئيس الأميركي الرئيس الإيراني. هذا ليس شيئاً عابراً، هذه أمور على الأرض؟


- نحن لم نرَ شيئاً، لكن إن شاء الله يكون هذا انفراجاً لحل أي أزمة. نحن نؤمن بالحوار، وبأن حل المشاكل بالطرق السلمية وبالتحاور. هذا من مبادئ عملنا في دول المجلس ونأمل بأن القضية السورية، الأزمة السورية، تُحل وأن نزيف الدم السوري يتم وقفه، إن كان الكيماوي أو سواه. نحن لا نرغب في أن تختزل القضية بالكيماوي فقط.

> إذاً، هذا عنصر من عناصر الاختلاف في المواقف التي أدت عبر التقارب الروسي - الأميركي والأميركي - الإيراني في الوقت الحاضر إلى اختزال المسألة السورية بالمسألة الكيماوية. هذا ليس المشروع الخليجي. ألم يأت التقارب الأميركي - الإيراني على حساب المشروع الخليجي في سورية؟


- نحن ليس لدينا مشروع كمشروع، إنما عندنا جهود لوقف نزيف الدم السوري. عندنا جهود لحل الأزمة من خلال الجامعة العربية ومن خلال أعضاء في الجامعة العربية. هذا هو الهدف. الهدف هو حقيقة أن يتم حل الأزمة وتحقيق تطلعات الشعب السوري.

> تقولون إنكم تعرفون ماذا تريدون وأنتم مستمرون في ما أردتم في سورية. هل هناك قرار باستمرار تسليح المعارضة بغض النظر عن قرار التوجه إلى جنيف. هل أنتم ماضون إلى الحل العسكري معاً في سكة موازية للحل السياسي؟


- الحل السياسي مثلما رأيت في البيانات كلها. الدعوة إلى الحل السياسي، الدعوة إلى أن تكون العملية السياسية معتمدة على مبادئ «جنيف 1». هذا توجهنا. ودعم المعارضة في مطالبها الشرعية وفي جهودها في تحقيق التسوية السياسية.

> أتتوقع ازدياد عمليات تسليح المعارضة أم انحسارها؟ كانت ازدادت أسهم تسليح المعارضة برضى الولايات المتحدة ويبدو أن الولايات المتحدة الآن قررت أن ينحسر اهتمامها عن التسليح وأن ترفع أسهم الحل السياسي عبر «جنيف 2» هناك أيضاً اختلاف أو تفاوت في هذه الأولويات.


- دائماً دعمت دول المجلس الوصول إلى حل أو تسوية سياسية بحيث تكون المعارضة قادرة أيضاً على التفاوض عندما تصل إلى طاولة المفاوضات. الدعم مستمر للشعب السوري. يهمنا أمن واستقرار ووحدة سورية. هذه هي أهداف دول المجلس.

> التسليح؟


- لا أستطيع الخوض فيه، لأنه حقيقة ليس لدينا عامل مشترك في هذا المجال.


> هل اجتمعتم مع أحمد الجربا رئيس «الائتلاف» السوري المعارض؟


- كمجلس لا، بل كجامعة الدول العربية.


> هل اجتمعتَ معه شخصياً؟


- لا، بل تشرفت بالاتصال به.

> كيف فهمت ما يقصده الجربا عندما يقول إنه على استعداد للذهاب إلى «جنيف 2» إنما يريد ضمانات خليجية وعربية؟


- هذا السؤال يوجه إلى الشيخ جربا.


> هل هناك أي دور لمجلس التعاون كمنظمة إقليمية في «جنيف 2». هل ستوجه الدعوة إليكم؟


- والله لم توجه لنا دعوة. دول المجلس هي أعضاء في الجامعة العربية والملف عند الجامعة العربية.


> عن «جنيف 2» يقال إنه سيعقد في منتصف تشرين الثاني (نوفمبر)، كيف تتوقّع أن يكون ذلك الاجتماع بعد التطورات التي حدثت هنا في نيويورك خلال الأسبوعين الماضيين من تقاربات واختراق في العلاقات الذي تحدثنا عنها؟


- أتمنى التوفيق ونأمل بأن يؤخذ الموضوع السوري بصورة شاملة. هذا توقعنا.


> ماذا تقول للذين يعتقدون أن ما حدث في سورية من فشل خليجي هو لمصلحة إيران على المستوى البعيد، بما في ذلك الدور الإقليمي لإيران في العراق وسورية وما يتعدى ذلك؟


- والله ما يحدث في سورية أو كما أنت سمّيته فشلاً، أقول يوجه إلى المجتمع الدولي. المجتمع الدولي هو المفروض أن يتحرك الآن لوقف هذا النزيف.


> لماذا المجتمع الدولي؟ أنتم مسؤولون وهذه منطقتكم!.


- الجامعة العربية تحرّكت ولكنك رأيت توحّد مجلس الأمن في قضايا عديدة وكيف كانت نتائجه. وكذلك عدم التوحّد وما حدث الآن في سورية. نأمل من المجتمع الدولي وبالذات مجلس الأمن، مثلما توحّد في معالجة الأزمة الكيماوية والسلاح الكيماوي في سورية بأن يعالج الأزمة السورية ككل ويكون موحّداً فيها. وإن شاء الله في «جنيف 2»، إذا عقد، أو في أي عملية سياسية أخرى أن يكونوا هم موحّدين في مجلس الأمن.


> ماذا عنكم كمجلس؟ أنتم أيضاً متفرقون كدول، لكل دولة موقفها، إما بدعم المعارضة بالسلاح أو امتناعها عن دعم النظام أو المعارضة؟


- دائماً نحن دول داعية إلى السلام. دول المجلس تسعى دائماً إلى حل النزاعات والمشاكل من طريق الحوار. دول المجلس مثلما قلت أعضاء في الجامعة العربية، والعمل والجهد كله من خلال الجامعة العربية.


> أنتم قمتم بمبادرة خليجية في شأن اليمن، لمَ لم تفعلوا ذلك لسورية؟


- مثلما قلت لك. دول مجلس التعاون دول تدعو إلى السلام. ونعالج الأزمات من طريق الحوار، بالعكس نحن تحركنا لأنه كان هناك طلب من اليمن أن نتحرك. تحركنا معهم كدول المجلس وكان هناك دعم مستمر من الجامعة العربية لمجلس التعاون.


> البعض يتهم الدول الخليجية، وليس جامعة الدول العربية، بأنها تشن حرباً بالوكالة في سورية نظراً للعلاقة المتوترة والاختلاف الجذري بين دول خليجية وإيران؟


- يعني هل أنت ترين أن الحروب في سورية شنتها دول المجلس؟ هذه الأزمة في سورية. دول المجلس تدعو إلى حل هذه الأزمة وحقن الدماء. نحن شعوب مسالمة ونؤمن بمعالجة الأزمات والنزاعات بالطرق السلمية.


> لكن هناك مواقف علنية لدول تدعو إلى التسليح!.


- من حق أي شعب، من حق أي إنسان أن يدافع عن نفسه.


> أنتم طلبتم مرات عدة أن يتنحى النظام في دمشق وها هو الآن باق على الأقل لفترة سنة حتى الانتخابات المقبلة. هل هذا شيء تتعايشون معه الآن؟


- نحن نطالب بحل الأزمة. نطالب بوقف القتل. الدول ومواقفها واضحة.


> أترى أنه حان الوقت لمجلس التعاون الخليجي أن يتخذ موقفاً يدخل في إطار المصالحة الحقيقية مع إيران وإيجاد بعد جديد لهذه العلاقة لتنعكس بدورها على أماكن مثل العراق وسورية؟


- نحن نرحب بالخطاب الإيراني. خطاب الرئيس الدكتور روحاني إيجابي ومجلس التعاون ودول الخليج مدت يدها عبر المراحل كلها. كانت دائماً تمد يدها لمعالجة المواضيع كافة بالحوار والتفاهم والتعاون. عندنا الآن خطاب إيجابي نأمل بأن الأعمال على الأرض، تتبع هذا الخطاب وتكون إيجابية. عندنا قضايا معروفة. أهم شيء قضية الجزر الثلاث.


> هل هذه القضية أهم من المواقف إزاء سورية؟


- هذه قضية مهمة بالنسبة إلينا، نحن لا نخلط بين القضايا، ولكن هذه تبيّن حسن النوايا لدى إيران. قضية سورية هي موضوع سوري، وبالعكس هم أشقاؤنا ودمهم غال عند الجميع وأنت تعرفين مكانة سورية لدى الجميع ومكانة الشعب السوري. لكننا نقول هذا الخطاب الإيجابي إن شاء الله تتبعه إجراءات على الأرض.


> أترى أن هناك حاجة إلى استراتيجية جديدة لدول مجلس التعاون الخليجي في التطرق إلى ما هو المطلوب الآن في إطار العلاقة مع إيران والعلاقة مع الملف السوري؟


- حتى الآن تقويم الوضع والإجراءات المطلوبة مسألة مستمرة. ودائماً هناك عمل موحد من خلال الجامعة العربية.


> إذا نظرنا إلى مواقف الدول إن كان نحو مصر أو نحو سورية أو إيران أو نحو الولايات المتحدة التي هي الآن تتصرف باستهتار بكم كدول مجلس التعاون. هل سيؤدي هذا بكم إلى صوغ نوعية جديدة من العلاقة مع روسيا مثلاً؟


- كيف تقولين استهتاراً؟


> نعم هناك استهتار بكم.


- أعطني أدلة، أعطني شيئاً يدل على هذا.


> عندما صيغت العلاقة الجديدة بين روسيا والولايات المتحدة، لم تتم استشارتكم في الموضوع الكيماوي. وعندما تم تسجيل تلك النقلة النوعية في العلاقة الأميركية - الإيرانية لم تُبلّغوا كما أبلغ أوباما نتنياهو مثلاً، وأنتم الحلفاء.


- الولايات المتحدة الأميركية دولة صديقة والتنسيق بين الدول والولايات المتحدة الأميركية موجود الآن كتكتل، كدول كمجلس التعاون. هذا شيء آخر، لكن بين الدول الأمر موجود وأيضاً مع مجلس التعاون تتم مناقشته من خلال الحوارالاستراتيجي، من خلال الحوار الذي عقد منذ أيام عدة.


> تمّ هذا الحوار الاستراتيجي. ماذا فهمتم استراتيجياً من هذا الحوار؟ أين تتجه الولايات المتحدة في علاقتها نحوكم كدول مجلس التعاون إزاء موضوع ما بعد الانفتاح على إيران؟


- يوجد تشاور مستمر بين الولايات المتحدة ودول المجلس.


> ماذا عن الحوار الاستراتيجي.


- الحوار الاستراتيجي له مواضيع عدة من ضمنها الشأن السوري والإيراني والموقف واضح. بالنسبة للملف النووي (الإيراني) واضح.


> مثل العلاقة الإيرانية - الخليجية؟


- مثلما قلت، العلاقة الإيرانية - الخليجية تخص الخليج وتخص إيران نحن نأخذ حديث وخطاب الرئيس (الإيراني) الإيجابي، بل بالعكس نرحب به ونقول إن شاء الله تتبعه إجراءات إيجابية أيضاً على الأرض.


> والرئيس الأميركي؟ تعرف أن المملكة العربية السعودية ألغت إلقاء خطابها أمام الجمعية العامة كدلالة على امتعاضها من طريقة تعامل مجلس الأمن مع الملف السوري وربما طريقة التعامل الأميركي مع الدول الخليجية في الشأن السوري؟


- هذا لا أستطيع التعليق عليه لأنه ليس لدي أي معلومات عن هذا الموضوع.

 


المصدر: جريدة «الحياة»
بتاريخ: 3 اكتوبر 2013


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/816018.html