العدد 1064 - الخميس 04 أغسطس 2005م الموافق 28 جمادى الآخرة 1426هـ

"نصوص معاصرة" في عددها الثاني... المدرسة التفكيكية وسؤال المنهج

صدر العدد الجديد من مجلة "نصوص معاصرة" وقد اختارت المجلة في عددها الثاني موضوع "المدرسة التفكيكية الإيرانية المعاصرة" كحلقة أولى سلط فيها الأضواء على هذه المدرسة وعلى سؤال المنهج فيها.

ففي مقدمة العدد كتب رئيس التحرير حيدر حب الله: "أن سؤال المنهج أهم الأسئلة الثقافية الدينية اليوم وأصعبها، وأشقها على الباحث الحصيف، سؤال يتخطى الغرق في جزئيات الموضوعات ويتجاوز اطار الجدل العقيم، ويحكم برؤاه على المعطيات المعرفية عمومها، تبعا لدرجته وحساسيته.

والمدرسة التفكيكية جواب - من الأجوبة - عن سؤال المنهج، آمن به قوم ورفضه قوم آخرون، لكن أهمية الجواب التفكيكي المعاصر في الوسط الشيعي تفوق غيره".

كما أعطى تعريفا لهذه المدرسة بقوله: "إن المدرسة التفكيكية هنا لا يراد بها المدرسة التفكيكية المعروفة في الغرب بل المراد بها مدرسة أخرى، عرفها الشرق الإسلامي المعاصر، وهو مصطلح وضع لاتجاه حديث ومعاصر عرفه المناخ الشيعي الإيراني بالخصوص".

وظهر هذا الاتجاه مع شخصيات عدة من شرق إيران "خراسان" وغربها "قزوين" من أمثال السيدموسى الزرآبادي، الشيخ مجتبى القزويني، والأهم الشيخ الميرزا محمد مهدي الاصفهاني، وتتالت أجيال التفكيكييين حتى وصلت الى عصرنا الحاضر، إذ يتزعم حركتهم اليوم محمد رضا الحكيمي المعاصر صاحب كتاب "الحياة" المعروف.

وكانت انطلاقة الحركة الجديدة للتفكيكيين من غرب ايران ووسطها، لكن هجرة محمد مهدي الاصفهاني الى بلاد خراسان حولت مركز التفكيك إلى ناحية الشرق، معتبرا مدينة مشهد اليوم عاصمة الاتجاه التفكيكي ومركز إشعاعه الأول، إذ ترك التفكيكيون بصماتهم على حوزاتها العلمية ومعاهدها الدينية.

وتقوم فكرة التفكيك على ضرورة فصل المناهج فصلا تاما تقريبا، واعتبار الخلط المنهجي في الدرس الديني أكبر خطأ تاريخي وقع فيه المسلمون، ويعنى التفكيكيون بفصل المناهج، فصل المنهج الفلسفي عن المنهج الديني القائم على فهم نصوص الوحي من جهة، وفصل المنهج الديني المذكور عن المنهج العرفاني الكشفي الصوفي القائم على شهود القلب من جهة أخرى، فلا يمكن فهم الدين من العقل الفلسفي، كما لا يمكن بلوغه من قلوب الاشراقيين الشهوديين.

ولكي تعيد رسم تصوراتها لمصادر المعرفة الدينية، وفقا للتفكيك المشار اليه عمدت الحركة التفكيكية الى دراسة العقل وحجيته، معتبرة أن العقل العملي أساس لا ينبغي الحياد عنه.

وحفل العدد الجديد بمجموعة من المقالات المهمة بشأن هذه المدرسة، فكان هناك: المدرسة التفكيكية الأسس والبناءات والمقولات للشيخ علي ملكي الميانجي، وترجمة حيدر حب الله، رجال المدرسة التفكيكية وهو رصد لأبرز الشخصيات التفكيكية للشيخ محمد رضا الحكيمي، المدرسة التفكيكية والمدرسة الطباطبائية وهي قراءة نقدية مقارنة للشيخ سعيد رحيمان، الاشكال المنهجي بين العقلين الفلسفي والتفكيكي وهي مناظرة بين الشيخ جوادي آملي والباحث سيدان ترجمها وسام الخطاوي.

أما في حقل الدراسات فكان هناك: نقد نظرية الامامة عند الشهيد محمد باقر الصدر لعلي شريعتي ترجمة محمد عبدالرزاق، القرآن والسنة، وهي قراءة في دور السنة في خدمة النص القرآني للشيخ مهدي مهريزي وترجمة حيدر حب الله، التعليل العلمي للإعجاز القرآني وهي دراسة مقارنة لمحمد حسين برومند، قانون الفعل ورد الفعل وهي قراءة استقرائية في النص القرآني، التأثيرات المادية للفعل الإنساني في ضوء النص القرآني وهي ورقة أكاديمية للأمير جودوي، ثنائيات النص القرآني وهي قراءة في ظاهرة الباطن القرآني في ضوء المذاهب الإسلامية لفتح الله نجارزادكان، الـتأثير الديني في نظام السلامة النفسية البناء الأسري نموذجا لمحمد رضا الأحمدي وترجمة عادل الكعبي، المحقق أحمد الأردبيلي بيوغرافيا ومنهج في الفكر والأخلاق لمحمد أديبي مهر

العدد 1064 - الخميس 04 أغسطس 2005م الموافق 28 جمادى الآخرة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً