العدد 1064 - الخميس 04 أغسطس 2005م الموافق 28 جمادى الآخرة 1426هـ

سر قوة العلاقات الأميركية السعودية خلال حكم الملك فهد

في عهد العاهل السعودي الملك فهد توثقت العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية بصورة عادت بالنفع على الجانبين ولكن هذه العلاقات لم تخل من المشكلات.

ولعل أبلغ دليل على قوة هذه العلاقات أن الرئيس الاميركي جورج بوش أكد بعد إعادة انتخابه لفترة ثانية استعداد أميركا وأوروبا التقليدي للتلطف مع الحكومات التي لا تتفق واشنطن مع سياساتها في الشرق الاوسط والابقاء على الوضع القائم على حساب الديمقراطية والحرية في العالم العربي.

وساعدت العلاقات الاميركية الوثيقة والمعقدة مع بلدان مثل المملكة التي توفر جانبا كبيرا من احتياجات الولايات المتحدة النفطية في تقوية خطاب المتشددين من أمثال أسامة بن لادن الذي دعا إلى الاطاحة بالاسرة الملكية السعودية.

وبعد أن غزت القوات العراقية تحت قيادة صدام حسين الكويت العام 1990 أقدم الملك فهد على السماح للاميركيين بنشر قواتهم في البلاد للمرة الاولى ما أثار غضب المسلمين من الوجود الاميركي على أرض الحرمين الشريفين.

وتوفي الملك فهد أمس الاول "الاثنين" عن عمر يناهز الرابعة والثمانين بعد أن حكم البلاد خلال الفترة من العام 1982 حتى العام 1995 عندما أصيب بجلطة في المخ وقد سلم مهام إدارة شئون المملكة لولي العهد آنذاك الامير عبدالله.

وقال بوش في بيان إن "الملك فهد كان رجلا حكيما وزعيما حظي بالاحترام في مختلف أنحاء العالم... لقد كان صديقا وحليفا قويا للولايات المتحدة على مدار عقود".

وامتد حكم الملك فهد للسعودية لفترة تعاقب خلالها أربعة رؤساء على حكم الولايات المتحدة وتعين على الجانبين الحفاظ على توازن صعب في علاقاتهما إذ إن الولايات المتحدة تحتاج إلى النفط السعودي ويحتاج السعوديون للولايات المتحدة كأكبر مستهلك للنفط في العالم.

واضطر الرؤساء الاميركيون لاسيما الرئيس الحالي لتبرير العلاقات الاميركية الوثيقة مع السعودية لشعبهم إذ إن أرض المملكة كانت تربة خصبة لبعض أعنف زعماء المتطرفين المعادين للولايات المتحدة. وكان 15 من خاطفي الطائرات التسعة عشر في هجمات 11 سبتمبر/ أيلول العام 2001 على الولايات المتحدة مثل أسامة بن لادن.

وكان الملك فهد يعتقد أن العلاقات مع واشنطن مهمة لسياسته الخارجية وعرض إمدادات غير محدودة من النفط مقابل الدعم الاميركي وهي صفقة عززت استقرار المملكة في منطقة مضطربة وتمتلك السعودية 25 في المئة من احتياطي النفط المؤكد في العالم.

وواجه بوش انتقادات عنيفة في الداخل بسبب علاقاته الوثيقة بالاسرة الملكية السعودية وكانت علاقته هو ووالده الرئيس السابق جورج بوش محور فيلم "فهرنهايت 11/9" الوثائقي للمخرج مايكل مور.

وجعل بوش الذي يصر على إجراء تغييرات في المنطقة الاصلاحات الديمقراطية في الشرق الاوسط على رأس أولويات إدارته وأشاد بالانتخابات البلدية في السعودية في وقت سابق من العام الحالي ووصفها بأنها خطوة مهمة في المملكة والمنطقة بأسرها.

وبينما كانت الولايات المتحدة تستعد للاطاحة بصدام حسين العام 2003 أيدت السعودية بصورة هادئة الجهود الرامية إلى الاطاحة به وفي الوقت نفسه دفع رفض الشعب للوجود الاميركي على الأراضي السعودية وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" للبدء في إعداد خطط لسحب القوات الاميركية بما في ذلك تفكيك قاعدة جوية متطورة.

وفي العام 1996 أسفر انفجار قنبلة وقع في أبراج الخبر التي كانت تؤوي جنودا أميركيين عن مقتل 19 من أفراد سلاح الجو الاميركيين كما أسفر هجوم وقع العام 1995 على منشأة عسكرية في الرياض عن مقتل ستة أميركيين وأثار الوجود الاميركي في الاراضي السعودية أيضا مشاعر عدم رضا ومن المرجح أن البلدين استفادا من قرار الاميركيين بمغادرة الاراضي السعودية.

وعلى رغم العلاقات الوثيقة انتقدت الولايات المتحدة السعودية بسبب انتهاك الحقوق الانسانية والدينية في تقارير وزارة الخارجية الاميركية السنوية.

وأجبرت الهجمات التي نفذها متشددون في الاراضي السعودية خلال السنوات الماضية والضغوط من جانب الولايات المتحدة السعوديين على التصدي للمتطرفين على أراضيهم وهو ما ينفيه دائما السعوديون.

وتؤكد واشنطن والرياض هذه الايام أن العلاقات بين البلدين جيدة وأن الولايات المتحدة راضية عن تعاون السعودية فيما تسميه واشنطن الحرب ضد الارهاب.

ونظرا لان الملك عبدالله يتولى إدارة شئون المملكة منذ عشر سنوات فمن المستبعد أن تغير وفاة الملك فهد العلاقات مع الولايات المتحدة إذ إن بوش والعاهل السعودي الجديد تربطهما علاقات وثيقة وكثيرا ما زار عبدالله الولايات المتحدة أثناء توليه منصب ولي العهد بما في ذلك زيارة إلى مزرعة بوش في كروفورد بولاية تكساس في إبريل/ نيسان الماضي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية توم كاسي بعد أنباء رحيل الملك فهد إن "حال العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة مازالت ممتازة"

العدد 1064 - الخميس 04 أغسطس 2005م الموافق 28 جمادى الآخرة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 6:28 ص

      بنت المملكه

      الله يرحم الملك فهد والملك عبدالله ويحفظ الملك سلمان

اقرأ ايضاً