العدد 1064 - الخميس 04 أغسطس 2005م الموافق 28 جمادى الآخرة 1426هـ

هل سيصمد الانقلابيون في موريتانيا؟

عزوز مقدم Azzooz.Muqaddam [at] alwasatnews.com

استولى الجيش الموريتاني أمس الأول على السلطة في البلاد مطيحا بالنظام الشمولي للرئيس معاوية ولد أحمد الطايع الذي كان خارج بلاده للمشاركة في تشييع الراحل الملك فهد. وقال الجيش إنه يعتزم حكم موريتانيا لمدة عامين، فهل سينجح الانقلابيون في الوصول إلى أهدافهم المنشودة؟ صحيح أنهم وجدوا سندا شعبيا قويا، إذ خرجت جماهير غفيرة في شوارع العاصمة نواكشوط مرحبة بالتغيير بعد أن بقي ولد الطايع في السلطة 21 عاما حكم فيها بقبضة من حديد، وأفشل كل محاولات الإطاحة به سابقا. ليس هذا فحسب ولكن نظامه أضاق الخناق أخيرا على الإسلاميين وزج بالعلماء وأئمة المساجد في السجون بعد اتهامهم بالتآمر مع جهات أجنبية لإسقاطه. علاوة على ذلك تقيم نواكشوط علاقات وطيدة مع الدولة العبرية "إسرائيل".

وعلى رغم أن القادة العسكريين الجدد تعهدوا "بخلق ظروف مؤاتية لجو ديمقراطي منفتح وشفاف يتمكن من خلاله المجتمع المدني والأطراف السياسية من التعبير عن آرائهم بحرية"، إلا أن انقلابهم يبدو أنه سيواجه صعوبات جمة. إذ وجد اعتراض وإدانة من جهات دولية عدة في مقدمتها محيطه الإقليمي متمثلا بالاتحاد الإفريقي. فقد أعرب رئيس مفوضية الاتحاد ألفا عمر كوناري عن قلقه إزاء الاستيلاء على السلطة عن طريق القوة، وهو محق في ذلك إذ يوجد نص في ميثاق الاتحاد الإفريقي يحرم الاعتراف بأية حكومة تتشكل بانقلاب عسكري في القارة السمراء. وقد شهدت توغو أخيرا تجربة مريرة حينما أعلن الجيش فيها تنصيبه فاوره اسوزيمنا ناسينيه عقب وفاة أبيه فقاطعته الدول الإفريقية.

دوليا ندد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان بالانقلاب في نواكشوط وقال إنه مستاء للغاية حسبما نقل عنه المتحدث باسمه ستيفان دو جاريك. وأوضح المتحدث أن الأمم المتحدة "تدين كل محاولة للتغيير بوسائل غير دستورية في أي بلد". وأدانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الانقلاب أيضا.

لقد كان نظام الطايع صديقا للغرب خصوصا أميركا التي أعانته في الشهور الماضية في التغلب على شبح المجاعة بينما أعانها في حربها على الإرهاب ومساعدتها في تكوين قوة إفريقية بقيادة أميركية لمطاردة الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تنشط في شمال وغرب إفريقيا.

إن المبدأ العالمي القاضي بأن الخلافات السياسية يمكن أن تحل بطريقة سلمية وعبر عملية ديمقراطية يبدو أنه لا يؤتي أكله في إفريقيا التي اعتادت الأنظمة الشمولية فيها على عدم الرضوخ إلى رغبات وتطلعات الشعوب في الإصلاح. لذلك ضربت موريتانيا المثل الأعلى في الانقلابات العسكرية "ثمانية انقلابات منذ الاستقلال" الفاشلة ولكن هذه المرة نجح الانقلاب داخليا فهل سيصمد في وجه القوى الخارجية. هذا ما ستجيب عليه الأيام القليلة المقبلة

إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"

العدد 1064 - الخميس 04 أغسطس 2005م الموافق 28 جمادى الآخرة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً