العدد 1080 - السبت 20 أغسطس 2005م الموافق 15 رجب 1426هـ

خطط "القاعدة" حتى العام 2020

قد يكون البعض على حق في اعتبار الصحافي الأردني فؤاد حسين أبرز العارفين بأفكار قادة تنظيم "القاعدة". إذ ساعدته تجربته على الجلوس بعض الوقت في سجن واحد مع أبومصعب الزرقاوي، ونتيجة لأحاديث أجراها مطولا معه خرج بكتاب يحمل عنوان "الزرقاوي... الجيل الثاني لـ "القاعدة". الوضع النفسي للمساجين والثقة بالحديث مع إنسان مثقف دفع الزرقاوي إلى الكشف لهذا الصحافي عن خطط "القاعدة" حتى العام 2020 التي نشرت على موقع "شبيجل أونلاين" واستأثرت باهتمام سلطات الأمن الألمانية التي وفقا لأقوال وزير الداخلية أوتو شيلي وضعت منذ وقت مكافحة "القاعدة" في مقدمة اهتماماتها. ولهذا السبب تم إنشاء مركز في برلين لمكافحة الإرهاب يجلس فيه ممثلون عن مختلف أجهزة الأمن الألمانية من المخابرات "بي أن دي" إلى الشرطة الفيدرالية والبوليس السري. ويعمل فريق من المترجمين العرب والألمان بنقل التقارير المهمة التي تنشرها الصحف العربية كما تجرى مراقبة الفضائيتين "الجزيرة" و"العربية" على مدار الساعة.

مجموعة من أفكار الزرقاوي موجودة اليوم على الورق تعطي خبراء الأمن والمحللين فكرة عن خطط "القاعدة" في المستقبل. بيد أنه ليس من السهل لأي صحافي عربي أيضا الحصول على اتصال مع كوادر "القاعدة" وهذا ما نجح به فؤاد حسين الذي يعيش في عمان.

رصيده ورقة دون فيها خطط المستقبل التي أفضى له بها أبو مصعب الزرقاوي تتحدث الورقة التي تحولت إلى كتاب عن استراتيجية تعرف باسم أجندة 2020 تستعرض طريق "القاعدة" من 2000 حتى .2020

في مقدمة الكتاب يقول فؤاد حسين إنه سعى لإجراء مقابلات مع قادة "القاعدة" ليتعرف على مستقبل الحرب المتواصلة بينها والولايات المتحدة. أبرز ما في الكتاب منشور في الصفحات 202 حتى 213 عبارة عن سيناريو من شأنه أن يثير قلق الحكومات الغربية والعربية أيضا. بنهاية المرحلة الأخيرة من أصل سبع مراحل تكون "القاعدة" أعلنت دولة إسلامية مجهزة بجيش إسلامي لمحاربة العالم الغربي وإضعافه.

المرحلة الأولى: الصحوة، وهي التي تمت في الفترة بين العام 2000 والعام 2003 وتحديدا من خلال تحضير وتنفيذ هجوم 11 سبتمبر 2001 على نيويورك وواشنطن وصولا إلى محاربة جنود الولايات المتحدة في العراق. كان الهدف من وراء الهجوم على القوة العظمى، استفزازها كي تصعد استفزازها العالم الإسلامي من أجل أن يصحو المسلمون. كانت نتائج المرحلة الأولى مهمة جدا للاستراتيجيين في "القاعدة". فقد تم توسيع جبهة القتال وأصبحت الولايات المتحدة والبلدان المتحالفة معها في أوروبا والعالم العربي والإسلامي هدفا سهلا لها. كما أصبح بوسع اسامة بن لادن وأعوانه إيصال رسائلهم لمختلف أنحاء العالم.

الثانية: تسمى عملية تفتح العيون وتستمر حتى العام .2006 حتى هذه الفترة يأمل الاستراتيجيون في "القاعدة" أن تكون الأمة الإسلامية أدركت المؤامرة التي يحيكها الغرب. في هذا الوقت تأمل"القاعدة" بالتحول من تنظيم إلى حركة وأن تجتذب اهتمام أبناء الجيل الجديد. سيبقى العراق ساحة لعملياتها التي تكتسب اهتماما عالميا وستعمل من أجل إنشاء جيش وإقامة قواعد في دول عربية وإسلامية.

المرحلة الثالثة: عملية الوقوف على القدمين وتبدأ في الفترة من العام 2007 حتى العام 2010 إذ ستركز "القاعدة" عملياتها على سورية وتركيا وعلى "إسرائيل" أيضا. حتى اليوم لم تتعرض "القاعدة" لأهداف إسرائيلية ومجرد أن تفعل ذلك ستحصل على اهتمام عالمي. كما ستسعى لزيادة عمليات التفجير في العراق لتشمل الأردن المجاور.

الرابعة: موعد الفترة من العام 2010 حتى 2013 حين تبدأ "القاعدة" بالإطاحة بعدد من الأنظمة العربية المكروهة. وستستمد قوتها من ضعف هذه الأنظمة. في الوقت نفسه ستستهدف هجماتها مصافي النفط وكذلك المصالح الاقتصادية الأميركية عبر ما يسمى الإرهاب الإلكتروني Cyber Terrorism.

الخامسة: مقررة في الفترة بين العام 2013 و.2016 بحلول 2016 تكون "القاعدة" أفلحت بإنشاء دولة الخلافة وبدأت تعمل من أجل إضعاف نفوذ الغرب في العالم الإسلامي، ويقول استراتيجيو "القاعدة" أيضا أن "إسرائيل" تكون في هذا الوقت ضعفت بشكل لا يشعر أحد بخطرها وستتسبب الدولة الإسلامية بوضع نظام عالمي جديد.

السادسة: تبدأ قبل نهاية العام 2016 وتشهد اتساع الصراع مع العالم الغربي. وفقا للمعلومات التي عرضها قادة "القاعدة" على الصحافي الأردني سيشن الجيش الإسلامي من دولة الخليفة هجماته على الغرب وتبدأ المعركة التي تنبأ بها بن لادن بين المؤمنين والكفرة.

المرحلة السابعة: يتحدث استراتيجيو "القاعدة" عن النصر العظيم وينطلقوا بأن ستحسم المعركة لصالحها لأن العالم الغربي سيتراجع في ضوء استعداد مليار ونصف مليار مسلم

للمشاركة في حرب المؤمنين ضد الكفرة التي ستكون مدتها عامين تنتهي في العام .202

العدد 1080 - السبت 20 أغسطس 2005م الموافق 15 رجب 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً