العدد 1087 - السبت 27 أغسطس 2005م الموافق 22 رجب 1426هـ

البحرين تحتاج لتأهيل قيادات الصف الثاني وإبراز الطاقات الكامنة لدعم الاقتصاد

خبير بحريني استعانت به دبي:

أكد خبير الإدارة الإنتاجية والمدير التنفيذي لمؤسسة جعفري لتحسين الإنتاجية أكبر جعفري أن البحرين في أمس الحاجة في الوقت الراهن إلى خلق وتدريب قيادات الصف الثاني وخصوصا من الشباب وتأهيلهم لتسلم زمام إدارة الشركات والمؤسسات في المستقبل، وذلك في ظل نقص واضح تعانيه المملكة في الكوادر القيادية الشابة.

وأوضح جعفري الذي استعانت به حكومة دبي كأحد الخبراء في برامجها لتنمية القيادات والجودة أن البحرين تراجعت في مجال إبراز وتأهيل الكفاءات الإدارية وتوليها للمناصب القيادية في الشركات والمؤسسات العامة والخاصة منذ حقبة الثمانينات التي برزت فيها توجهات لإحلال البحرينيين محل الأجانب، ما قد يؤثر على استقرار هذه الشركات في المستقبل ويؤثر على الإنتاجية.

وأشار الخبير البحريني أن مفهوم إعداد القيادات غير منتشر بين بعض الشركات البحرينية، إذ تراجعت كثير من الشركات عن توجهها في تعيين البحرينيين في مناصب قيادية، على رغم ما تزخر به البحرين من طاقات كامنة لم يستفد منها بالشكل الصحيح.

في هذا الصدد يضيف جعفري مع تقدم الزمن يتقاعد الصف الأول من القيادات من الشركات والمؤسسات الخاصة والحكومية، ومع عدم وجود الصف القيادي الثاني الذي يحل مكان هؤلاء سيخلق ذلك عدم استقرار في هذه الشركات، وأوضح أن وجود القيادات المؤهلة في المكان المناسب لها لتولي الأمور يرفع معنويات الموظفين.

وقال جعفري: "إذا كانت البحرين تزخر بالطاقات البشرية لتولي مسئوليتها القيادية في قطاعات العمل المختلفة، فلماذا يتم اللجوء إلى العمالة الأجنبية لتأخذ هذا الدور، إن ذلك لا يعني توجها عنصريا ضد هذه العمالة، ولكن ينبغي على الجهات المعنية أن تأخذ دورها المهم في تأهيل وتدريب الكوادر المحلية بما فيه مصلحة الوطن".

وعن متطلبات هذه المرحلة لإعداد الصف الثاني من القيادات في البحرين، يقول جعفري: "المطلوب حاليا هو نشر الوعي، ولا يعني ذلك أن تتدخل الجهات الرسمية في الشئون الداخلية للشركات، ولكن يجب إبراز أن الصف الثاني من القادة هو أمر ضروري وحيوي مثل الصف الأول تماما، وأن الصف الثاني ضمان لاستمرارية التقدم والنماء".

وأشار الخبير البحريني إلى أن البحرين تشهد حركة إصلاحات اقتصادية وإدارية قد يكون فيها الوقت مناسبا لتوجيه المسئولين في الشركات إلى أن هناك حاجة ملحة لوجود صف ثان من القيادات يختار بناء على معايير مهنية عملية.

وعن تبني البحرين برنامجا مماثلا للذي تتبناه حكومة دبي في تدريب وإبراز القيادات، لم يخف جعفري إمكان ذلك مع ما تمتلكه البحرين من خبراء وإمكانات وتمويل، مع ضرورة أن يوجد توجه رسمي لتنمية القيادات يبني بدوره الإرادة لذلك.

وأشاد جعفري بموظفي وعمال "ألبا" اللذين أبرزوا ما يمكن للبحريني أن يحققه من إنجازات، والتي أثبتت قدرته أيضا على تولي مناصب قيادية وحساسة في أعمال معقدة، كما أتاحت ألبا لكثير من أبناء القرى الكشف عن قدراتهم الكبيرة ليمسكوا الآن بكثير من الأعمال المهمة في هذه الشركة الكبيرة.

وشدد الخبير البحريني على أهمية انتهاج الأسس المستقلة والسلمية الشفافة كمعايير لاختيار الموظفين أو القيادات، واعتبرها من الأمور المهمة التي تساهم في الكشف عن الطاقات الكامنة وإعطائها الفرصة المناسبة للتعبير عما بداخلها من مهارات وإمكانات.

وكانت إمارة دبي اختارت جعفري للعمل في برنامج لتطوير دبي من خلال المشاركة في برنامج قادة المستقبل، الذي يعمل على إعداد وتدريب قياديي الصف الثاني من المؤسسات الخاصة، وذلك لتحسين أداء الأفراد والشركات، ولإحلال دماء جديدة لمواكبة واستمرار التطور.

ويشارك في البرنامج الشباب اللذين يعملون في القطاع الخاص، إذ يتم اختيارهم بناء على مواصفات ومعايير خاصة ومحددة وعن طريق المقابلات المعمقة ليتم تصفية من سيتم اختيارهم تدريجيا، إذ اختير 60 شخصا لبرنامج القيادات الذي تتبناه دبي.

وأشار جعفري إلى الشفافية الكبيرة في اختيار المشاركين في هذا البرنامج، في ظل استقلالية تامة من دون تدخل أي طرف أو محسوبيات لأي عرق أو أطراف ما. ويعمل الخبير كذلك في تقييم المؤسسات والأفراد المتقدمين لجائزة الشيخ محمد بن راشد للجودة

العدد 1087 - السبت 27 أغسطس 2005م الموافق 22 رجب 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً