العدد 1095 - الأحد 04 سبتمبر 2005م الموافق 30 رجب 1426هـ

مدرب الأرجنتين ينفي تهمة استخدام الماء المنوم في كأس العالم 1990

ينقص المدرب السابق لمنتخب الأرجنتين لكرة القدم كارلوس بيلاردو الذي قاد فريقه إلى الفوز بكأس العالم في المكسيك العام 1986 أن يحمل قفازين ويدعو من يشير بكلمة واحدة إلى الفضيحة التي ارتبطت باسمه، للملاكمة بحيث يكسب الحق من يرمي الآخر بالضربة القاضية.

في بداية الحديث معه قال بيلاردو بلغته الأم "No habia nada"، ويعني هذا بالعربية: "لم يكن هناك شيئا. كل ما في الأمر أن بعض الصحافيين خرجوا عن مبدأ العمل الصحافي وكتبوا مغالطات"، ثم نادى "أرييل" مساعده الشخصي وطلب منه أن يحضر المجلة التي نشرت المعلومات التي يجتهد طبيب الأطفال الذي تحول إلى مدرب ناجح ويعمل اليوم معلقا، في نفيها داخل الأرجنتين وخارجها.

يقلب بيلاردو مجلة "فاينتيتريس"، ويقول: "أقسم أنني لم أقل ما منسوب هنا إلي". منذ وقت تدور حرب طاحنة بين بيلاردو والمجلة وهذه هي خلفية الخلاف بشأن فضيحة الماء المنوم. ضمن ما كتب، حرض بيلاردو أحد مدلكي منتخب الأرجنتين قبل بدء مباراة فريقه أمام نده منتخب البرازيل في بطولة العالم العام 1990 التي جرت في إيطاليا، كي يحمل في حقيبته زجاجة ماء تحتوي على مادة منومة. خلال المباراة حصل برانكو مدافع منتخب البرازيل على الزجاجة.

ووفقا لما نشر عن لسانه قال برانكو إن المدلك الأرجنتيني زوده بالزجاجة حين طلب التزود بماء منعش. بعد وقت قصير على تناول المدافع البرازيلي محتوى الزجاجة راحت قواه تخور وخسرت البرازيل المباراة. عند عودة لاعبي البرازيل إلى الفندق نام برانكو داخل باص الفريق. بعد خروج البرازيل من البطولة العالمية على يد الأرجنتين في دور ربع النهائي زحفت الأرجنتين إلى النهائي، إذ خسرت أمام ألمانيا.

الشخص الذي فجر الفضيحة، مارادونا، الكابتن السابق لمنتخب الأرجنتين، بعد خمس عشرة سنة. لم يتوقع بيلاردو أن يزيل مارادونا النقاب عن القضية ويفجر فضيحة، وخصوصا أن بيلاردو هو الذي ساعد مارادونا في الحصول على شهرة عالمية بعد أن أشركه في تشكيلة الأرجنتين التي فازت بكأس العالم العام .1986 في ديسمبر/ كانون الأول الماضي خرج بعض الكلام الخطير من فم مارادونا خلال مقابلة تلفزيونية حين قال إنه تم الاستعانة بطريقة احتيالية لشل قوة الفريق الخصم. حصل انقسام بين اللاعبين السابقين لمنتخب الأرجنتين بين محتجين وكان خوسيه باسوالدو اللاعب السابق في فريق شتوتغارت الألماني بين أبرز اللاعبين الذين أيدوا رأي مارادونا. لم يعجب بيلاردو أن يثار مثل هذا الكلام وقيل إنه هدد باسوالدو بعد صدور تصريحاته العلنية، بالكشف عن شريط فيديو يتعلق بحياته الخاصة. شكا بيلاردو من حملة إعلامية تستهدفه واعتبر نفسه ضحية وقال في مقابلة صحافية إن أجهزة الإعلام تلاحقه بنشر أخبار مغرضة عنه منذ أن كان لاعبا.

مع الوقت أصبح بيلاردو لا يؤمن بوجود صحافة مستقلة. حين زادت حدة الاتهامات راح يشكو عبر وسائل الإعلام الأجنبية. منذ وقت يستقبل زواره من الصحافيين الأجانب في مكتبه الكائن في الطبقة 32 في أحد فنادق بيونيس أيريس، عاصمة الأرجنتين. قال بيلاردو البالغ 66 سنة من العمر إن الحملة لا تمت بصلة إلى العمل الصحافي الحر، وخصوصا يمارس الصحافة بنفسه من خلال برنامج تلفزيوني يقدمه ويحمل عنوان: "ساعة بيلاردو".

بيلاردو رجل مثير للجدل. ما لا يختلف عليه اثنان، إنجازاته في لعبة كرة القدم. بعد قيادته الأرجنتين للفوز بكأس العالم العام 1986 نجح بعد أربعة أعوام تالية في قيادة فريقه إلى نهائي البطولة العالمية. بدأ يتسلق قمة الشهرة في مطلع الثمانينات حين ضمن بطولة الدوري الأرجنتيني لفريق استاديانتس دي لا بلاتا في مسقط رأسه.

درب لاحقا في الخارج، في كولومبيا وإسبانيا وليبيا. كلاعب كان بيلاردو تلميذا تقليديا لأسلوب اللعب الأرجنتيني الذي كان يتسم بالخشونة وعدم التفرقة بين القدم وكرة القدم. وقال فرانز بيكنباور قيصر الكرة الألمانية في مقابلة تلفزيونية حديثا إن لاعبي المنتخب الألماني كانوا يرجون المسئولين في اتحاد الكرة الألماني دي اف بي، عدم الاتفاق مع الاتحاد الأرجنتيني للتباري وديا خشية التعرض لأذى اللاعبين الأرجنتينيين. أوضح بيكنباور أن هذا كان السبب أيضا في امتناع فرق بايرن ميونيخ عن التباري مع الأندية الأرجنتينية.

بعد تخليه عن تدريب منتخب الأرجنتين في العام 1990 نادرا ما تحدثت الصحافة عن نجاحات في مجال الرياضة. فقد كانت أساليب التدريب التي يتبعها مثيرة للجدل. في العام 2003 كشف عن رغبته بالترشح لمنصب رئيس الأرجنتين ووجه انتقادات قوية إلى رجالات الاقتصاد واتهمهم بالغرور والأنانية. على أرض الملعب لم يكن بيلاردو لاعبا يلفت الأنظار، لم يحصل على لقب قيصر الكرة الأرجنتينية. وهو يشكو اليوم من ضعف خبرة مدرب منتخب الأرجنتين خوسيه بيكرمان، وقال: "مشكلة منتخبنا اليوم الاستمرار بإشراك عناصر جديدة. وهناك مشكلة أخرى: تفرج الأندية الأرجنتينية عن لاعبيها الوطنيين عشرين يوما قبل موعد المباراة الدولية، وهكذا يحصل المدرب على لاعبين منهكين، هذه المشكلة عانى منها منتخب فرنسا في بطولة العالم 2002 حين فشل في تجاوز الدور الأول وخرج من المسابقة الدولية بخفي حنين".

بالنسبة إلى توقعاته عن مسابقة كأس العالم في الصيف المقبل، قال بيلاردو إنه يرشح البرازيل والأرجنتين وإيطاليا وألمانيا للفوز. كشفت عروض منتخبات البرازيل والأرجنتين وألمانيا في مسابقة كأس القارات التي استضافتها ألمانيا عن أن الفرق المذكورة تستطيع إقصاء منافسيها، كما أن المنتخب الألماني الذي سيلعب طيلة الوقت تحت ضغط، قادر على حسم المباريات لصالحه.

ولكن بيلاردو قال أيضا إن مدرب المنتخب الألماني يورجين كلينزمان مازال يحتاج إلى الخبرة، ولعل أهم مشكلة تواجهه هي عدم توفر الوقت الكافي. يتوقع بيلاردو وصول الأرجنتين إلى دور نصف النهائي وإذا اضطر منتخب بلده لمقابلة البرازيل سيفوز ببطولة العالم بحسب رأيه من يفوز بهذه المباراة. هل سيعتمد الأرجنتينيون على أساليب احتيالية لشل قوة البرازيل: هذه المرة ضحك بيلاردو، وقال: "صدقوني هذه التهمة ليست صحيحة"

العدد 1095 - الأحد 04 سبتمبر 2005م الموافق 30 رجب 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً