العدد 111 - الأربعاء 25 ديسمبر 2002م الموافق 20 شوال 1423هـ

المسرحيون وثبات الأزمات

جعفر الجمري jaffar.aljamri [at] alwasatnews.com

-

كنا في «الوسط» وعبر المنتدى الثقافي الشهري قد استنفرنا كل طاقاتنا في سبيل إعداد مائدة حوار صريح ومنفتح من خلال الاتصال بعدد من الوجوه والأسماء المسرحية الفاعلة والمحركة للمشهد المسرحي، لمناقشة عدد من الإشكالات والأزمات التي ظل المسرحيون يعانون منها ردحا من الزمن، ومازالوا. الحوار كان من المفترض أن يديره الزميل نادر المتروك بعد أن أجرى عددا من الاتصالات بالمعنيين وذوي الشأن... الا أن التوقيت كان غير موفق لانشغال عدد من الأسماء التي كان مقدرا لها أن تحضر المنتدى وعلى رأسهم الصديق المسرحي خليفة العريفي الذي كان وقتها منشغلا بإعداد وإخراج مسرحيته (صور عارية).

خلاصة القول... إن ثمة أزمات ظلت مراوحة مكانها، وذلك لأن وزارة الإعلام مصرة على تجاهل مشكلات وأزمات ومطالب المسرحيين، ومن أهم تلك الأزمات، عدم وجود صالة مسرحية هي بمثابة الرئة والحاضنة الطبيعية للمران والتجريب والمغامرة المسرحية. فالمملكة بكل إرثها الحضاري والتاريخي والثقافي تبدو عاجزة عن توفير ذلك الفضاء الطبيعي والبسيط - البسيط من حيث طبيعة المطلب وبديهيته - ففي الوقت الذي كانت فيه البحرين رائدة من دون منازع في مجال المسرح، أصبحت في مؤخر الركب بحيث استطاعت دول في المنطقة، على رغم حداثة تجربتها أن تتجاوز تجربة البحرين المسرحية بمراحل كبيرة (سيتم في هذا الصدد إرجاع ذلك التجاوز إلى ثروة نفطية هائلة استطاعت أن تمنح الأشياء روحا !) فالمملكة لديها من البدائل اذا ما استثنينا النفط ومحدوديته، لديها البدائل الكثيرة التي يمكنها أن تتكفل بتوفير أساسيات الحضور والفعل. ووزارة الإعلام وضمن الإشكالات والأزمات المتراكمة التي يعاني منها المسرح والمسرحيون تتعامل بلا مبالاة ملحوظة ومقصودة.

لنستعرض بعض النقاط في هذا المجال :

1- لقد تم تفريغ عدد من الشعراء والكتاب (من دون أن ننكر أهميتهم ودورهم الفاعل والمؤثر في الحراك الثقافي والاجتماعي) بينما لم يفرغ مسرحي واحد حتى هذه اللحظة.

2- الوزارة ذاتها تقوم بالإنفاق على عدد من الفعاليات وببذخ ملحوظ، في الوقت الذي يكون تبريرها حاضرا وجاهزا حين يتصل الأمر ببناء صالة مسرحية في بلد يكتنز بأعداد من المواهب والقامات!... التبرير يتلخص في عدم وجود موازنة ومخصصات لبناء مسرح من المفترض أن يكون واحدا من واجهات المملكة.

3- ممثلو الدراما ذاتهم يعانون من أوضاع غاية في السوء بسبب تواضع المخصصات والمكافآت التي تدفع إليهم، في موقف يضعهم في منزلة تراكم الكثير من الصدمات والأزمات النفسية والمادية التي تؤثر تأثيرا مباشرا على طبيعة ما يقدمون.

4- لنقف موقفا صريحا أمام ما رصد ويرصد لفرقة البحرين الموسيقية... فالمخصصات للفرقة من رواتب لموسيقيين عرب تبعث على الاستغراب... اضافة الى المسكن وتذاكر السفر... الخ ، مع عدم إغفالنا أهمية وجود فرقة موسيقية، ولكن ليس على حساب بقية القطاعات الأخرى.

خلاصة

على الوزارة أن تعيد النظر في تعاملها مع قيمة المسرح والمسرحيين وذلك بالشروع في إيجاد مأوى حقيقي للمسرحيين يتمثل في صالة مسرحية مجهزة تجهيزا كاملا، يعطي لهذه الفئة مكانتها ويرفع عنها سنوات من الإهمال والتهميش، وعلى الوزارة أن تعيد النظر أيضا في المخصصات والمكافآت التي تقدم إلى الدراميين (بالمن والأذى) من دون أن ننسى الكتّاب ذاتهم الذين يمثلون عصب العملية برمتها.

ليست الصالة هي المشكلة الوحيدة التي يعاني منها المسرحيون... فالمشكلات متعددة ومزمنة... ويبدو أنها تراوح مكانها في ظل تعاط غير مكترث بطبيعة تلك المشكلات وأصحابها

إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"

العدد 111 - الأربعاء 25 ديسمبر 2002م الموافق 20 شوال 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً