العدد 1144 - الأحد 23 أكتوبر 2005م الموافق 20 رمضان 1426هـ

ضمان المستقبل

علياء علي alya.ali [at] alwasatnews.com

ان استشراف عالم المستقبل يتحدد من خلال ثورة الاتصالات التي بدأت مجتمعاتنا في تلمسها والتي يتعين علينا التخطيط لمعرفتها كيفيا واستخدامها بشكل صحيح في تطوير رأس المال البشري للمساهمة في عملية النمو الاقتصادي. ان النجاح الذي حققته سنغافورة وعدد من الدول الآسيوية الأخرى في تنمية العنصر البشري واسهامه في عملية النمو الاقتصادي خلال العقود الثلاثة الماضية يستدعي منا دراسة تلك التجارب للتعرف على خصوصياتها وكيفية تلمسها طريق النجاحات. فقد حققت سنغافورة بعد الاستقلال وخلال ثلاثة عقود متواصلة معدلات نمو مستمرة تراوحت بين 7 و9 في المئة سنويا. وتحققت تلك الانجازات من خلال قدرة ذلك المجتمع على التحول والتغير وفق معطيات وظروف السوق في حينه. كما أشار مساعد رئيس الوزراء السابقGoh Keg Swee إذ افاد في سياق حديثه بأن تجربة سنغافورة بدأت منذ اصرار الامهات على تدريس العلوم والرياضيات بشكل مكثف في المدارس الحكومية. كما أشار إلى انه اذا كان هناك من له فضل علينا في تعريفنا بشئون الاقتصاد فهو ذلك الاقتصادي الهولندي الذي دفعهم في عقد الستينات الى التعرف على مبادئ الاقتصاد الدولي وادخال الخطط الخمسية آنذاك، علما بأن ذلك الخبير ويدعى ألبرت ونزمس Albert Winsemius كان في الأصل خبيرا في اقتصاديات صناعة الآيسكريم. وأولت سنغافورة اهتماما كبيرا بموضوع التعليم، ففي العام 1968 لم تخرج الجامعات أي مهندس. أما الآن فتخرج الجامعات نحو 20 ألف مهندس سنويا. ونظرا إلى صغر تلك البلد التزم المخططون بضرورة المشاركة في التجارة الدولية اعتمادا على مبدأ ضرورة الانتاج للتصدير، ولضمان نجاح تلك المهمة اهتم صناع القرار بضرورة توفير البيئة المناسبة لتحقيق النمو الاقتصادي، وذلك من خلال توفير عدة عوامل اهمها وجود معدل تضخم متدن وتوفير عناصر الاستقرار والشفافية لأصحاب الأعمال المقيمين والاجانب على حد سواء وتحقيق معدلات عالية من التوفير وتهيئة مناخ ودي يتيح لها جذب الاستثمارات الخارجية، وكانت اولى بوادر النجاح لهذه الخطة هو دخول شركة تكساس انسترومنت Texas Instrumentفي العام 1968 لتصنيع الـTransistors . ودخلت سنغافورة القرن الحالي عن طريق الولوج بصناعاتها عبر الحلقات المتقدمة ذات التقنية العالية التي تسمح لها بالوصول إلى اسواق جديدة يغنيها عن الاعتماد على الصناعات التقليدية التي تعاني منافسة شديدة من قبل الدول ذات الاجور المنخفضة نسبيا كالصين وباقي دول جنوب شرق آسيا. إن اعتماد استراتيجية التنمية سيبقي على الموارد البشرية والطبيعية المتوافرة وكذلك الموقع الجغرافي المتميز. ولكن في ظل المنافسة الشديدة من قبل الدول المختلفة اقليميا ودوليا، هل يمكن اعتبار هذه العوامل ميزة نسبية تتمتع بها البحرين مع الدول المنافسة؟ وخصوصا ان هذه الدول تتمتع بموارد طبيعية هائلة وبنفقات عالية على التعليم والتدريب. لذلك لابد من مواصلة تطوير مناهج التعليم والادارة، إذ إن نظام التعليم هو الذي يصنع ويخلق جهاز الادارة، وجهاز الادارة، في الوقت نفسه، هو الذي يطور جهاز التعليم. كذلك ضرورة الانفتاح على التقدم العلمي والتكنولوجي وتأهيل المؤسسات الانتاجية الوطنية تأهيلا كاملا من حيث الانتاج والترويج والتمويل والاستثمارات وتأهيل القطاع الخاص ليكون قادرا على تطوير الاداء الاقتصادي وتبني الاساليب الحديثة ومواصلة نهج التكامل الاقتصادي بين الدول الخليجية والعربية

إقرأ أيضا لـ "علياء علي"

العدد 1144 - الأحد 23 أكتوبر 2005م الموافق 20 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً