العدد 1146 - الثلثاء 25 أكتوبر 2005م الموافق 22 رمضان 1426هـ

شباب الأمة في حاجة للالتحاق بجامعة "علي"

وضع أسس بناء وتأهيل الطاقات الشبابية

أرسى الإمام علي بن أبي طالب "ع" منهجا تربويا متكاملا في بناء وإعداد وصناعة الطاقات الشبابية المؤهلة لقيادة المجتمع الصالح بالاعتماد على كل العناصر الايجابية التي تنطوي عليها مرحلة الشباب. وكان لهذا المنهج أثر واضح في كتابة حوادث تاريخية كان عنصرها الأول هم الشباب الذين استطاعوا أن يضعوا لبنات مجتمع إنساني صالح وفق المنهج الإسلامي في التربية السليمة لما لها من سحر أخاذ في حياة الشباب، ولعلنا في هذا التقرير نرصد آراء بعض الشباب عن بناء شخصية الشباب المسلم من خلال منهج الامام عليه السلام. يرى الناشط محمد فخراوي الذي أكد أن الحديث عن شخصية جامعة كأمير المؤمنين"ع" - ولو كان منحصرا في بعد واحد من أبعاد هذه الشخصية الكاملة - يحتاج الى مجلدات كثيرة هي الأخرى قد لا تفي بتعريف هذه الشخصية حق معرفتها "ولكن من أهم الصفات التي من المفترض أن تؤثر في شخصية الشباب الملتزم في الجانب التربوي، تكمن في مجموعة من الصفات التي نراها واضحة في حياة الإمام "ع" فلقد كان علي "ع" مطيعا ومنقادا بالكامل الى رسول الله "ص" وقيادته، وكان صادقا تماما في التزامه بدين الله وتعامله مع الناس، ومثال ذلك انه أعلن بوضوح انه سيعيد الأموال المنهوبة الى بيت المال حتى لو كانت صداق النساء، وبهذا الموقف الصريح بين للجميع نهجه في التعامل مع بيت مال المسلمين خلال فترة خلافته".

احتضان الكوادر الشابة

لكن يوسف حسين "عضو مركز بوري الثقافي" يقول إن الإمام علي "ع" أرسى منهجا واضحا في بناء الشباب الملتزم، وترجمه فعليا من خلال احتضانه الى الكوادر الشابة، وصقلهم دينيا، والتاريخ يحدثنا عن نماذج كثيرة، الى درجة أن الصفوة التي كان يعتمد عليها أمير المؤمنين "ع" في اشد الظروف كان في طليعتهم الشباب، ولعلنا نستذكر القصة الشهيرة مع خادمه قمبر، حينما ذهب معه الى السوق، واشترى بعض الملابس فأعطى أفضل الملابس لخادمه قمبر، وحينما سأله عن السبب، قال إنك شاب ولديك شرحة الشباب، فعلي حتى في هذا الجانب أراد أن يهتم بشخصية الشباب عوضا عن تعاليمه الأخلاقية والتربوية، وفي الأوضاع التي كانت سائدة مع الإمام علي بعد مقتل الخليفة الثالث استشرى الفساد في معظم الأمة، فالإمام أراد أن يعيد للأمة هيبتها على جادة الصواب، خصوصا وان الإمام ورث مجتمعا متراجعا من جميع الجوانب، فبدأ ببناء هذا المجتمع وكان لابد من إشراك الشباب، فربى لنا شبابا مؤمنا ليكونوا انطلاقة تتوج بنشر المعارف والقيم الأخلاقية في جميع أنحاء الدولة الإسلامية، حتى في حركة الولاة؛ عزل بعضهم واسند المهمة الى بعض الشباب حتى أن بعض الأقطار التي كان فيها ولاة كبار حاول أن يهيئ صفا آخر من الشباب، وبالتالي ملامح أمير المؤمنين من الشخصية الأخلاقية".

في النجف دفن العلم

ويتفق كل من الباحث والكاتب جلال مجيد وحمد الزيرة الى مصادر الاستفادة من أمير المؤمنين "ع" قائلا: "يمكن للشباب أن يستفيدوا من علي في روحه وصفاته: زيارة وحبا وولاء وذكرا خطابيا وكتابيا وشعريا. ومن المعروف من سيرة الشيخ الوائلي إنه كان طيلة حياته في النجف يداوم على الحضور عصرا يوميا في منتدى أمام ضريح أمير المؤمنين "ع". فهو باب العلم، وفي النجف دفن العلم". ويجب علينا الاستفادة من علي "ع" في أقواله: نثرا وشعرا ودعاء. فأما النثر فدونك "نهج البلاغة" وكلماته الحكمية في غيره من الكتب، وأما الشعر فدونك القصيدة الزينبية الحافلة بالتوجيهات التربوية الراقية. وأما الدعاء فأنعم بدعائه الذي علمه لصاحبه كميل بن زياد وكذا مناجاته الشعبانية. ويختتم عضو مركز المعرفة الإسلامي الناشط حسين شمس هذه الجولة المباركة بالإشارة الى أن علي "ع" يرى أن الإنسان هو غاية الوجود، ومن أجله خلق الله ما خلق إذ بعد أن خلق تعالى الكون ورتبه أحسن ترتيب، ونظمه أجمل تنظيم، وأتم مرافقه، على أكمل وجه، وجمع فيه ما تشتهي الأنفس، وتلذ الأعين، أخرج إليه الإنسان، وأسكنه فيه على أن يكون خليفته في أرضه، يحيا في كنفها ويعيش من خيراتها، ويمضي في أقواله وأفعاله ونواياه، ومقاصده، وفق أحكام الله وإرادته مطيعا، مذعنا، شاكرا، إلا أنه الإنسان خالف أمر الله، وسلك بوحي من نفسه الأمارة بالسوء، فجذبته الدنيا إليها وحجبت عنه الرؤية السليمة فبات أسير أوهامه وشهواته. ويسترسل شمس قائلا: "كثيرة هي الخطب والكلمات التي تضمنها "النهج" وهي تدعو إلى طلب العلم وأخذه من أي مصدر كان، كما وتحث على العمل حتى لا تبقى التربية مجرد نظريات لا فائدة منها في عالم الواقع. لذلك فإن الإمام "ع" يدعم القول بالعمل وهذا هو الحق الذي يشهد به العمران والتقدم والتطور الحاصل في المجتمعات من ذلك "العلم مقرون بالعمل، فمن علم عمل، إذ لا خير في علم بلا عمل"". ولابد للعارف من أن يكون عاملا حتى لا يكون علمه حجة عليه ولقد طبق الإمام علي "ع" هذا الأمر على سائر مجريات حياته، يبدو ذلك في حديثه عن العلماء الذين يتعلمون، إذ قسم "ع" تعلمهم لغايات ثلاث: للمراء والجدل، للاستطالة والحيل، للفقه والعمل

العدد 1146 - الثلثاء 25 أكتوبر 2005م الموافق 22 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 7:54 ص

      علي هو ميدان العدالة وميدان الشهادة

      احسنت ايها الكاتب القدير
      فلقد كان حياة الامام علي "ع" ميدانا للعدالة
      كما كانت وفاته ميدانا للشهادة
      ونحن على العودة له قد عزمنا الارداة.

اقرأ ايضاً