العدد 1150 - السبت 29 أكتوبر 2005م الموافق 26 رمضان 1426هـ

"طير القفص"... "لا مش ترف"!

أحمد البوسطة comments [at] alwasatnews.com

"من يدفع للزمار يطلب اللحن الذي يريد!" "مثل انجليزي" العنوان أعلاه: "طير القفص" قصيدة كتبها الشاعر شاكر عبدالله الشيخ مهداة إلى علي الدميني ومتروك والحامد، بمناسبة العفو عنهم أخيرا؛ أما "لا مش ترف" فهي رد من الشاعر الدميني على قصيدة "الشيخ" ألقيتا في مجلس الدميني أمام عدد من البحرينيين والسعوديين، أصدقاء الشاعرين والحركة الإصلاحية ومناضليها في المملكة الشقيقة. قال شاكر الشيخ في الجزئية الرابعة من قصيدته: "آه يا طير القفص أنت في الداخل مكتف وأنا في الخارج هدف حالي... حالك لا... وأصعب أنت من حقك تغرد وأنا ملزم بالخرس". ورد الدميني في "لا مش ترف": "يا صديقي أنا في الداخل مكتف وأنت في الخارج جرس صمتك الغاضب مهابة وصوتك المجروح في شعرك شرف يا صديقي، ما كتبنا من ترف ولا بكينا من أسف ولا تعبنا من صبابة ولا انكسرنا عن هدف". "انتهى الاقتباس المأخوذ من القصيدتين المنشورتين على الصفحة الأخيرة من نشرة "الديمقراطي" لسان حال "وعد"، العدد 26 سبتمبر/ أيلول 2005". عندما قرأت "طير القفص" و"لا مش ترف"، تذكرت كاتبا يحمل "جوازا أخضر" كان مسحوبا منه، ومحكوما عليه مثله مثل الدميني بالتهم نفسها، والخنيزي ومتروك والحامد، وغيرهم وغيرهم... و12 سنة ممنوعا من السفر من هناك حيث يقيم، إلى هنا، حيث يوجد "نصفه دينه" ورفاقه وأصدقاؤه. عندها آنذاك، هب البحرينيون، مثقفون وسياسيون، ومعارضون لا يهابون قول الحق، لنصرته في حقوقه ضد الظلم الذي تعرض له، فطرقوا أبواب الضغط "الخليجي والدولي بما فيها منظمة العفو الدولية" بالعرائض والاتصالات من أجل حقه الإنساني في السفر، ورفض الإقامة الجبرية المفروضة عليه، فكان جزاؤه لهم مقالات تزدريهم، وآخرها، وليس آخرها مكافأته، أو معلقته: "الميدان يا حميدان" التي خرجت من "صومعته" كما أطلق عليها رئيس تحرير "الديمقراطي" رضي الموسوي، اسم "الآنشتانية". المكافأة الأخرى، "منه للبحرينيين": اتهام الذين ناصروه بالأمس: في "الأيام الصعبة التي حلت به" بـ "العصبيات والخيانة والتطرف" وبالأمراض الجنسية والعقد النفسية وبقصر قامتهم أو بطولها وعرضها، وبشعرهم الكثيف أو صلعهم، تماما كما فعلت الليبرالية المبتذلة، حين أوقفت "فرويد في وجه ماركس" لتعليل النزاعات السياسية بعقد نفسية وتضخيم النتائج التي ينتهي إليها فرويد، وليس رؤية ماركس التي ترى أن الكفاح السياسي إنما يقوم بين جماعات: هي الطبقات! هذا الحكيم، متمرس هنا في شتم المعارضة التي وقفت إلى جانبه، بسباب بذيء، وهناك يخرس في الدفاع عن "رفاقه". هنا يعتبر المعارضة البحرينية أنها تكره وطنها ويتهم المعارضين بأنهم "حملوا أورام ذواتهم معهم وشدوا الرحال إلى مرابط خيولهم في لندن ليتنفسوا كراهيتهم"، ويدعي "أن ندوة لندن لم تعقد منذ عشر سنوات، ويتساءل: لماذا تعقد الآن؟!"، بينما هذه الندوة لم تتوقف منذ عشر سنوات، وحضرها نواب وجهات رسمية وغير رسمية "معارضة وموالاة". فمن هو "التلح" يا أبا عريف "بضم العين" في حين أن أصغر ربة بيت بحرينية متعلمة كانت تتابع بدعسة زر هذه الندوات طيلة العشر سنوات عبر الانترنت، أم أن في الأمر "إن"، على طريقة "من يدفع للزمار يطلب اللحن الذي يريد"؟! هنا يجن جنون الكتاب الزمارون والموالون الموجهون بـ "الريموت كنترول"، ويصابون كما يصاب "الداخل" بالرعب عندما يسمع كلمة "الخارج"، والكاتب ذاته الذي يتهم المتحدثين في الخارج بالعمالة، كان للخارج دور في رفع الضيم عنه، وكان يمجد من يستخدم تلك الورقة "الخارج" ويعتبرها مشروعة، بينما الآن ما عادت كذلك، ولا نعرف السبب، فسبحان مغير الأحوال. هي "الآن" تهمة كبيرة قد تؤدي لقطع رؤوس تفكر في استثمار "الخارج" لتصحيح اعوجاج في "الداخل"، وهو يتمادى في تكرارها صبح مساء عبر صحافة صفراء. أيها الحكيم، تعال أفهمنا مع من تقف؟ وما حدود مواقفك؟! هل تريد للناس أن تخرس عن وضع اليد على 98 في المئة من سواحلها، وتقبل بـ 2 في المئة "سواحل شعبية"، أم القبول بوضع اليد على أراض في غياب قانون ينظم توزيع الأراضي الحكومية البرية والبحرية، تقدر قيمتها بـ 50 مليار دولار؟! أيها الحكيم، إذا أردت، ميدانك هناك، مع دعاة الإصلاح الشرفاء: مع الدميني والخنيزي ومتروك والحامد وأبورائدة وكثير من المناضلين. وميداننا، هنا في "الداخل والخارج" لتكون معارضتنا جزءا من الحكم، كما في الدول الديمقراطية العريقة، يحق لنا تشكيل حكومات ظل والقيام باتصالات دولية والتواصل مع السفارات الأجنبية في دولها، ولكننا لسنا عملاء لأحد، ولا نحتاج لأحد أن يعلمنا دروسا في الوطنية. وأخيرا، وليس آخرا، ورحمة بعقولنا، دع البحرينيين يشخصون أمراضهم بأنفسهم من دون وصاية من أحد؛ فعندما يقوم طبيب بفحص شخص مريض ولا يظهر أي مرض، ومن ثم يقوم طبيب ثان بفحصه ويكتشف وجود مرض معين، فإن الأول ليس من حقه أن يدعي أن الشخص سليم، أما الثاني فمن حقه أن يتكلم باسم المريض لأنه اكتشف المرض. فهذه أرضنا وتلك سماؤنا، وكل أثر في البحرين بنيناه نحن بسواعد أجدادنا، وقدمنا التضحيات على مذبح الكفاح الوطني، فليس من حق أحد أن يتهم "كل من يصرخ في وجه الظلم بأنه خائن وعميل ومتطرف"... ويكفينا وإياك/ وإياكم شر الخصام

العدد 1150 - السبت 29 أكتوبر 2005م الموافق 26 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً