العدد 117 - الثلثاء 31 ديسمبر 2002م الموافق 26 شوال 1423هـ

الحوار الإسلامي المسيحي

يكتسب الحوار الإسلامي المسيحي أهميته البالغة من كونه يكرس لحال من المواءمة التي ظلت متذبذبة حسب المناخ والمؤشر السياسي الذي كان بمثابة بوصلة يوجه أطره وتحركاته بل ومدعاته... ومع تداعي الحوادث في العالم خاصة مع حوادث 11 سبتمبر/أيلول 2001 بدت فرص الحوار أقل حظا من ذي قبل، خصوصا مع توجه الإدارة الأميركية وماكينتها الإعلامية الضخمة إلى قطع الطرق بشكل مباشر وعملي من خلال حملات هستيرية منظمة ضد كل مايرتبط بالإسلام والمسلمين من قريب وبعيد على الرغم من النفي المتكرر للإدارة الأميركية من انها لا تستهدف سوى الإرهابيين الذين أقاموا جحيمهم على الأرض الأميركية في أول صفعة توجه إلى القوة العظمى في العالم بعد أن استتب أمر هيمنتها على العالم وباتت القوة العظمى المتفردة بقدره ومصيره.

لذلك يأتي انعقاد الدورة العاشرة لمؤتمر الحوار الإسلامي - المسيحي في الفترة من 28 - 30 أكتوبر 2002 تحت شعار «دور الأديان في تحقيق التعايش السلمي للمجتمعات المعاصرة» في مملكة البحرين، ليصب في اتجاه تقديم الصورة الحقيقية للإسلام من جهة وكذلك المسيحية من جهة ثانية... على اعتبار ان ما تقوم به الولايات المتحدة الأميركية لايمثل الديانة المسيحية التي دعت هي الأخرى إلى المحبة والتعايش السلمي بين المجتمعات... فيما يظل الإسلام صريحا وواضحا تجاه حقوق الإنسان والتعايش السلمي، وماحدث في 11 سبتمبر لايمثل من قريب أو بعيد سماحة الإسلام ودعوته الصريحة إلى الحوار واحترام حقوق الإنسان كيفما كان لونه أو جنسه أو دينه.

ان بروز مقولات كـ «صِدَام الحضارات» و «تجدد الصراع بين الشرق الإسلامي والغرب المسيحي»... وبروز نغمة الحروب الصليبية في الغرب تجاه العالم الإسلامي... يجعل من المؤتمر فاتحة علاقة تعيد النظر في مثل تلك الأطروحات التي تعمل عملها في تهييج الصراعات وتجديدها لصالح قوى لاتعنيها الأديان من قريب أو بعيد بقدر ماتعنيها المصالح المتشابكة والمتداخلة على حساب الشعوب.

بيان الحوار دعا في ختام أعماله جميع الشعوب والأمم إلى العمل على ترسيخ منهجية الحوار سعيا الى تحقيق التعايش السلمي ونبذ العنف. كما دعا الى تبادل وجهات النظر عن القضايا الراهنة بما يخدم الإنسانية ويحقق الأمن وسعادة البشرية ويجنبها مخاطر الصدام والصراع. ونبه البيان الى مايجمع بين الرسالتين من مبادئ سامية لتحقيق العيش المشترك واحترام الخصوصيات الدينية والوطنية، وتشجيع التعاون البناء ودعم جهود العلماء والمفكرين من المسلمين والمسيحيين في بلورة قواعد التعايش السلمي واحترام الآخر وفق مادعت اليه الديانتان الإسلامية والمسيحية

العدد 117 - الثلثاء 31 ديسمبر 2002م الموافق 26 شوال 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً