العدد 119 - الخميس 02 يناير 2003م الموافق 28 شوال 1423هـ

آبــاء بخــلاء

لدينا أبناء ويجب ألا نبخل عليهم ونعطيهم حقوقهم فهم محتاجون لنا في الوقت نفسه هم أبناؤنا وليس من الانصاف أن نبخل عليهم. لكن بعض الآباء يبخل على أبنائه، فعندما يطلب منه ابنه مبلغا بسيطا يرفض ويقول لابنه: من أين لي ولا يعطيه أية نقوة وهذا المبلغ محتاج إليه ويريد أن يشتري بعض الملابس فمَنْ سيقف معه يا ترى إذا كان الأب بخيلا ولا يعرف التفاهم إلا بالعصبية؟ أليس حراما أن نحرم أبناءنا ولا نوفر لهم ما يحتاجون إليه؟ أليس الابن يريد أن يأكل ولا يريد أن يرى جيبه خاليا وهو يشاهد أصدقاءه وهم يملكون النقود ويشترون من البرادات بعض المأكولات والمشروبات وغيرها. إذا كان الله قد أنعم علينا فلماذا نكون بخلاء مع أبنائنا الذين هم جزء منا؟ كثير من الأبناء اتجهوا إلى السرقة بسبب بخل آبائهم عليهم. فالأب البخيل يخلق مشكلة لأنه لا يريد أن يصرف على أبنائه ويلبي احتياجاتهم. إذا كان الأب بهذه الصورة فهل أبناؤه سيتحملونه؟ بل إن بعض الأبناء فشل في دراسته وابتعد عن المدرسة بسبب بخل أبيه وحاول أن يعمل ويعتمد على نفسه لكنه في الوقت نفسه خسر التعليم ولم يكمل، وهذا كله بسبب والده وبخله عليه فلماذا يكون الأب بخيلا على أبنائه بل على نفسه وزوجته إذا طلبت منه شيئا فهناك اليوم في مجتمعنا للأسف الشديد بعض الأزواج لا يلبون طلبات زوجاتهم وهم أصحاب رواتب حتى إن بعضهم من الذين عقد قرانهم وهم في أثناء الخطوبة ومن الشرع أن يتحمل كل المسئولية، وعليه أن يدفع شهريا مبلغا من المال ولو بسيطا لزوجته حسب راتبه الشهري في أثناء الخطوبة، وهناك بعض الآباء لا يريد أن ينفق في سبيل الله وهو بعيد عن كل المساعدات بل انه يبتعد عن الناس خوفا من أن يجد أحدا يلومه لأنه بخيل على أبنائه وزوجته ومجتمعه.

حميد أحمد الدرازي

العدد 119 - الخميس 02 يناير 2003م الموافق 28 شوال 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً