العدد 1277 - الأحد 05 مارس 2006م الموافق 04 صفر 1427هـ

تأسيس الاتحاد المغربي: ذكرى بأية حالٍ عدتِ يا ذكرى؟

المصطفى العسري comments [at] alwasatnews.com

أحيا المغاربيون الذكرى 17 لتأسيس اتحاد المغرب العربي في أجواء متفائلة يحدوهم الأمل في أن تتحقق هذه السنة أمانيهم في الوحدة المتعثرة منذ 1957، تاريخ انعقاد مؤتمر طنجة للأحزاب المغاربية، فمنذ فصل فرنسا لموريتانيا عن التراب المغربي مروراً بحرب الرمال بين المغرب والجزائر 1963، وحرب الصحراء بعد المسيرة الخضراء وتبني الجزائر لطرح جبهة البوليساريو، وصولاً إلى تأسيس اتحاد المغرب العربي بعد قمتي زيرالدا الجزائرية 1988 وقمة مراكش فبراير 1989 تاريخ إرساء معاهدة إنشاء اتحاد المغرب، ظل الحلم المغاربي يراود مواطني هذه المنطقة.

هذا العام يحتفي المغاربيون بوحدتهم المأمولة وسط مجموعة متغيرات يمكن وسمها بالإيجابية. فالعام 2005 شهد ردم الفجوة «إلى حد ما» بين الغريمين التقليديين المغرب والجزائر، التي كانت بدايتها مع القمة العربية في الجزائر، عندما عقد الرئيس بوتفليقة مباحثات جد معمقة مع ضيفه المغربي محمد السادس في أولى زيارة للجزائر، التي كانت الأطول من بين باقي كل القادة العرب، ليتوج التقارب بإعلان الجزائر إلغاء تأشيرة الدخول على المغاربة بعد أن سبقها المغرب إلى ذلك بأشهر، ليبقى الملف العالق فتح حدودهما المغلقة منذ 1994، ما شجع ظهور المافيات بالمنطقة الحدودية من تهريب للنفط والمخدرات والغذاء والبشر أيضاً.

ومن أبرز المتغيرات، الإطاحة بنظام معاوية ولد الطايع الذي كان بمثابة حجر عثرة أمام استئناف العمل المغاربي بعد اعترافه بـ «إسرائيل» دون استشارة دول الاتحاد، ما أثار حفيظة الرئيس القدافي ليسارع بعد ذلك إلى تبني مجموعة من العمليات الانقلابية التي كان مآلها الفشل قبل أن ينجح آخرها في أغسطس الماضي، ما يعني أن إحدى موانع انطلاقة عمل الاتحاد المغاربي قد أطيح بها.

ومع تعيين وزير الخارجية التونسي الحبيب بن يحيى الذي قاد الدبلوماسية التونسية 10 سنوات، أعلن بمجرد وصوله الرباط مقر الاتحاد بأنه سيعمل لانتشال «الحلم المغاربي» من وحل المشكلات، ليجوب بعدها عدداً من العواصم المغاربية لبحث دفع المنظومة المغاربية إلى الأمام، آخرها لقاءه العقيد أعل ولد فالفي نواكشوط.

من بين الأسباب التي يبني عليها المغاربيون آمالهم، الضغوط الأميركية والأوروبية لتفعيل الاتحاد، باعتبار أن الانقسام والتباين في السياسات باتا يهددان المصالح الغربية في المنطقة، على رأسها عدم وجود سياسة مغاربية موحدة لمواجهة الجماعات الإرهابية في الصحراء الكبرى، التي قد يجدها تنظيم القاعدة مرتعاً خصباً لتوجيه ضربات للغرب، مستغلاً شبكات تهجير البشر عبر مضيق جبل طارق، أو مهاجمة البوارج الأميركية التي تعبر المضيق. كما أن الاتحاد الأوربي له شركات مع كل من المغرب والجزائر وتونس، ومن مصلحته التعامل مع المغرب العربي كجهة مفاوضة واحدة.

على ان أم المشكلات التي تعيق مسيرة الاتحاد، يبقى نزاع الصحراء، الذي من المنتظر أن يتفاعل خلال الأيام المقبلة بفعل خرق البوليساريو المدعومة جزائرياً للحدود المغربية، إذ تشهد المنطقة بين الجدار الأمني المغربي والحدود الجزائرية احتفالات تؤرخ للذكرى الثلاثين لتأسيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية باعتبار المنطقة أراضٍ «صحراوية محررة»، وهو ما احتجت عليه الرباط في رسالة وجهتها إلى مجلس الأمن، باعتبار أن قواتها هي التي أفرغت المنطقة لتسهيل عمل بعثة مراقبة وقف إطلاق النار في الصحراء الغربية (المينورسو).

على أي... ففي ذكرى تأسيس الاتحاد المغاربي لا يسع المرء إلا التفاؤل بالخير لاستئناف عمل الاتحاد وعقد القمة المغاربية في أقرب الأوقات... وكل عام وشعوبنا المغاربية بخير

العدد 1277 - الأحد 05 مارس 2006م الموافق 04 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً