العدد 1309 - الخميس 06 أبريل 2006م الموافق 07 ربيع الاول 1427هـ

هل يودع الإيطاليون برلسكوني؟

في فيلم «التمساح» الذي حقق أعلى الإيرادات في شبابيك تذاكر دور السينما في إيطاليا في الآونة الأخيرة أقدم أنصار رئيس الوزراء سيلفيو بيرلسكوني على أعمال عنف وشغب ضد القضاة الذين كانوا قد أدانوه لتوهم باتهامات تتعلق بالفساد. وفي مسرحية تحمل اسم «وداعا برلسكوني» التي تعرض حاليا في ألمانيا يتم اختطاف رئيس الوزراء واحتجازه رهينة ثم يمثل للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم ضد الايطاليين.

بيد أنه ستتاح للناخبين الايطاليين طريقة أكثر تقليدية لإصدار حكمهم على رئيس الوزراء (69 عاما) وعلى حكومة يمين الوسط التي يرأسها وذلك عندما يتوجهون إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات العامة التي ستجرى يومي 9 و10 من الشهر الجاري. واستنادا إلى ما حدث إبان الحملة الانتخابية فإن المرء قد يلتمس العذر للمراقبين أحيانا فيما يتعلق بخلط الحقيقة بالخيال. وكادت المعركة الانتخابية تتحول إلى ما يشبه المسرحية الهزلية هذا الأسبوع عندما نعت إمبراطور الإعلام الذي تحول إلى عالم السياسة الأشخاص الذين لن يصوتوا له بأنهم «كوجليوني» وهي كلمة إيطالية تعني «أنذال». ولكن في الوقت الذي أثار فيه هذا السباب الهمجي غير المألوف الكثير من صيحات السخرية إلا أن معلقين جادين فسروه بأنه علامة على أن رئيس الوزراء بدأ يفقد أعصابه وخصوصا أنه راح يشم رائحة الهزيمة. إذ إن رئيس وزراء إيطاليا الذي يحلو له أن يجهر بآرائه خسر كل الانتخابات سواء المحلية أو الأوروبية التي أجريت منذ فوزه المفاجئ في انتخابات العام 2001 كما أنه خرج خاسرا في استطلاعات الرأي التي نشرت في الأسبوع الماضي قبيل التعتيم الإعلامي الذي يسبق الانتخابات اذ أشارت هذه الاستطلاعات إلى أنه تراجع بنسبة تراوحت من 5,3 إلى 5 في المئة عن رومانو برودي مرشح تحالف يسار الوسط. وفي حين حذر المحللون من أن ما يصل إلى ربع الناخبين لم يحزموا أمرهم بعد ومن ثم فإنهم قادرون على ترجيح كفة أي من المرشحين فإنهم يعتقدون أيضا وفي مقدمتهم لورينزو كودوجنو من البنك الاميركي في لندن أن فرص برودي تبدو جيدة. إلى ذلك كتب كودوجنو في أحدث تقرير اقتصادي له يقول «نزيد من احتمال فوز يسار الوسط بنسبة 75 في المئة والذي يتضمن احتمالا بنسبة 5 في المئة لفوز ساحق يحققه يسار الوسط». والحقيقة أن الأسباب التي تكمن وراء فوز محتمل لبرودي لها علاقة بتراجع شعبية برلسكوني التي باتت دوافعه واضحة بما يكفي. فالأداء الاقتصادي لايطاليا كان مخيبا للآمال خلال السنوات الخمس الماضية. وأنحى برلسكوني باللائمة لهذا الوضع السيئ الذي آل إليه رابع أكبر اقتصاد في أوروبا على جملة من العوامل الخارجية من بينها تفجيرات 11 سبتمبر/ أيلول في الولايات المتحدة. كما أنه سعى للدفاع عن سجل حكومته قائلا «ما من أحد كان بوسعه أن يحقق نتائج أفضل من ذلك في ظل هذه الظروف»

العدد 1309 - الخميس 06 أبريل 2006م الموافق 07 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً