العدد 1309 - الخميس 06 أبريل 2006م الموافق 07 ربيع الاول 1427هـ

التجنيس الرياضي... ما له وماعليه

الرياضة قضية (2/1)... صفحة أسبوعية في كل جمعة

ينشر «الوسط الرياضي» أولى حلقات «التجنيس الرياضي» الذي أصبح عرفاً سائداً عند الدول المتقدمة، فتحت أبوابها أمامه، ودفعت المبالغ الطائلة من أجل الاستفادة منه، ولم «تخجل» أن يكون أبطالها الرياضيون من أصل جنسيات أخرى! ولكن التجنيس الرياضي في مجتمعنا مازال حديث العهد وتداوله يحتاج إلى أنظمة وقوانين تحكمه حتى لا يصبح وبالاً على الرياضة البحرينية. لذلك فإن «الوسط الرياضي» يطرح هذه القضية المهمة التي خصص لها أربع حلقات في الشهر من أجل التعرف على آراء القارئ الكريم من خلال تقديم الرؤى وأهمية النظر الثاقبة. لذلك فإننا في انتظار المزيد من الاراء لطرحها في الاسبوع المقبل عبر هذه الصفحة، علماً بأن ذلك سيكون من خلال ارسال ارائهم على شكل رسالة بالبريد العادي مع ضرورة ذكر الاسم الثلاثي - والاسم المستعار ان اراد - ورقم الهاتف ورفقها بصورة شخصية. أو ارسالها بالبريد الالكتروني على عنوان الملحق. علماً بأنه تم رصد جائزة عبارة عن كوبون مشتريات بقيمة 50 ديناراً مقدمة من «الماراثون للألبسة الرياضية» الكائن في بناية الهاشمي - جدحفص - وذلك إلى القارئ الذي سيقدم عرضاً متكاملاً للقضية ويتناولها من جميع الجوانب.


التجنيس استخفاف واستهتار بعقل الشارع الرياضي البحريني!

قضية التجنيس الرياضي ليست وليدة اللحظة، بل هي قضية وظاهرة أصبحت حتى وقتنا الحاضر مأخذ شد وجذب بين معارض ومؤيد وبين منتقد ومدافع وخصوصاً في بلداننا العربية وفي بلدنا العزيز تحديداً.

في بلدنا العزيز أخذت هذه الظاهرة تبرز أكثر بمشاهد مختلفة ومتعددة وإن ما يحدث في البحرين للأسف الشديد من تجنيس للرياضيين الأجانب من أفارقة وعرب هو في حقيقة الأمر أمر خطير ومقلق ومرفوض من غالبية الشارع الرياضي البحريني الواعي والمثقف وإن منطق الواقع المعاش يخالف منطق الأخلاق الرفيع.

عندما يقوم المسئولون بالتجنيس الرياضي فهو يعد بذلك تهميشاً للرياضي البحريني ونسف إبداعاته وطموحاته وضربها عرض الحائط، وإلا بماذا يفسر غير ذلك؟ ألا يفسر تهميشاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى بدلا من تشجيعه وتحفيزه وتطويره وإعداده بدنيا وذهنيا! أين ذهبت طواقم التدريب والتأهيل المحلية التي من شأنها أن تخلق الأبطال الرياضيين، إذ ما توافرت لهم سبل تحقيق النجاحات؟ وأين الكوادر والمسئولون الذين عليهم إعداد أرضية وقاعدة صلبة رياضية من أجل المستقبل؟

رئيس الفيفا جوزيف بلاتر قام بوضع ضوابط عدة لمواجهة أمر التجنيس الرياضي ومشروعاته التي أخذت تضرب بها الدول بكل قوة في محافل رياضية مختلفة، فلقد حدد بلاتر معايير مهمة لمنح الجنسية للرياضي من بينها:

ـ أن يكون اللاعب مولودا في البلد المعني.

ـ أن يكون جده أو جدته ولدا في البلد المعني.

ـ أن يكون والده أو والدته ولدا في البلد المعني.

ولو تطرقنا إلى هذه المعايير على سبيل المثال لا الحصر ووضعناها على طاولة الواقع الرياضي البحريني لأصابت القارئ الدهشة والعجب وللنظر إلى المجنسين الرياضيين في ألعاب القوى لوجدناهم إنهم قد استجلبوا من دول افريقية من كينيا وأثيوبيا لا تربطهم أي صلة لا من بعيد ولا من قريب بالوطن! ثم لن يستطيع عربي أن يحصل على الجنسية الأميركية لمجرد انه لاعب محترف أبداً. وكذلك الحال بالنسبة إلى فرنسا أو ألمانيا أو حتى بريطانيا التي تستلزم جنسيتها الموافقة من مجلس اللوردات الانجليزي.

فرحتي مختلفة عندما يتحقق الإنجاز على يد أبناء جلدتي !

نعم، وأقولها بكل شفافية، فأنا أفرح كثيرا وتعتريني الغبطة والسرور عندما أشاهد أبناء وطني في المحافل المختلفة وبإمكاناتهم المحدودة والمتواضعة ومع قلة الدعم والداعم يبرزون ويحققون الصعب، فكم سررت بإنجاز المنتخب في كأس آسيا الأخيرة في الصين وبإنجاز علاء وسالمين وطلال، وكم أكون سعيدا بانجازات الأبطال في كمال الأجسام أمثال صباح والفرساني وإنجازات ألعاب القوى كرقية الغسرة وإنجازات أبطال الجولف وإنجازات الأندية في مشاركاتها الخارجية الخليجية في نادي النجمة والنصر والمحرق. وسبب الفرحة هذه كلها إنهم بحرينيون (صناعة بحرينية 100 في المئة) وليسوا مستوردين من اثيوبيا أو كينيا أو المغرب من أجل رفع راية العلم هنا وهناك وسبب الفرحة أيضا إنهم ليسوا أجانب لا نعرف عنهم شيئا ولا يعرفون عن الوطن شيئا نعم فالفرق شتان أن يحمل العلم البحريني أبناء جلدتي وأن يحمله مجنس لا يمت للوطن بصلة إطلاقا. القفز على الرياضي البحريني على حساب مجنس رياضي أسلوب ديكتاتوري يولّد الإحباط!

قد يتساءل البعض لماذا يسارع المسئولون في القفز وتعدي الرياضي البحريني برياضي يتم تجنيسه وإحلاله مكانه ولماذا هذه الطريقة في التعامل؟

الإجابة يمكن طرحها من باب عدم الثقة في إمكانات الرياضي البحريني وصعوبة مجاراته للرياضيين الآخرين أو إن تحقيق البطولات بواسطتهم (أي المجنسون) أسهل الطرق وأسرعها من إعداد لاعبين محليين وتطويرهم الذي قد يأخذ سنوات! ولكن هذا لا يمكن أن يقنعنا أو يمكن أن نصنفه على انه تبرير منطقي حتى يتم تخطي الوطن بأشخاص من خارج الوطن لتمثيل الوطن في لعبة رياضية وهناك اتحادات محلية مسئولة عن إعداد وتأهيل وتطوير الكوادر المحلية من لبناتها الأساسية حتى تنضج الثمرة. أما أن يخرج علينا المسئولون بهكذا تبريرات فإن ذلك مدعاة للفشل والاستهزاء ودليل على فشلهم في تحقيق النمو والتطور الرياضي المناط بأدوارهم الإدارية. كم هو فعلا أمر مؤسف عندما تسمع أن رياضياً بحرينياً تم تجاوزه برياضي أجنبي والكل يشهد لذلك الرياضي ببراعته ومهارته في مجال رياضته.

ألا يعد هذا ضرب من التهميش لنفسية هذا الرياضي وجعله يصارع نفسه حتى تتحطم وتبور والتي من الأولى رعايتها والمحافظة عليها وتربيتها حتى تبرز وتنضج فلا يتم الاستعانة والاستعاضة بأجانب تكسر من الهمم الرياضية المحلية ويقال لاحقا إن «عذاري تسقي البعيد وتخلي القريب».


علي: المجنس لايحمل حب الوطن والولاء

ظاهرة التجنيس الرياضي انتشرت بشكل مخيف في الوسط الرياضي وفي معظم دول العالم، فأصبحت الدول العظمى (الأوروبية) تسعى إلى فرض التجنيس الرياضي قبل الدول الصغرى.

هذه الظاهرة موجودة في عالم الكرة منذ أزل بعيد، ولكن كانت سابقا محكومة بـأسس ونظم تنظم هذه العملية ولا تجعلها اجتهادات أو مصالح فردية، وهناك نجوم كثيرة بزغ نجمهم عندما لعبوا مع منتخبات كونهم مجنسين وأشهر هؤلاء النجوم الأسطورة دي ستيفانو لعب ثلاث مرات في كأس العالم وفي كل مرة مع منتخب مختلف، إذ لعب مع منتخبات الأرجنتين والمجر وإسبانيا.

أما المنتخب الفرنسي الفائز بكأس العالم 98 وكأس القارات وكأس أوروبا في إنجاز غير مسبوق فكان لاعبو الفريق يمثلون 97 في المئة من المجنسين أمثال الأرجنتيني تريزيغيه والجزائري زين الدين زيدان و السنغالي فييرا وديساييه وتروام والقائمة تطول. كما أن المنتخب البرتغالي قام بتجنيس لاعب برشلونة الاسباني البرازيلي ديكو.

من خلال النتائج الإيجابية التي حققتها هذه الدول مع لاعبيها المجنسين حاولت الدول العربية والخليجية وخصوصاً السير بمثل هذه الخطى، ولكن للأسف من دون حدود أو ضوابط، فقامت هذه الدول بالتجنيس العشوائي من دون أي مقاييس، علماً بأن اللاعب المجنس لا يحمل في قلبه حب الوطن ولا الولاء، فالفوز عنده بمثابة الخسارة ولا يفرق عنه شيء، بينما المواطن الأصلي سيلعب أولاً وأخيراً من أجل الوطن ورفع اسمه عالياً في المحافل الرياضية، ما ستكون عنده روح فدائية وقتالية، وهذا ما يحتاجه اللاعب المتكامل، كما أن الفوز إذا تحقق بسواعد أبناء الوطن سيكون له مذاق آخر مليئة بالفخر والاعتزاز، فهناك تجنيس إعلاني أو مصالح شخصية يحققها البعض من وراء تجنيس أحد اللاعبين.

علي أحمد علي


شريدة: التجنيس ضرورة ملحة

أعتقد أن عملية التجنيس الرياضي أصبحت ضرورة ملحة، وخصوصا اننا نعيش في وسط رياضي يستعجل تحقيق الانجازات ولا يصبر عليها وعندما نلاحظ الضغوط الإعلامية الكبيرة والمطالبات الجماهيرية المتزايدة لإحراز النتائج السريعة، فإننا سندرك أن الاعتماد على رعاية اللاعبين المحليين لن تكفي وحدها لتحقيق طموحات الجماهير والإعلام، بل ان المنطق يحتم استقدام لاعبين لهم سمعتهم ويمتلكون من المقدرة ما يؤهلهم لنيل شرف تمثيل مملكة البحرين جنبا إلى جنب مع أبناء الوطن.

يوسف شريدة

لاعب المنتخب الوطني لكرة القدم سابقاً


مريم: السلة أكثر الرياضات احتياجاً إلى المجنسين

تعتبر رياضة كرة السلة من أكثر الرياضات التي تحتاج إلى لاعبين مجنسين، وذلك في ضوء حاجة السلة البحرينية إلى لاعبين طوال القامة، إذ نعلم جيدا أن اللاعب الطويل يشكل ركناً أساسيا من أركان الفريق السلاوي، وأعتقد أن اتحاد كرة السلة لديه نوايا ايجابية في هذا الشأن ويجب على أندية اللعبة أن تساند خطط الاتحاد في هذا السياق وألا تنظر إلى المسألة في عيون الشك والريبة في ظل اتفاق الجميع على نهوض كرة السلة البحرينية والوصول بها إلى شواطئ النجاح والتوفيق.

مريم إبراهيم (سترة)


لطيفة: لماذا لا نطبق التجربة التونسية؟

أرى أنه من باب أولى أن يتم تجنيس اللاعب للمنتخب وليس للنادي وذلك على غرار منتخب تونس الذي استفاد من تجنيس اللاعبين البرازيليين دوس سانتوس وخوسيه كلايتون، الأمر الذي انعكس إيجابيا على مسيرة المنتخب من خلال تحقيقه لنتائج ايجابية في الفترة الأخيرة، إذ استطاع المنتخب التونسي ان يبلغ كأس العالم ثلاث مرات متتالية، وحقق لقب بطولة كأس الأمم الإفريقية للمرة الأولى في تاريخه.

وأعتقد أن التجربة التونسية ستكون قابلة للتطبيق هنا في البحرين إذا ما توافرت الإمكانات المطلوبة لاستقدام لاعبين على سوية عالية.

لطيفة عبدالواحد المالكي


رضا:التجنيس يجب أن يكون على حاجة المنتخبات

بالإشارة إلى قضية التجنيس الرياضي... ما له وما عليه... أعتقد أن هذه القضية أخذت الكثير من البحث والتداول في الوسط الرياضي وأعتقد أنه يجب أن نتعامل مع هذه القضية تعاملا هادئا وندرس إيجابياتها ونعمل على تعزيزها ونرصد سلبياتها ونحاول تلافيها للوصول إلى أكبر قدر من الفائدة ونحقق الأهداف المرجوة من استقدام لاعبين من الخارج لتمثيل منتخباتنا الوطنية.

أعتقد أن الرياضة البحرينية تعاني حاليا من مشكلة نقص المواهب، إذ باتت الحاجة ملحة إلى استقدام لاعبين من الخارج يساهمون في تحقيق الطموحات المرجوة من خلال رفع المستوى الفني العام وزيادة حظوظ المنتخبات في إحراز النتائج الإيجابية مثلما حصل في رياضة ألعاب القوى التي وصلت إلى العالمية بفضل استقدام لاعبين من طراز رفيع على غرار البطل رشيد رمزي.

كما أنني أؤكد ضرورة أن تكون عملية التجنيس الرياضي مبنية على دراسات متكاملة وترتكز على حاجة المنتخبات الرياضية لوجود هؤلاء اللاعبين.

رضا علي

مدرب فريق النصر للكرة الطائرة


عائشة: التجنيس له انعكاساته الإيجابية على اللاعب البحريني

هناك فائدة إيجابية للتجنيس الرياضي تتعلق في أن استقدام اللاعبين من الخارج لا تنحصر إيجابياتهم في تحقيق انجازات شخصية للاعب المجنس، بل تتجاوزه إلى انعكاسات ايجابية على اللاعب المحلي الذي يستفيد بلاشك من احتكاكه مع اللاعب المجنس صاحب الإمكانات العالمية. كما أنه يحاول بشتى الطرق إثبات قدرته على تحقيق انجازات مشابهة لإنجازات اللاعب المجنس، وإذا ما نظرنا إلى ألعاب القوى البحرينية فإننا سنجد أن لاعبين كثيرين ساروا على طريق الانجاز مثل سالم ناصر، محمد سند، محمد يوسف الذين استفادوا كثيراً من وجودهم إلى جانب لاعبين أصحاب إمكانات كثيرة.

عائشة عبدالقادر

العدد 1309 - الخميس 06 أبريل 2006م الموافق 07 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً