العدد 1378 - الأربعاء 14 يونيو 2006م الموافق 17 جمادى الأولى 1427هـ

علي التاجر في غربته

تقي محمد البحارنة comments [at] alwasatnews.com

شاعر وكاتب بحريني

التقيت بعلي التاجر حينما كنت سفيراً في مصر العام - . وقد مكث في القاهرة ما يناهز ستة اشهر فقد تم تعيينه مسئولاً في دائرة الوثائق والمخطوطات في أبوظبي وسافر الى بعض الدول العربية ثم الى القاهرة في مهمة جمع الوثائق والمعلومات عن الخليج من إدارة المخطوطات والوثائق في مصر وكان آنذاك معنياً بالحملة المصرية على الحجاز والجزيرة العربية والخليج العربي بقيادة إبراهيم باشا. وزرته بعد ذلك في مكتبه بدار الوثائق والمخطوطات في أبوظبي في مجال متابعة اهتمامي بتاريخ البرتغاليين في البحرين - وكانت الزيارة مناسبة للاستفسار عن كتابه (الموسوعة) عن القرصنة، واطلعني على استكمال فصول جديدة من الكتاب الذي لم يكمل تأليفه بعد.

ولعل من حسنات اشتغاله هناك انه وجد ضالته من المراجع التاريخية والوثائق فعكف عليها ليكتب هذه المرة مقالات يدفع بها الاتهامات عن البحار العربي العماني (ابن ماجد) ونفى بانه قاد الحملة البرتغالية بقيادة (البوكرك) الى ابواب الهند والخليج. وكان من حصاد هذا الاهتمام ما يأتي:

- القى محاضرة عنوانها «مناقشات حول ابن ماجد» في مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية في أبوظبي - نوفمبر/ تشرين الثاني .

- ألف كتابا عن الصراع العربي البرتغالي في المحيط الهندي في مطلع القرن السادس عشر تم نشره من قبل الامانة العامة للمراكز والهيئات العلمية المهتمة بدراسات الخليج والجزيرة العربية (الكتاب السنوي الثانوي) وتم طبعة على نفقة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني - (أمير دولة قطر).

- كتب سلسلة مقالات مطولة عن الربان احمد بن ماجد نشرتها مجلة «العرب» الشهرية - دار اليمامة - الرياض.

ثم استقال علي التاجر من عمله في دار المخطوطات والوثائق في أبوظبي ربما بسبب خلاف في الرأي مع الإدارة العليا بما هو معروف عنه من تمسكه برأيه وبموقفه المبدئي.

وهكذا عاد الى منزله في دبي في الثمانينات واستقر عاكفاً على ما بين يديه من مشروعات ابحاث ودراسات، يتخلل اوقاته اليومية سويعات ينزل فيها الى السوق في مكتب صديق ودود هو عبدالنبي الحاج محمد آل رحمه، إذ يمارس احب هواياته في النقاش والاحتجاج رغم شعوره بافتقاد المثقفين الانداد الذين كان يحاورهم في البحرين.

وكنت في ترددي غير المنتظم على دبي، احرص دائماً على زيارته والجلوس معه والسؤال عن اخباره وآخر مستجداته في البحث. وفي احدى المرات سألته عن كتابه (القرصنة) فأجاب: علمه عند الله، وانه يتقدم فيه ببطء بسبب عدم توافر المراجع التوثيقية اللازمة... ثم رجاني ان أساعده في التحقيق في امر غريب لا علاقة له بأبحاثه... لكنه اصر على أهميته، الا وهو الحصول على شاهد كبير السن يعترف بانه رأى بأم عينيه جبلاً صغيراً جنوبي المستشفى الأميركي في منطقة يسميها ساكنوها في المنامة بفريق «السنكي» .

وعلى مدى ثلاث أو اربع سنوات كنت افتش له عن شخص يشهد بوجود ذلك الجبل الصغير - إذ كان علي يتصل بي تلفونيا ليذكرني بالموضوع. وقد قدمت له عدداً من الشهود المعمرين وكان يرفضهم الواحد تلو الآخر... حتى تطوع ابراهيم العريض بشهادته بهذا الخصوص... فرفض علي شهادة العريض مدعيا ان موضوع جبلة (السنكي) هو قبل مجيء العريض للبحرين «فكيف استطيع قبول شهادته»... وهكذا اوقفت تحرياتي بين (زعل) العريض لعدم قبول شهادته، وبين احباط علي التاجر من عدم انجاز مهمتي... وبين الغموض الذي يحيط بهذه الشهادة.

وسألته في زيارة اخرى عن موعد انتهائه من تحقيق كتاب والده المرحوم محمد علي التاجر عن تاريخ البحرين. وهو كتاب كثرت الاشارة اليه في الصحف والمراجع والاشادة بقيمته باعتبار انه يسد فراغا كبيراً في المسكوت عنه من تاريخ البحرين وكان جواب علي ان كتاب والده على شهرته يعتريه النقص في التوثيق وان والده ترك فراغات كثيرة عن معلومات وتواريخ كان يريد التوثق منها ولم يفعل ذلك. والمصادر التي اعتمد عليها والده غير متوافرة لديه... لهذا فهو يرفض ان يصدر الكتاب على صورته الحالية من دون اكمال التحقيق... ولكن كتاب والده اختطف ونشر على علاته، وربما اعتبر علي ذلك نوعاً من «القرصنة» الادبية

إقرأ أيضا لـ "تقي محمد البحارنة"

العدد 1378 - الأربعاء 14 يونيو 2006م الموافق 17 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً