العدد 1401 - الجمعة 07 يوليو 2006م الموافق 10 جمادى الآخرة 1427هـ

القضايا السورية في توليدو

فايز سارة comments [at] alwasatnews.com

.

للوهلة الأولى، تبدو توليدو الاسبانية بعيدة كل البعد عن دمشق، لكن في المقاييس والتقديرات الشخصية، قد تنقلب الصورة، فتتغير النظرة، وخصوصاً في ظروف معينة، في لحظة محددة، وهذا شعور شخصي رافقني، وأنا أعيش ثلاثة أيام للمرة الأولى في هذه المدينة الصغيرة المليئة بالحياة.

كانت الزيارة بدعوة من مركز توليدو العالمي للسلام الذي يشرف عليه الدبلوماسي الاسباني ايميلو كسينلو تحت عنوان «الديمقراطية والمجتمع المدني في سورية»، وهذه قضية، انشغلت بها فعاليات ثقافية ومدنية وسياسية سورية على مدار السنوات الست الماضية بنشاط، وشهدت نقاشات وخطوات اجرائية وعملية هدفها تطوير المجتمع المدني والسعي إلى التحول الديمقراطي.

وتجاوز أمر حضور قضية الديمقراطية والمجتمع المدني الى حضور الأشخاص في توليدو، حيث غالبية الحضور كان من السوريين المنشغلين بالشأن العام وبالمستقبل السوري، وقد اعتاد معظمهم اللقاء بين وقت وآخر، والتحاور باستمرار في شئون سورية مختلفة، ولم يضف آخرون على المجموعة السورية مثل الدكتور جورج عيراني والاستاذ الجامعي في اكسفورد نديم شحادة واسبان منهم الاستاذة في جامعة مدريد المستقلة خيمة مارتينيز، إلا مزيداً من التفاصيل المدققة في موضوع النقاش سواء في طبيعته السورية، أم في اتصاله بالشأن السوري، ومن هذا المنظور يمكن النظر إلى مشاركة عدد من قادة مرحلة التحول الديمقراطي في اسبانيا، وقد كان بينهم نقولا سارتوس، والبيرتو اليرت، وخوسيه سارغوما، والتي اجتازت اسبانيا من خلالها مرحلة دكتاتورية جسدها حكم الجنرال فرانكو إلى المرحلة الديمقراطية التي تعيشها اسبانيا اليوم، والتي غيرت كل شيء في اسبانيا تقريباً.

وحديث القادة الاسبان كان بمثابة باب يفتح نحو تحولات ديمقراطية في سورية من شأنها أن تبدل وتغيير حياة السوريين ومصائرهم المستقبلية، وقد يكون من المهم الاشارة إلى أن الأمر في مطلق الأحوال، لم يكن في اطار استنساخ التجربة الاسبانية الماضية في تجربة سورية مستقبلية، بمقدار ما كان محاولة لمقاربة روح وإرادة التغيير والتحول الديمقراطي الاسباني.

وكان ثمة قضية تكاد تكون أم القضايا السورية، وهي قضية العلاقات السورية - اللبنانية، وقد جرى حوار فيها، لكن الأهم في حضورها تجاوز أجواء النقاش بين السوريين واللبنانيين الحاضرين الى تلك الروح التي اشاعتها مقولة الدكتور عيراني «كلنا سوريون» مشفوعة بروح انسانية لاحدود لها، ترسم مايمكن ان نطمح إليه في قضية العلاقات السورية - اللبنانية، التي ذهب بعض السوريين الى السجن، وجرى طرد آخرين من اعمالهم، إثر توقيع بيان مشترك من مثقفين سوريين ولبنانيين، يطالبون فيه بوضع أسس جديدة لعلاقات أفضل بين سورية ولبنان.

وسورية القضايا والاشخاص في توليدو، جعلت من أجواء توليدو وكأنها في دمشق، وثمة عوامل مهمة في حضور جو كهذا، لايتصل بالوسط الجغرافي الذي يكاد يكون متماثلاً بين دمشق وتوليدو، بل يتعداه الى عوامل حضارية وثقافية، تربط مباشرة أو بصورة غير مباشرة بين المدينتين، حيث الكثير من المعالم العمرانية المتشابهه سواء في القديم الموروث، أم في الحديث المعاصر، حيث حضرت قضايا السياسة السورية في توليدو، كان حضورها قوياً، لكنها ولأسباب متداخلة ومتعددة، ما لبثت ان وجدت عوامل اعطت لهذا القضايا ابعاداً اخرى، فجعلت القضايا والأشخاص، وكأنهم في دمشق

العدد 1401 - الجمعة 07 يوليو 2006م الموافق 10 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً