العدد 1407 - الخميس 13 يوليو 2006م الموافق 16 جمادى الآخرة 1427هـ

دمشق بين عبء الدور الإقليمي والحفاظ على الأمن الوطني

فايز سارة comments [at] alwasatnews.com

.

تبدو دمشق اليوم في موقع شديد الالتباس، فمن جهة هي مقصد أطراف سياسية اقليمية ودولية، هدفها طلب مساعدة دمشق لمعالجة بعض الأوضاع المتفجرة في المنطقة على نحو ما يحدث في فلسطين ولبنان، إذ تتصاعد المواجهات بين الإسرائيليين وكل من الفلسطينيين واللبنانيين، ومن الجهة الأخرى، تبدو دمشق طرفاً فيما يحدث، وكان ذلك بمثابة اتهامات مباشرة من جانب «إسرائيل» والولايات المتحدة، اللتين تربطان بين ما قامت به حركة حماس في الأراضي الفلسطينية وما قام به حزب الله اللبناني ضد الإسرائيليين في الآونة الأخيرة، بالاستناد إلى العلاقات الوثيقة التي تربط الطرفين الفلسطيني واللبناني بسورية.

بين هذين المستويين، وفي نقطة ما على المسافة الفاصلة بين نظرتين لموقع سورية ووضعها اليوم، يبدو الموقف السوري. ولهذا تبدو دمشق بين استعادة دور إقليمي، واستعداد للدفاع عن الذات، وفي الأول تستقبل شخصيات سياسية عربية وأجنبية بينهم وزير الخارجية المصري ومبعوثان عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إضافة إلى وفد روسي وآخر إيراني يرأسه مسئول ملف إيران النووي علي لاريجاني. وهذا مضاف إلى حركة اتصالات بين دمشق وعدد من العواصم، كان بينها اتصال من الرئيس المصري حسني مبارك وآخر من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، وسط دعوات وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس دمشق أن «تستخدم نفوذها» لتهدئة الأوضاع المتفجرة.

أما في المستوى الثاني، فإن العاصمة السورية، تبدو مشغولة ومنشغلة بما يجري من باب ما تمثله التهديدات الاسرائيلية - الاميركية، التي حملت دمشق المسئولية عما يجري لجهة علاقاتها القوية والوثيقة بكل من حركة حماس الفلسطينية من جهة، وحزب الله اللبناني من جهة أخرى، وكلاهما في خندق تصعيد المواجهات طبقاً للاتهامات الاسرائيلية - الأميركية، الأمر الذي استدعى من جهة الطرفين توجيه تهديدات إلى سورية، كان آخرها، تصريح الرئيس الأميركي جورج بوش بضرورة معاقبة سورية.

وإذ إن الوضع على درجة كبيرة من التعقيد بالنسبة إلى سورية سواء لجهة قيامها بدور إقليمي تحافظ فيه على نفوذها وخصوصاً في الصلة مع حركة حماس وحزب الله، وعلى أمنها في مواجهة التهديدات الاسرائيلية الأميركية، فإنها تسعى إلى تأكيد استقلالية قراري حركة حماس وحزب الله، وهو ما عبر عنه نائب الرئيس السوري فاروق الشرع في تصريح قال فيه إن «القول الفصل هو للمقاومة في فلسطين وجنوب لبنان، وهم يقررون ماذا يفعلون ولماذا». وهذا يترافق مع جهد سوري أساسه الاستعداد لاحتمالات مواجهة من خلال العمل على استنهاض القدرات والطاقات السورية السياسية والعسكرية.

في ضوء التعقيد المحيط وفي ظل تداخلات الموقف السوري، ثمة التباسات بشأن الاحتمالات التي سيتطور في ضوئها الموقف السوري خلال الأيام القليلة المقبلة، فإذا ظل الضغط الاسرائيلي مستمراً ومتصاعداً على الفلسطينيين واللبنانيين، قد لا تطرأ تطورات مهمة على مواقف دمشق إزاء الأوضاع الراهنة، لكن إذا نفذت «إسرائيل» والولايات المتحدة تهديداتها ضد سورية، فمن الصعب تقدير المسارات التي ستتبعها دمشق، وخصوصاً في ظل أوضاع إقليمية ودولية لا تساعد سورية من الناحية السياسية، وفي ضوء وجود اختلالات في موازين القوة العسكرية بينها وبين «إسرائيل» لمصلحة الأخيرة التي تحظى بدعم ومساندة غير محدودين من جانب الولايات المتحدة

العدد 1407 - الخميس 13 يوليو 2006م الموافق 16 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً