العدد 1432 - الإثنين 07 أغسطس 2006م الموافق 12 رجب 1427هـ

السوريون يدعمون لبنان ويتناقشون بشأن حزب الله

فايز سارة comments [at] alwasatnews.com

.

يمكن بوضوح رؤية أعلام حزب الله ترفرف على عدد كبير من سيارات الأجرة ذات الألوان الصفراء المنتشرة في شوارع دمشق، وهذه الظاهرة تتكرر أيضاً على بعض السيارات الخاصة والسيارات الشاحنة الصغيرة، وهي حاضرة أيضاً على كثير من السيارات اللبنانية، وقد شاع وجودها في دمشق مجدداً بعد أن كاد وجودها يصبح نادراً في أعقاب التردي في العلاقات السورية - اللبنانية بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في فبراير/شباط 2005 والذي أعقبه انسحاب القوات والمخابرات السورية من لبنان.

وبالإضافة إلى انتشار أعلام حزب الله، فان صور الأمين العام للحزب السيدحسن نصرالله هي الأخرى حاضرة بقوة في العاصمة السورية، وبعض منها تجمع بين نصرالله والرئيس بشار الأسد، أو هي تجمع بين الرئيس بشار والرئيس الراحل حافظ الأسد ومعهما حسن نصرالله. وتجد هذه الصور مكاناً لها على النوافذ الخلفية للسيارات وعلى واجهات المحال التجارية، وبعض صور حسن نصرالله وعلم الحزب مطبوعة على قمصان الـ «تي شيرت» التي يرتديها الشبان، وقد أصبح ذلك بمثابة ظاهرة في دمشق.

وما هو موجود في دمشق من مؤشرات حضور حزب الله وزعيمه موجود أيضاً في مدن سورية أخرى، إلى درجة يمكن معها القول، ان ذلك يمثل ظاهرة سورية، أكثر مما يمثل ظاهرة موجودة في دمشق فقط.

ويقول احد الشبان، ان رفع علم حزب الله وصور زعيمه نصر الله، يندرج في إطار إعلان تأييد حزب الله في كفاحه ضد العدوان الإسرائيلي الواقع على لبنان، وهو يتضمن أيضاً التأييد للهجمات التي يشنها الحزب بالصواريخ على المدن والمستعمرات والأهداف العسكرية الاسرائيلية رداً على العدوان على لبنان. ويضيف الشاب «لقد قام حزب الله بما لم تقم به الجيوش العربية في تاريخ الصراع مع (إسرائيل) وهو يستحق الاحترام والتأييد».

وعلى رغم أن غالبية السوريين يؤكدون تضامنهم مع لبنان في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وهو موقف سوري تقليدي ضد «إسرائيل»، سبق وان تكرس في مسار الصراع العربي - الاسرائيلي، فإن بعض السوريين، ليسوا في مستوى عال من الحماس والتأييد لحزب الله وأمينه العام حسن نصرالله، والأمر في هذا يشوبه اختلاط المؤثرات، والتي قد يكون أهمها القول في ان عملية حزب الله في خطف جنديين إسرائيليين، ورطت لبنان في أن يصير عرضة للتدمير الواسع على أيدي العدو الاسرائيلي مع ما صاحب ذلك التدمير من قتل وجرح وتشريد اللبنانيين. وقد يكون التحفظ إزاء حزب الله مستنداً إلى العلاقة الوثيقة التي تربط الحزب مع إيران، وثمة تحولات في أوساط السوريين إزاء إيران في ضوء ما يرشح من مواقف لها في العراق، وتدخلها في الصراعات الجارية هناك.

والتحفظات في الشارع السوري حيال حزب الله وبعض سياساته ومواقفه، تكاد تكون محصورة في أوساط العاملين في مجال العمل العام ولاسيما في المجال السياسي، ما يعطي هذه التحفظات طابعاً نخبوياً وليس شعبياً، لكن ذلك لا يعني، انه ليست هناك ملاحظات على حزب الله ومواقفه في الأوساط الشعبية، لكنها تحفظات مضمرة وغارقة في سيل تضامن السوريين مع اللبنانيين حيال ما يشهدون من جرائم التدمير الاسرائيلية، التي يتابعونها على شاشات التلفزيون، أو من خلال تلمسهم أوضاع اللبنانيين الذين وصلوا إلى سورية والذين يقدر عددهم بأكثر من أربعمئة ألف نسمة توزعوا على مختلف المحافظات السورية.

وبخلاف بعض التقديرات القائلة إن اسفيناً دق في العلاقات السورية - اللبنانية بعد اغتيال الرئيس الحريري قبل عام ونصف العام، فان موقف السوريين من اللبنانيين وما يحدث في لبنان، يؤشر إلى أن العلاقات لا يمكن إلا أن تكون قوية وجيدة وخصوصاً في أيام المحن ومنها محنة العدوان الإسرائيلي على لبنان، والتعبيرات البسيطة على ذلك تظهر في الاستقبال الأخوي للبنانيين الذي تجاوز الموقف الرسمي ليأخذ شكل الموقف الشعبي، وهناك آلاف المتطوعين من الشباب السوريين المنضمين في جمعية الهلال الأحمر وجماعات أهلية، إضافة إلى عاملين في مؤسسات خاصة وأشخاص عاديين انخرطوا في عمليات مساعدة اللبنانيين من تأمين النقل إلى توفير أماكن الإقامة والاحتياجات العائلية والشخصية للقادمين. وقال أحد المتطوعين، يواجهنا عجز أحياناً عن استيعاب ما يقدمه المتبرعون من مواد وسلع ما يضطرنا إلى نقلها إلى أماكن أخرى.

وتشمل المساعدة التي يعمل السوريون على تأمينها في الظروف الحالية إضافة إلى مساعدة القادمين إلى سورية، إرسال مساعدات عينية إلى لبنان، وقبل أن يتم تدمير الطريق الدولي الذي يصل دمشق ببيروت قبل أيام، تم إرسال شاحنات تحمل أدوية وأغذية لإغاثة المناطق اللبنانية التي تعرضت للعدوان، وللمناطق التي لجأ إليها اللبنانيون الهاربون من الوحشية الاسرائيلية. وهناك تأكيدات من مصادر متعددة، ان هذا النسق من المساعدات السورية سيتم استئنافه فور إصلاح الطرق الدولية بين سورية ولبنان، وقال أحد العاملين في مجال الإغاثة، لدينا إمكانات كبيرة يمكن أن تساعد اللبنانيين في تجاوز الظروف التي خلفها العدوان

العدد 1432 - الإثنين 07 أغسطس 2006م الموافق 12 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً