العدد 1604 - الجمعة 26 يناير 2007م الموافق 07 محرم 1428هـ

فبه يضيق القبر!

عرف الزمان على مداه رجالا

لا ترتضي غير الخلود مآلا

فإذا دنت آجالها لا تنحني

لهوى الفناء وتقهر الآجالا

فكأنما نذر الممات بشائر

أو تهنئات كالندى تتوالى

الموت يلبسها الحياة بحلة

تسمو على حلل الحرير جمالا

تلك الرجال إذا دنا ميعادها

أبدا تمد إلى القلوب حبالا

خلقت لتحيا في الصدور منابعا

تسقي الضمائر والنفوس زلالا

تلك الرجال على اللحود تغلبت

وتغلغلت بين الضلوع وصالا

تلك الرجال أبت حياة عمرها

سبعون إن ذا العمر دام وطالا

تلك الرجال عوالم لا تنتهي

ولها هو الجمري كان مثالا

صنع الحياة فهل يجول الموت في

شريانه ويعطل الأوصالا

أيموت من بعث الحياة بأمة،

وأطاح من أرقابها الأغلالا؟

أيموت من شغلته أنات الورى

عن نفسه فتجرع الأهوالا؟

أيموت من أمضى الليالي مفردا

ولمطلب الإصلاح صال وجالا؟

أيموت من سكن السجون بشيبة

بين القيود ليصلح الأحوالا؟

أيموت من في سبته بذلت له

مهج ولم تخشَ دما وقتالا؟

أيموت من في معصميه حمرة الـ

ـقيد الثقيل تخالها خلخالا؟

أيموت من وجع السنين أحاله

جبلا أشم يعلم الأبطالا؟

أيموت من لبس النضال عباءة

روى بها ظمأ الحشود زلالا؟

أيموت من لبس المعزة عمة

تأبى الخنوع وترفض الإذلالا؟

أيموت من أحيا الحياة بأنفس

شربت كؤوس المر والأوجالا؟

أوما أقام الموت عند فراشه

زمنا فطال به المقام وطالا؟

خجلا رعيد الموت من سكناته

ماذا بقي إن منه سل ونالا؟

خجلا أينزع روحه وهي التي

كانت على رأس الضعيف ظلالا؟

خجلا أيوقف قلبه وبنبضه

يتلو الكتاب ويعقد الآمالا

خجلا أيغمض عينه وبعمقها

غيث على بحر البطولة سالا؟

خجلا أيربط بالزؤام لسانه

ولكم به قول الحقيقة قالا؟

خجلا أيطمر سمعه وبأذنه

صوت الكرامة والإباء تعالى؟

حتى وإن للموت مد ذراعه

وعليه طير الموت حط ومالا

حتى وإن في القبر غيب شخصه

وعليه أكوام التراب أهالا

لا لن تموت مواقف قد شرفت

أرض الخلود «أرادوسا» و «أوالا»

حفرت له البحرين بين ضلوعها

قبرا وأقبل أهلها إقبالا

نثروا الورود عليه وهي ندية

بالدمع ساعة أعولوا إعوالا

صعقت من النبأ الأليم أضالعا

ولها الشجى والحزن صار منالا

زحفت لتشييع الوداع مواكب

من كل فج بالأسى تتوالى

حتى التقته بالسواد مبرقعا

في ليلة ندب الهلال هلالا

أشجى القلوب مشيعا والعمة الـ

ــبيضاء فوق فؤاده تتلالا

كالشمس في ليل بهيم أشرقت

لتتوج الحشد الغفير جلالا

وتخط بالنور البهي رسالة

لتنور الأجيال والأجيالا

إن الجميل أبا جميل لم يمت

وجماله يهب الجمال جمالا

حي بأفئدة الألوف ولم يزل

يزداد في عين الكمال كمالا

فبه يضيق القبر كيف لحفرة؟

عجبا تضم من الكنوز جبالا

عقيل ميرز

العدد 1604 - الجمعة 26 يناير 2007م الموافق 07 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً