العدد 1612 - السبت 03 فبراير 2007م الموافق 15 محرم 1428هـ

مونرو: على إيران أن تفي بالتزاماتها الدولية بشأن مشروعها النووي

في حديث مع السفير الأميركي في المنامة:

منذ زمن والولايات المتحدة الأميركية تريد ضرب إيران على رغم وجود أكثر من حجة... فلماذا لم تفعل؟ ماالذي يوقف الأميركان عن ضرب الإيرانيين؟ وهل المسألة مختلفة مقارنة مع جيرانهم العرب؟ «الملحق السياسي» تحدث مع سفير الولايات المتحدة الأميركية في المنامة ويليام مونرو الذي قال: إنه لا توجد أية مصلحة لبلاده في إثارة الطائفية بالمنطقة العربية ولاسيما بالخليج موضحا بان واشنطن تأمل بأن تلعب إيران دورا إيجابيا في عدم التصعيد بما يعود لصالح المنطقة وخصوصا العراق.

بينما نفى مونرو في أن يكون لزيادة القطع البحرية الأميركية في الخليج في الآونة الأخيرة علاقة بضرب إيران، مشيرا إلى أن التحركات الحالية تؤكد التزام واشنطن بمكافحة العنف وتقليل مستواه ضمن مساعدتها للحكومة العراقية. وهذا نص الحديث:

§ وجه الداعية، الشيخ يوسف القرضاوي، انتقادات حادة إلى إيران واتهمها بمحاولة نشر المذهب الشيعي في بلدان سنية في افتتاح مؤتمر بالدوحة حول الحوار بين المذاهب الإسلامية. هناك من يتهم حكومة واشنطن في تأجيج الفتنة الطائفية في المنطقة العربية لصالح كفة «إسرائيل». ما هو ردكم على ذلك؟

- ليس للولايات المتحدة الأميركية أية مصلحة إطلاقا في إثارة الطائفية في المنطقة العربية، ونعلم جيدا مخاطر الطائفية على الوضع العراقي خصوصا والعربي عامة. إن سياستنا في العراق استهدفت الحد من الطائفية، ولذلك طلبنا من الحكومة العراقية أن تواجه الميليشيات التي تنطلق على أساس طائفي، وشجعنا الحكومة العراقية على إشراك جميع فئات المجتمع. إننا نعلم أن ازدياد الطائفية العراقية قد يؤدي إلى توتر طائفي في المناطق المجاورة، وهو ما نسعى إلى تحاشي حدوثه. أمام بالنسبة لإيران، فنحن طبعا قلقون بشأن الدور الذي تلعبه إيران في زيادة التوتر الطائفي في العراق، ونحن مصممون على الوقوف في وجه الإمدادات الإيرانية للمتطرفين في العراق. ونأمل أن تلعب إيران دورا إيجابيا في العراق والمنطقة، ولا تساهم في إذكاء الصراع الطائفي.

§ زيادة عدد القطع البحرية وحاملات الطائرات في الخليج إلى زيادة عدد الجنود وجولة غيتس... هل هذه مؤشرات بقرب توجيه ضربة عسكرية ضد إيران؟ وإلا فما معنى وجود هذا التأهب والمناورات العسكرية في الخليج؟

- إن الأمثلة التي تذكرينها، بما في ذلك زيادة عدد الجنود الأميركيين في العراق وإضافة مجموعة بحرية عسكرية، وزيارة وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إلى المنطقة لا تؤشر نحو القيام بعمل عسكري ضد إيران في الوقت الحالي إطلاقا. وقد قال وزير الدفاع إلى الصحافيين عندما كان في البحرين إن هذه التحركات ليست مقدمة لضرب إيران. ولكن كل هذه التحركات تؤكد التزام أميركا بمساعدة الحكومة العراقية لمكافحة العنف وتقليل مستواه، لكي يتمكن العراق من تحقيق التوافق، إعادة البناء، وهيكلة الاقتصاد، وتحسين مستوى المعيشة للعراقيين، كما تؤكد هذه التحركات على أن الولايات المتحدة ملتزمة بتحقيق وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. وكما قال جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أخيرا ،فإن الولايات المتحدة تلعب دورا إيجابيا وبناء منذ فترة طويلة بهدف تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

قلق دولي لا أميركي

إيران اليوم تتحدى قرار مجلس الأمن بعدم الاكتراث بسبب نشاطها النووي بينما هناك «إسرائيل» التي أعلنت حديثا على لسان رئيس وزرائها بحيازتها للأسلحة النووية ،وهي الدولة الأخرى التي تمتلك النووي أيضا ومع ذلك فلم يكن هناك أي موقف يصدر لا من مجلس الأمن ولا من واشنطن... كيف تردون على ذلك؟ أم أن هناك مصالح تحكم في إصدار عقوبات في حال حدثت على هذا البلد أو ذاك؟

- ما يقلقنا بصورة خاصة فيما يتعلق بإيران في هذه الفترة بالذات، إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد وثقت بأنه في السنوات الماضية خدعت حكومة إيران الوكالة الدولية بشأن ضبط البرامج الدولية، وعليه ،فإننا نتساءل لماذا خدعت إيران المجتمع الدولي... كما أن كل جيران إيران في المنطقة يوافقون المجتمع الدولي على أن التسلح النووي الإيراني يمثل مصدر عدم استقرار وخطرا على أمن المنطقة. وهذا ليس قلقا أميركيا فقط، إنما هو قلق دولي كما يدل على ذلك الإجماع في مجلس الأمن ومن خلال إصدار قرار يرتبط بالفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة الذي يفسح الطريق للحصار فالمجتمع الدولي يعي أن البرنامج النووي الإيراني يمثل خطرا على الجميع.

§ لماذا شهدت الفترة الأخيرة حوارات استراتيجية أميركية إسرائيلية بشكل لم يحدث من قبل، وهل هذا له علاقة باستراتيجية تجاه إيران والعراق ومكافحة الإرهاب؟

- لاعلم لي بالاجتماع الاستراتيجي الذي تتحدثين عنه، ولكنني أخالف قولك إن الأميركان والإسرائيليين لم ينسقوا استراتيجيا خلال السنوات الماضية. فكما هو معروف أن «إسرائيل» وأميركا لديهما علاقات وثيقة منذ سنوات طويلة، ونتحاور دائما في القضايا الاستراتيجية وهو أمر ليس جديدا. ولكن ما هو جديد هو أننا بدأنا حوارا استراتيجيا مع دول الخليج، ولدينا علاقات ممتازة وقوية مع جميع دول مجلس التعاون ونأمل في استمرار التحاور حول القضايا الاستراتيجية في المنطقة.

استراتيجية بوش

تحول العراق إلى محطة للإرهابيين ويدفع حتى الأميركان ثمنا باهظا بوجودهم في هذا البلد إذ بلغ عدد ممن قتلوا حتى الآن 3200 جندي بحسب ما اعلنه الجيش الأميركي ؛الأمر الذي بدا يثير تساؤلات في الأوساط الأميركية عن مدى مصداقية حكومة الرئيس جورج بوش (الابن) واستمرارها خصوصا في ظل سلسلة الاستقالات التي طرأت في الآونة الأخيرة. ما تعليقكم على ذلك؟

- إن الهدف في العراق هو خلق دولة مستقرة وآمنة وموحدة وديمقراطية لحكم يشمل الجميع في العراق، ويراعي احتياجات جميع العراقيين من دون أن يكون هذا الحكم مصدر تهديد لجيرانه، وليس قاعدة للإرهابيين، وليس هناك شك بأن الفترة الحالية صعبة ومكلفة، ولكن ليس لدينا شك بأن ما نقوم به أمر مهم ويجب الاستمرار فيه من اجل تحقيق الهدف. فالعاقبة للفشل ستكون وخيمة على العراقيين وعلى المنطقة والعالم اجمع. واعترافا بتغير الظروف في العراق، خصوصا أن العنف الطائفي ازداد وأصبح المصدر الرئيسي لتهديد استقرار العراق أعلن الرئيس جورج بوش استراتيجية جديدة تشتمل على مبادرات عسكرية وسياسية واقتصادية. وكما قال في خطبته بشأن «حال الاتحاد» أن هذه الخطة تتطلب الكثير من الحكومة العراقية المنتخبة وتعطي قواتنا في العراق التعزيزات التي تحتاجها لإكمال مهمتها. وصحيح أن الخطة لها من ينتقدها في أميركا، ولكن الصحيح أيضا أن الرئيس بوش ملتزم بتنفيذ هذه الاستراتيجية كما أكد ذلك بنفسه.

ضربة إيران

§ استراتيجية بوش الجديدة لقت ترحيبا من دول عربية وأخرى بلا... هل الدول العربية التي رحبت تنوي خلق تحالف أميركي عسكري في حال ضرب إيران؟ وهل تعتقدون في حال حدث ذلك هل سترد إيران في المقابل على القواعد العسكرية الموجودة في دول مجلس التعاون الخليجي؟

- إن سؤالك يركز على احتمال توجيه ضربة عسكرية لإيران، وهذا خطأ. التركيز يجب أن يكون على أساس الحاجة والرغبة لخلق جبهة موحدة لإقناع إيران بأن عليها أن تبتعد عن سياسات تؤدي إلى عدم استقرار المنطقة، وإن على إيران أن تتوقف عن إثارة العنف الطائفي في العراق، وإن على إيران أن تفي بكل التزاماتها الدولية التي تشمل قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن مشروعها النووي والتزامات كل الدول بعدم مساندة الإرهاب وعدم مساندة العنف. الولايات المتحدة تريد أن تعمل مع أصدقائها وحلفائها في المنطقة وفي المجتمع الدولي الأوسع على قناع إيران باتخاذ الخطوات التي ستصب لصالح إيران وشعبها أيضا.

العدد 1612 - السبت 03 فبراير 2007م الموافق 15 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً