العدد 1612 - السبت 03 فبراير 2007م الموافق 15 محرم 1428هـ

آخر جسور الثقة

آخر جسور الثقة بين الإيرانيين والسعوديين انتهت. الرسائل السياسية السعودية الأخيرة تصب في هذا السياق. ويبدو - الهيرو الجديد - نجاد جادا في أن رغبته مواجهة الغول الأميركي وحده، لا شريك له.

القطار النووي الإيراني اليوم يمر في منعطفه الأخير، وإما إن يجتاز الإيرانيون منعطفهم أو أن يرضخوا ببرنامجهم النووي قسرا. وما بين الرضوخ الطوعي لطهران والمكوث في «المراوحة» و «الأخذ والرد» تبقى البوارج الأميركية تبحر في اتجاه الخليج العربي. وفي السابق، لم تعودنا واشنطن على أن نفهم ابحار بوارجها الحربية بوصفه «نزهة بحرية».

الإيرانيون بدأوا إدراك الأزمة، وحاولوا الاستعانة بوساطة سعودية كان لها أن تكون مجدية لو كانت في وقت مبكر. اليوم، وفي ظل الأوضاع المضطربة في العراق تبدو الرياض بعيدة عن طهران بالقدر الذي تحتاجه واشنطن بالضبط.

الأبعد من هذا. يبدو الأميركيون - الجمهوريون - في عجلة من أمرهم لحلحلة الملف الإيراني. الديمقراطيون - الممتعضون ما يجري في العراق - لا يرسلون رسائل سلبية تجاه تصريحات البيت الأبيض عن فرص الضربة الجوية القادمة أيضا. الديمقراطيون - ويحق لهم ذلك - يأملون في تسلُم البيت الأبيض «نظيفا» من المشكلة النووية الإيرانية. كما أن إهانتهم من قبل الإيرانيين فيما يتعلق برهائنهم الذين سلموا لـ «ريغان» مازالت تحفر ذاكرتهم جيدا. عبر أي حال من الأحوال، سيكون إنهاء الطموح النووي الإيراني - مهما بلغت كلفته - أفضل ما يختتم به الجمهوريون دورتهم الرئاسية الحالية.

الذي يقلق فعلا هو صعوبة تقدير ردة الفعل الإيرانية. بين الاكتفاء بمناوشات في الخليج العربي أو الوصول بنيرانهم صوب دول الخليج العربية. وهو ما قد يكون منعطفا خطيرا في المنطقة، وقد يصل بالأمور إلى نوع من الفوضى التي تفوق تبعاتها تبعات الملف العراقي بمراحل.

الدول العربية، والخليجية تحديدا لا تملك الولوج في صراع الخليج النووي إلا بصفة الدول القلقة من امتدادات أية أزمة عسكرية قد تنتهي عليها الأمور هنا. والإيرانيون الذين نجحوا على ما يبدو في الفترات الماضية في طمأنة دول الخليج حيال برنامجها النووي يشهدون اليوم انقلابا واضحا في المواقف الخليجية. ويأتي توقيع الكويت للاتفاق الأمني مع «الناتو» ضمن مبادرة اسطنبول والتصريحات السعودية الأخيرة لتصب في سياق تأكيد أن جسور الثقة تضعضعت مع اقتراب ساعة الحسم، وأن طهران ستكون وحيدة في ساعة الصفر. فهل يدرك أحمدي نجاد ذلك؟

العدد 1612 - السبت 03 فبراير 2007م الموافق 15 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً