العدد 1615 - الثلثاء 06 فبراير 2007م الموافق 18 محرم 1428هـ

حرب مارس القادمة

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

كتب جون كيل في افتتاحية «يو إس أيه توداي» يوم أمس (الثلثاء): «التأييد هو الطريق الأمثل، إذا خذلنا الرئيس بوش فسنخذل أنفسنا». وبالنسبة إلينا، أعتقد أن تصديق الأمر هو الطريق الأمثل؛ لأننا إن لم نصدق الأمر، فسيَصْدُق الرئيس الأميركي مع الأميركيين فيما يزعم القيام به هنا.

من الصعب أن تلقي بثقلك في توقع ضربة عسكرية في تاريخ ما. الأكثر من ذلك هو أن تكون - وأنت في موقع التوقع - معرضا لانعكاسات هذه الضربة العسكرية. التوقيت: «مارس/ آذار» بحسب أكثر التقارير الاستراتيجية الأميركية. طرفاها: الولايات المتحدة باتجاه أكثر من 1500 موقع استراتيجي على إيران. الهدف: إنهاء قدرات/ طموح/ تطلعات إيران النووية واللانووية معا.

بالغ المراقبون السياسيون - قبل أن تبدأ حرب تحرير العراق - في اعتبار ما كان يجري في مياه الخليج أنه مجرد أدوات ضغط «اعتيادية»، وأن حربا على العراق لن «تقع». وكذلك هي الحال اليوم، إشارات الحرب تلوح في الأفق وتبعاتها الإقليمية - المخطط لها - تستعر، ومازلنا بعيدين عن مستوى الحدث تماما، على رغم أننا على ما يبدو نستعد جيدا - من دون أن ندري - لتفعيل تبعات الحرب، التي ستكون امتدادات طائفية تخنق دول الخليج كافة.

هل تعتزم وزارة الدفاع الأميركية ترتيب «نزهة بحرية» لبوارجها الحربية في الخليج؟ ولماذا تدعّم بوارجها بسلسلة من كاسحات الألغام التي تقترب من مضيق هرمز؟ ولماذا تنتشر سيناريوهات الضربة العسكرية في الصحف الأميركية وتقارير مراكز الدراسات والبحوث؟ يبدو الرئيس الأميركي (بوش) مصرا على المضي قدما في خياره «العسكري» تجاه الملف الإيراني بعد أن فشلت - أو تكاد تفشل - دبلوماسية كوندو «القاسية».

تدرك طهران اليوم أن فرص تعرضها لضربة عسكرية قاصمة للظهر باتت وشيكة. لذلك، حركت العاصمة الإيرانية ترسانتيها الدبلوماسيتين السابقتين عبر خطي «رفسنجاني» و «خاتمي» إلا أن الوقت لم يعد يسعفها أكثر مما كان. فالردود السعودية لم تكن «إيجابية»، وهي التي كانت بالأمس «الحليف الأقوى» في الخليج العربي.

تشير معظم التقارير الأميركية إلى أن الضربة العسكرية - المتوقعة - ستكون في النصف الثاني من مارس المقبل. هذه الضربة الجوية «المكثفة» و «المكلفة» أعلن الرئيس الأميركي تحمّل تبعاتها في سبيل أن تتحمّل الولايات المتحدة تبعات «إيران نووية». وتشير التقارير إلى أن العراق أولا، والبحرين والكويت والسعودية والإمارات وقطر ثانيا ستكون جميعا الدول معنية بتحمّل تبعات هذه الضرب سواء أكانت بطريقة مباشرة أم غير مباشرة. أما ما تبقى بأيدينا، فهو أن ننتظر ونحسب «الكلفة» التي سيدفعها الجميع.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1615 - الثلثاء 06 فبراير 2007م الموافق 18 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً