العدد 1627 - الأحد 18 فبراير 2007م الموافق 30 محرم 1428هـ

الفلسطينيون يتهمون واشنطن بوضع العقبات أمام حكومة الوحدة

رايس تلتقي عباس... وأولمرت يؤكد وجود تطابق مع واشنطن بشأن شروط «الرباعية»

الأراضي المحتلة - أ ف ب، د ب أ 

18 فبراير 2007

اتهم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبدربه الولايات المتحدة الأميركية بوضع العقبات أمام تشكيل حكومة الوحدة الوطنية والبدء في عملية سياسية لتحقيق السلام في المنطقة.

وقال عبدربه - في تصريح لقناة «الجزيرة» مساء أمس (الأحد) - إن «وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أبلغت الرئيس محمود عباس أبومازن خلال لقائهما في وقت سابق أمس تحفظ إدارة بلادها عن بعض النقاط السياسية الواردة في اتفاق مكة، إلا أن أبومازن أكد تمسكه بهذا الاتفاق وأن الفلسطينيين ماضون في تنفيذه كاملا».

وتساءل عبدربه عن الهدف من وضع الولايات المتحدة الأميركية العقبات أمام الفلسطينيين طالما أنها تريد عملية سياسية جدية وحل المشكلات العالقة في طريق هذه العملية؟

وأكد أن اتفاق مكة خطوة كبيرة للأمام ويتماشى مع اتجاه قبول الشرعية الدولية، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق جعل أبومازن وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية العنوان السياسي الذي يجب أن يتعامل معه الجميع. وأضاف أنه «إذا ما كان هناك تحفظ أميركي عن أن اتفاق مكة ليس فيه وضوح كافٍ، فإنه يمكن تجاوز هذا الأمر عبر التحاور بشأنه في المستقبل». وشدد على ضرورة إطلاق العملية السياسية والبحث مع الإسرائيليين في كيفية استئناف هذه العملية والوصول إلى رؤية تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة وحل المشكلات العالقة.

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية أجرت محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أمس بعد لقائها الرئيس الفلسطيني في محاولة للإعداد للقمة الثلاثية التي ستجمعها بالرجلين اليوم (الإثنين)، إلا أنه بدا أن الكثير من العقبات تقف في وجه المبادرة الأميركية للسلام.

وأثار رئيس الوزراء الإسرائيلي غضب الفلسطينيين بإعلانه أن الرئيس الأميركي جورج بوش وعده أن واشنطن لن تتعامل مع حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية القادمة على رغم محاولات الرئيس محمود عباس. واحتجاجا على ذلك؛ ألغى الفلسطينيون خطة أولية بعقد مؤتمر صحافي مشترك كان من المتوقع أن يعقده عباس ورايس بعد اجتماعهما الذي استمر ساعتين في رام الله، طبقا لمسئولين أميركيين. وبعد الاجتماع توجهت رايس مباشرة إلى القدس لبدء محادثاتها مع أولمرت.

وكانت رايس وصفت الاجتماع الثلاثي بأنه انطلاقة المبادرة الأميركية التي طال انتظارها لإحياء المفاوضات بشأن اتفاق سلام وإقامة الدولة الفلسطينية. إلا أنها أشارت إلى الصعوبات التي تواجهها في بدء محادثات السلام وذلك في تصريحات للصحافيين قبل لقائها عباس وقالت: «يقال لي: إن هذه لحظة معقدة (...) لكني قلت: إذا كان عليّ انتظار لحظة غير معقدة للقدوم إلى الشرق الأوسط، فإني لن استقل الطائرة أبدا». وقلل عباس كذلك من توقعاته لنتائج اللقاء الثلاثي. وقال: «إن هدف هذا الاجتماع استكشاف آفاق السلام عموما».

وتهدد الخلافات - وخصوصا على الموقف من حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية المستقبلية - إلى تقويض الجهود الدبلوماسية الأميركية. ويؤكد عباس أن اتفاق مكة يفي بشروط الغرب. وأنه يتعين على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الآن استئناف المساعدات للسلطة الفلسطينية التي قطعت منذ تولي حركة «حماس» السلطة في مارس/ آذار الماضي بعد فوزها في الانتخابات في يناير/ كانون الثاني 2006. إلا أن أولمرت قال أثناء الاجتماع الأسبوعي للحكومة أمس إنه تلقى تعهدا من واشنطن أنها لن تعترف بحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية الجديدة التي يعكف رئيس الوزراء المكلف إسماعيل هنية على تشكيلها. وأضاف أن «(إسرائيل) لن تتعاون مع حكومة فلسطينية لا تعترف بشروط (الرباعية)».

وأكد أولمرت أنه «بالنسبة إلى هذه النقطة، إن موقفنا متطابق تماما مع الموقف الأميركي، والمحادثة التي جرت مع الرئيس بوش تثبت ذلك»، في إشارة إلى سلسلة المحادثات الهاتفية التي سبقت زيارة رايس. ورفضت رايس حتى الآن أخذ جانب أي من الطرفين علنا.

وواصل رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف إسماعيل هنية مشاوراته في غزة وأمامه مهلة خمسة أسابيع لتشكيل الفريق الحكومي الذي سيضم تسعة وزراء من «حماس» وستة من «فتح». وقال هنية للصحافيين: «نحن نقف إلى جانب الرئيس لحماية الاتفاق ومواجهة الضغوط الخارجية، سواء أكان من الإدارة الأميركية أم غيرها، والتي تسعى إلى إعادة عقارب الزمن إلى الوراء وإبقاء الساحة الفلسطينية في حال من الاضطراب الداخلي».

العدد 1627 - الأحد 18 فبراير 2007م الموافق 30 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً