العدد 1627 - الأحد 18 فبراير 2007م الموافق 30 محرم 1428هـ

الصناعة العسكرية الروسية في انتعاش لكنها تحتاج لتحديث

يشهد القطاع العسكري الصناعي الروسي الذي يشرف عليه الخليفة المحتمل للرئيس سيرغي إيفانوف، انتعاشا بفضل صادرات الأسلحة التي سجلت أرقاما قياسية لكنه لا يزال يحتاج لتحديث مؤلم ليستجيب لطموحات الكرملين.

وتمت ترقية إيفانوف ليشغل منصب النائب الأول لرئيس الوزراء وكلف بالمجمع الصناعي العسكري من أجل «إعطاء الاقتصاد الروسي طابعا تحديثيا من خلال الجمع بين قدرات المجمع العسكري الصناعي وقدرات القطاع المدني» على ما قال بوتين. وبعد تحرره من متاعبه في وزارة الدفاع إذ كان منهمكا أكثر بالأمور السياسية سيتمكن إيفانوف الآن من التركيز على قطاع عملاق مغر كان يشرف عليه أصلا ويملك طاقات هائلة.

ولفت الخبير في مركز التحليل للاستراتيجيات والتكنولوجيات في موسكو قسطنطين ماكينكو إلى أن «مشكلات الصناعة العسكرية أقل بالتأكيد من مشكلات الجيش وتسجل اتجاهات إيجابية، فتصدير الأسلحة في ارتفاع (ستة مليارات دولار في 2006) وكذلك طلبيات الدولة». وقال إنه من «المنطقي» بالنسبة لروسيا التي ورثت من الاتحاد السوفيتي «الصناعة الأكثر عسكرة في العالم» أن تركز على التحديث في هذا القطاع.

وتوقع بيتر ويسن الخبير الاقتصادي في مصرف «إم دي إم» ان «ذلك قد يكون ممكنا على المدى الطويل لكنه سيكون في غاية الصعوبة. لن نرى في أي حال أي إشارة مهمة للتنوع قبل الانتخابات الرئاسية في 2008». وفي الوقت الحاضر تدعم الدولة الروسية المجمع العسكري الصناعي من خلال طلبياتها من المعدات والتجهيزات التي «لا يحتاج لها» الجيش «حكما» على ما قال ويستن.

وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي في العام 1991 لم يخضع القطاع الذي يبقى قطاعا عملاقا لأي عمليات لإعادة هيكلته. «فهناك مصانع عديدة منهارة وينبغي الكثير من الاستثمارات بعد 15 سنة من الإهمال» كما قال من مركز الإعلام بشأن الدفاع إيفان سافرانتشوك ، مؤكدا على «وجوب اتخاذ قرارات مؤلمة» في هذا المجال.

في مجمل الأحوال يشك كثيرون في أن يأتي التحديث أولا من المجمع العسكري الصناعي ويراهنون بالأحرى على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وكذلك على شراكات بين القطاعين العام والخاص، مشيرين إلى أن القطاع العسكري ما زال مغلقا بإحكام.

ويلفت المحللون في هذا الخصوص إلى عدم كفاية الاستثمارات المباشرة الروسية أو الأجنبية في روسيا، مقارنة مع دول أخرى ناشئة في آسيا أو أميركا اللاتينية ويدعون إلى مزيد من الجهود الخاصة في مجال البحث التنموي. وأشار الخبير في مؤسسة «كارنيجي» ديمتري ترينين إلى أن «في ذهنية الموظفين الروس فإن التكنولوجيات العالية ترتبط دوما بالصناعة الدفاعية لكن مثال الهند يثبت إن النجاح يمكن أن يكون في مكان آخر... يجب على الدولة أن تغير موقفها من الإعمال خصوصا الصغيرة والمتوسطة».

وقال إن القطاع العسكري الصناعي ينبغي أن يتعاون مع الشركات الغربية الكبرى مثل «بوينغ» لتطوير تكنولوجيات حساسة. لكن ذلك لا يبدو أمرا محتملا في منطق المسئولين عن القطاع. وأوضح مثال على ذلك هو وكالة «روسوبوروناكسبورت» لتصدير الأسلحة التي تتطلع مثلها مثل مجموعة «غازبروم» العملاقة إلى «اجتياح أكثر ما يمكن من الأراضي واحتكار العائدات» على ما قال ديمتري ترينين.

وسيطرت «روسوروناكسبورت» على 41 في المئة من المجموعة الروسية «ف اس إم بي أو افيسما» المنتج الأول لمعدن التيتان في العام في العام 2006. كما استعاد الكرملين أيضا من خلال «روسوبوروناكسبورت» السيطرة على إدارة المؤسسة الأولى لصناعة السيارات الروسية «افتوفاز» ويبدو إنه يستهدف عددا متزايدا من القطاعات مما يثير قلق الأوساط الاقتصادية الروسية.

العدد 1627 - الأحد 18 فبراير 2007م الموافق 30 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً