العدد 1632 - الجمعة 23 فبراير 2007م الموافق 05 صفر 1428هـ

فنانون: العشوائية والمحسوبية وراء قتل المواهب

لعبة «البيزنس» تحكم صناعة النجوم في مصر

لم تعد المقاييس الفنية التي تتناسب مع الزمن الماضي هي المقاييس ذاتها التي تناسب هذا العصر، بل صارت صناعة النجم مهنة متكاملة يتم فيها تركيب سيناريو متكامل لولادة نجم جديد وتصديره إلى الجمهور، وما يساعد على ذلك عدد القنوات الفضائية المنتشرة بشكل كبير، والتي تحتاج في كل ساعة الى تقديم ما هو جديد ويجذب الانتباه ويميزها عن قناة أخرى.

من هنا لم تعد الموهبة المقياس الأساسي لشهرة النجم، وصار العامل المادي إلى جانب المقاييس الجسدية عاملين أساسيين في صناعة نجم جديد، وفق قاعدة «البينزنس الفني» باعتبار أن الفن تجارة كما يراه الكثيرون.

يؤكد المخرج محسن أحمد أنه يوافق على تولي مهمة إخراج أغنية لأي مطرب شاب جديد «ولكن بشرط أن تعجبني الأغنية بداية من كلماتها وألحانها وأسلوب الأداء ولابد من مساندة الموهوبين من الجيل الجديد من الفنانين وأن ندعم المتميزين مع الاهتمام بضرورة الابتعاد عن العري، وعلى رغم أنه سلعة شديدة التسويق فإنني أتعمد الابتعاد عنه تماما، لأنني لا أحب هذا الأسلوب».

ويطالب محسن بضرورة وضع خطوط فاصلة بين كل القنوات الفضائية يتم من خلالها الاهتمام بالأصوات الغنائية المتميزة، ويرفض ما يطالب به البعض من منع عرض أغاني الفيديو كليب كلها لأن هذا التصرف سيقلل من ظهور وانتشار نجوم جدد في عالم الغناء.

ويضيف محسن «أؤيد ظاهرة اهتمام المطربين الجدد بتقديم فيديو كليب واحد في بداية مشوارهم الفني، لكنني ضد الفكرة لو خرجت عن الإطار الخاص بها، لأن الفكرة الجيدة تساعد الجيل الجديد من المطربين الشباب على الظهور من دون دفع مبالغ مالية كبيرة، ويجب ألا ننسى أننا في فترة من الفترات كنا نسأل عن السبب وراء ظهور عدد كبير من المطربين والمطربات في لبنان، وكنا نطالب بأن يظهر عندنا مطربون جدد كما يحدث في لبنان، حتى أن البعض كان يقول إنه يوجد في لبنان مطرب لكل مواطن! ولكن في الحقيقة وكل ما أقصده بكلامي هو ضرورة وجود ميثاق شرف يتم وضعه بين كل القنوات الفضائية عموما والفضائية الغنائية خصوصا والاتفاق على عدم عرض أي أغنية تخالف تقاليدنا وعاداتنا».

مرحلة انتقالية

أما المنتج السينمائي محمد البردويلي فيقول: «أوافق فورا على إنتاج فيلم لفنان أو فنانة غير معروفين، فليس من المهم أن يكون هذا الفنان قد سجل عملا فنيا كاملا وطرحه في الأسواق حتى أوافق على التعامل معه، والمقياس في قبولي أو رفضي هو اقتناعي بالعمل والممثل، والموضوع ليس مجرد «بيزنس»، بل هو فكر فني يتم تقديمه بأسلوب خاص، إننا نعيش الآن مرحلة انتقالية مهمة وكل شيء حولنا مفتوح ومتداخل وبالتالي يجب متابعة الموقف وهذا ما أفعله، والمهم في الموضوع أن أحب العمل الفني وأشعر به فلو كنت لا أشعر به لن أقبل إنتاجه لأنه لن يخرج بالشكل الذي أريده وأحبه».

لفت الانتباه

أما الفنان إبراهيم خان، فيرى أن «الفكرة لو قدمت بشكل راق وبعيدا عن الإسفاف ويكون الهدف منها مساعدة فنان متميز أو مطرب موهوب على الظهور، فهذا أمر جيد أو في المقابل أرفض تماما الفكرة لو قدمت بشكل مليء بالإثارة والعري، أو أن يكون الصوت رديئا، فالمهم هنا أن تكون الأغنية ذات كلمات والعمل السينمائي يحمل على عاتقه فكرا هادفا وجيدا يفيد الجميع، لدرجة أراها فرصة لأبناء الجيل الحالي للظهور وإبراز مواهبهم الفنية من دون إنفاق مبالغ مالية كبيرة لتقديم أنفسهم على الشاشات سواء الأرضية أو الفضائية».

ويرفض خان ما يذهب إليه البعض «بحيث يظهر العمل وهو يحمل في مقوماته أفكارا مختلفة تماما عن الفنان لأنه في هذه الحال يعد نوعا سخيفا من أنواع جذب الانتباه، وهذا شيء أرفضه تماما ولا أحب العمل من خلاله، فالحقيقة لو كان الفنان صاحب موهبة جميلة سأساعده فورا وسأقف بجانبه».

موهبة وقبول

أما الفنان شريف رمزي فيقول: «إن مقومات النجومية تكمن في الأسس التي يتم بناء عليها تصنيف هذه الشخصية بنجم، وأبرز هذه المقومات وجود قبول وموهبة... بالإضافة إلى الاستعداد النفسي، وطالما وجدت هذه الأشياء فمن السهل أن يحول الفرد إلى نجم، ولكي تكتمل هذه العملية الصعبة لابد من توافر منتج ومخرج لأنهما الراعي الرئيسي لنجاح العمل الفني عموما». ويضيف رمزي «ان فرصة كل من امتلك موهبة فنية اليوم أفضل من الأمس، وخير دليل على ذلك وجود الكثير من المدارس التي تهتم بالفنان منذ البداية وأبرزها: استوديو إعداد الممثل وستار أكاديمي ومعهد الفنون المسرحية وغيرها، ومن وجهة نظري أرى أن هذه المدارس لا تصنع نجوما، بل تصنع فنانين، فالنجومية تأتي من الجمهور وليس من المدرسة».

ويشير الفنان محمد نجاتي الى أن «صناعة النجم في مصر تحدث بطريقة عشوائية، العامل الرئيسي فيها هو الحظ، فالموهوبون كثيرون، فالحلقة المفقودة هي من يساندهم ويقف بجانبهم حتى تظهر هذه الموهبة إلى النور، لذلك أنصح كل من يمتلك الموهبة الجميلة ألا ييأس، ويذهب إلى المتخصصين، فالطريق مازال مفتوحا أمام الجميع، لذلك يجد الجميع أننا اليوم في جديد مستمر عن طريق المواهب الشابة والمسابقات التي تجرى من أجل اكتشاف المواهب الجديدة». ويؤكد الفنان حجاج عبدالعظيم «ان جميع الأفراد عاديون، فالحقيقة تكمن في وجود أفراد حباهم الله بالموهبة جعلتهم يتميزون عن غيرهم في الكثير من مجالات الإبداع الفني تمثيلا أو غناء، ومن هذا المنطلق يقومون بالبحث عن سبيل كي يظهروا ما بداخلهم أمام الجميع، وعلى سبيل المثال المطرب الذي يمتلك صوتا جميلا وعن طريق المصادفة يسمعه مخرج أو منتج، وعلى الفور يتولى أمر هذه الموهبة بقوة تؤهلها كي تكون في أقرب وقت نجما ساطعا. فالموضوع يكمن في التوفيق من عند الله سبحانه وتعالى». أما الفنان طلعت زين فيقول: «إن كلمة نجم، كلمة كبيرة لا ينالها الفرد إلا بعد تعب وجهد شديدين، فأي نجم فرض نفسه على الساحة الفنية بشكل أو بآخر يجب أن نتوقع أن هذا حدث عن طريق بذل المزيد من العناء بالإضافة إلى التوفيق من عند الله، يليه القبول، لذلك أرى أن الحظ هو سيد النجومية في عصرنا الحالي وفي ظل ظهور الكثير من الأفراد الذين يطلق عليهم الفنانون وهم في الأصل ليسوا فنانين ولا يمتلكون الموهبة، بل يمتلكون المادة فقط، لذلك أرى أن الإنسان الموهوب هو الوحيد الذي يستمر».

العدد 1632 - الجمعة 23 فبراير 2007م الموافق 05 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً