العدد 1632 - الجمعة 23 فبراير 2007م الموافق 05 صفر 1428هـ

مجمعات البحرين التجارية تسوق ووناسة وأشياء أخرى

64 % من النساء يتعرضن للمعاكسات وأصحاب الدراسات العليا لا يذهبون إليها

عالم مختلف. المجمعات التجارية في نتائج الاستبانة التي أجرتها «ألوان الوسط» أثبتت أنها عالم مغاير عما نعتقد. أصحاب الشهادات العليا لا يذهبون إلى المجمعات التجارية. والغالبية 40.5 في المئة (17 في المئة إناث - 23.5 في المئة ذكور) تفضل الذهاب إلى المجمعات التجارية برفقة «الاصدقاء» لا «الأهل». بينما يصر 9.5 في المئة (4.5 في المئة إناث - 5 في المئة ذكور) على الذهاب بمفردهم.

نسبة الأميين الذين يقصدون المجمعات تقترب من 4.5 في المئة (4 في المئة إناث - 0.5 في المئة ذكور)، أما الغالبية فهم أصحاب التعليم المتوسط والثانوي. تدل الأرقام على أن المجمعات التجارية باتت تشكل عصبا مهما في حياة الإنسان البحريني. هموم وانشغالات عدة يحملها هذا الموضوع، وتستحق هذه النتائج القراءة والتمحيص. ولا تخلو النتائج من بعض المسلمات التي باتت معروفة عن المجمعات بوصفها مكانا للحب والالتقاء أو «قتل» وقت الفراغ الذي يحاصر الشباب.

واقع الحال أن الوقت يمضي بسرعة البرق ونحن لا نشعر به، فمن يعرف كيف يشغل وقته يستطيع أن يفوز بأشياء ذات قيمة في حياته، والشباب هنا في البحرين كأنهم في سباق نحو المتعة والترفية، فكل يحاول أن يسبق الآخر، ولكن إلى أين؟! إلى مواقف السيارات والمجمعات التجارية طبعا، والتي أصبحت اليوم تستقطب الكثير من أبناء الجنسين إن لم يكن معظمهم.

ترى، ما الذي يدعو الناس والعائلات تتقاطر على المجمعات التجارية؟! هل هو هروب من يوم مليء بالدراسة؟ أم هي الحاجة للتسوق؟ أم هو وقت الفراغ والرغبة في كسر الروتين المعتاد؟ «ألوان الوسط» أجرت استبانة استطلعت فيها آراء مختلف فئات المجتمع في المجمعات التجارية، لكننا أيضا حظينا ببعض هذه الوقفات مع بعض الشباب والشابات لسماع وجهة نظرهن بشأن هذا الموضوع، نستعرض معكم هذه الوقفات وذلك قبل استعراض نتائج استبانة المجمعات التجارية التي أجرتها «ألوان الوسط»:

المجمعات = دور عرض الأزياء

في البداية تحدثت سهام عن سبب إقبالها على المجمعات قائلة: «أنا كبرت وترعرعت في بيت محب للموضة وكل ما هو جديد، فوالدتي لديها محل أزياء في أحد المجمعات التجارية الكبيرة هنا في البحرين، وأنا تعودت على الذهاب إلى هذه المجمعات يوميا لأكون ملمة بمستجدات الموضة بين صديقاتي... فأنت تعلمين أن المجمعات أصبحت اليوم دور لعرض الأزياء تجد فيها كل ما لذ وطاب، بخلاف تركيزك على محل معين، الذي نادرا ما تجد فيه خيارات متعددة».

أطرب لسماع الغزل

(م.ن) أبدت بهجتها بالوقت الذي تقضيه في المجمع كل يوم، وقالت: «أنا طالبة جامعية تعودت أن أكسر اليوم الدراسي الممل بالترفيه عن نفسي في المجمعات لأشرب القهوة برفقة صديقاتي... ربما تضحكين عليّ أو لا تصدقيني إذا أخبرتك بأنني أحب الوجود هنا لكي يلاحقني الشباب ويسمعوني كلمات الإعجاب والمديح... بعد أن آخذ قسطا من الثقة الزائدة أتوجه إلى المنزل وأنجز ما عليّ من أعمال... أنا أقوم بذلك فقط للتسلية، لأن ذلك يفتح نفسي للعمل».

لكن (م.ن) المحبة لكلمات الغزل يبدو أن لها أهدافا أخرى في المجمعات حسبما أخبرتنا، وقالت: «أهوى أيضا التسوق ومتابعة الجديد في المحلات التجارية».

تسوق ووناسة وسوالف أخرى

أبوجاسم الذي رفض أن يكتب اسمه في هذا التقرير أوضح أن أعداد الشباب الذين يقصدون المجمعات تفوق نسبة الفتيات، لافتا إلى أن البحرين محدودة في وسائل الترفيه... فأين يذهب الشباب؟!، مشيرا أن المجمعات تفيد في الترفيه والتسوق وغيرها، ويبدو من لهجته أن «وغيرها» كانت تحمل عدة معانٍ إذ إن نطقها جاء مصحوبا بابتسامة إن صح التعبير «خبيثة»، جعلت أصدقاءه يضحكون طويلا.

ظاهرة ليست حميدة

سالم عبدالرحمن، رب أسرة يقصد المجمعات التجارية أسبوعيا مع عائلته، قال: «ليس عيبا أن نقصد المجمعات للترفية والتسلية، لكن العيب أن نترك أبناءنا وبناتنا خصوصا في المجمعات لساعات متأخرة في الليل من دون مراقبة، ومع صديقاتهن... مجتمعنا تغير وتسكع الفتيات والأولاد في المقاهي والمجمعات ودور السينما بلا حسيب أو رقيب أصبح ظاهرة ليست حميدة».

المتزوجون أكثر الرواد

كشفت الاستبانة التي أجرتها «الوان الوسط» في 4 من المجمعات التجارية والتي شملت عينة عشوائية بلغت 200 ذكر وأنثى (100 ذكور و100 إناث)، من مختلف الأعمار، أن ما نسبته 51.5 في المئة (25 في المئة إناث - 25 في المئة ذكور) من مرتادي المجمعات هم من المتزوجين، فيما 45 في المئة (22.5 في المئة إناث - 22.5 في المئة ذكور) هم من العزاب، بينما الأرامل فكانوا 3.5 في المئة (1 في المئة إناث- 2.5 في المئة ذكور).

وأوضحت نتائج الاستبانة أن نسبة مرتادي المجمعات التجارية من حاملي الشهادة المتوسطة والثانوية يعادل تقريبا مرتاديه من حاملي الشهادات الجامعية، إذ أظهرت النتائج أن 48 في المئة (17 في المئة إناث - 31 في المئة ذكور) هم من حاملي الشهادة الثانوية والمتوسط، فيما حاملو الشهادة الجامعية فكانت نسبتهم 46 في المئة (27.5 في المئة إناث - 18.5 في المئة ذكور). لكن هذا لا يعني أن الأميين وأصحاب الدراسات العليا لا يزورون المجمعات، إذ أظهر الاستبانة أن نسبة الأميين من أفراد العينة كانت 4.5 في المئة (4 في المئة إناث - 0.5 في المئة ذكور)، فيما الدراسات العليا كانت نسبتها 1.5 في المئة (وكانت نسائية).

30.5 في المئة يرتادون المجمعات أسبوعيا

كشف نتائج الاستبانة أن ما نسبته 51 في المئة (18.5 في المئة إناث - 32.5 في المئة ذكور) يرتادون المجمعات التجارية بشكل غير منتظم، فيما 30.5 في المئة (18 في المئة إناث - 12.5 في المئة ذكور) يرتادوها أسبوعيا، بينما 6.5 في المئة (5 في المئة إناث - 1 في المئة ذكور) يرتادون المجمعات يوميا، وقال 12في المئة (8.5 في المئة إناث - 3.5 في المئة ذكور) من أفراد العينة أنهم لا يرتادونها مطلقا.

هذا وأوضح أفراد العينة ممن لا يرتادون المجمعات التجارية مطلقا، أن المضايقات التي حصلت على نسبة 8.5 في المئة والاختلاط والذي حصل على 6.5 في المئة، هما السببان الرئيسيان في عدم ذهابهم للمجمعات.

غالبية أفراد العينة من مرتادي المجمعات التجارية يفضلن رفقة الصديق في المجمعات عن رفقة العائلة، فقد أظهرت نتائج الاستبانة أن 40.5 في المئة (17 في المئة إناث -23.5 في المئة ذكور) يفضل رفقة الأصدقاء، فيما 35.5 في المئة يقصدن المجمعات من العائلة (18.5 في المئة إناث - 17 في المئة ذكور)، بينما 9.5 في المئة يذهبن بمفردهن للمجمعات (4.5 في المئة إناث - 5 في المئة ذكور).

وفي تعليق لأحد مرتادي المجمعات من الذكور، قال: «طبعا أفضل صديقا على أهلي... إذا صار شي ما شي، لا يوجد من يراقبك تصرفاتي وسأكون طبيعي وحر في تصرفاتي».

أما (هـ.ع) فتقصد المجمعات مع عائلتها، قائلة: «لا أحبذ وجود الفتيات من دون ذويهم في المجمعات، لأن ذلك يجعلهن عرضة للقيل والقال... أفضل الوجود مع عائلتي حتى لا أكون شبهة، خصوصا إذا كانت أتسوق في المساء». وأضافت» الناس دائما تتكلم عن الانحطاط في المجمعات... بمعنى أن ألسنة الناس ما ترحم أحدا».

حذري من النساء

أكد نتائج الاستبانة أن غالبية النساء من مرتادي المجمعات يقصدنها للتسوق أكثر منه للترفيه، فقد أظهرت النتائج أن 34.5 في المئة من أفراد العينة يرتادون المجمعات للتسوق، إلا أن النساء احتلوا المركز الأول إذ بلغت نسبتها 18.5 في المئة فيما كانت نسبة الرجال من قاصدي المجمعات بغرض التسوق 16 في المئة فقط.

وفي السياق ذاته، أظهرت النتائج أن 32.5 في المئة من مرتادي المجمعات التجارية كانوا يقصدون المحلات التجارية فقط، وقد كانت نسبة النساء فيها 19 في المئة فيما الرجال فكانت 13.5 في المئة.

الرجال يغزون السينما والمقاهي

أظهرت نتائج الاستبانة أن غالبية الرجال يقصدون المجمعات لمتابعة الأفلام وارتشاف القهوة مع الأصدقاء، إذ بلغت نسبة مرتادي السينما 28 في المئة (16 في المئة ذكور و12 إناث)، أما نسبة المقاهي فكانت 20.5 في المئة (13 في المئة ذكور مقابل 7 في المئة إناث).

مسكينة المرأة

من مشاهداتنا أثناء تجولنا في المجمعات رأينا أن غالبية الرجال المتزوجين ممن يقصدون المجمعات التجارية مع عائلتهم، غالبا ما يتركن للنساء مهمة مراقبة الأطفال في صالات الألعاب، بينما هم يتسامرون مع أصدقائهم في المقاهي والسينما.

وأثبتت نتائج الاستبانة صدق المشاهدات، إذ إن 11.5 في المئة من أفراد العينة الذين يقصدون المجمعات بغرض الترفية عن عائلتهم 7 في المئة هم من النساء و4.5 في المئة من الرجال (مسكينة أيتها المرأة تتحملين عبء الأبناء في داخل وخارج البيت).

سؤال للبنات فقط

اعترفت 49 في المئة من الفتيات التي طبق عليهن الاستبانة بأنهن وإلى حد ما للمضايقات والمعاكسات، فيما نفت 36 في المئة منهن تعرضهن لمثل هذه الواقف، بينما 15 في المئة ذكرنا أنهن يتعرض للمضايقات والمعاكسات دائما.

العدد 1632 - الجمعة 23 فبراير 2007م الموافق 05 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً