العدد 1632 - الجمعة 23 فبراير 2007م الموافق 05 صفر 1428هـ

بعد أول طفل... 67 % من الأزواج يصيب حياتهم الفتور

جاء في استطلاع أنه مع قدوم أول طفل يواجه الزوجان مجموعة من التحديات التي قد تؤدي إلى عدم استقرارهما خصوصا بعد أن أكدت الدراسات أن 67 في المئة من الأزواج يصابون بفترة فتور وخلافات في فترة ما بعد الولادة فكيف ينتقل كلاهما معا إلى تلك الفترة الجديدة في حياتهما؟ وما هي المهارات التي يجب ان يتزودا بها ليستمرا في هدوء وينعما سويا مع وليدهما.

تقول (م.ن) ربة منزل ان مرحلة ما بعد الولادة مرحلة حساسة جدا في حياة الأسرة وعن تجربتها الشخصية وتحكي «لقد حاولت مند أن تعافيت من آلام الولادة أن أحقق التوازن العاطفي والتوازن في الاهتمام بين زوجي وطفلي بل حاولت أن أكثف اهتمامي بزوجي في كثير من الأحيان لأنني أدرك تماما أن الأب يكون مرتبكا ومتفاجئا من وجود الطفل لأن الأم تكون مستعدة أكثر لمسألة الأموية فالطفل الذي عاش في أحشائها لفترة طويلة أصبح قريبا منها بشكل آخر أما الأب فالطفل بالنسبة إليه كائن غريب سيعتاد عليه ويحبه بالممارسة.

بينما يقول (أ.س) محاسب انه كان يفضل أن ينتظر هو زوجته فترة قبل إنجاب أول مولود لكن زوجته كان لديها رغبة سريعة للإنجاب وحدث ما كنت خائفا منه إذ اختلطت مشاعر الحب بيننا بعد مجيء ابننا الأول بمشاعر الأموية والأبوة والرغبة في الحفاظ على الأسرة إلى جانب الضغوط المادية التي جدت علينا لكننا نحاول معا تدارك الموقف قبل أن تزيد حدة التوتر بيننا.

تروي (أ.م) موظفة عن ذكرياتها في الفترة التي تعقب الولادة فتقول كنت اعتقد أن قدوم أول طفل سيتمثل التتويج لحبي لزوجي ولفكرة تكوين الأسرة الصغيرة السعيدة ولكن كوني موظفة جعل علي الكثير من الأعباء داخل وخارج المنزل مما جعلني مصابة دائما بالتعب والإرهاق والمشكلة الحقيقية ان زوجي لم يكن مقرا لمشاعري أو مجهودي بل أصبح يشعرني أن الطفل يشكل عبئا يؤثر بشكل سلبي على حياتنا وعلاقتنا.

علامات استفهام

وعن رأي المتخصصين تقول أستاذ علم النفس بكلية البنات جامعة العين شمس أسماء عبد المنعم إن مرحلة ما بعد الولادة تكون عادة مليئة بعلامات استفهام لكل من الزوجين إذ إن وصول الطفل الأول يحدث تغييرا في نمط الحياة الأسرية وقد يجد أحد الزوجين أو كلاهما صعوبة في التوازن داخل الحياة الثلاثية الجديدة فالزوجة يضاف لها دور جديد خطير وهو دور الأم ولذا الدور متطلبات وواجبات كثيرة يجب ان تقوم بها وذلك يتطلب كثيرا من وقتها وجهدها اللذين كانا مخصصين بالكامل لزوجها فيشعر الزوج بمظهرها من أجله أو تنام بجانب ابنها فالطفل أصبح محط اهتمامها الوحيد واحتل مكانته لديها وهذا يؤثر على العلاقة بينهما ويولد نوعا من الفتور على الجانب الآخر فالمرأة تكون حبيسة المنزل خلال تلك الفترة فتشعر بنوع من الغيرة من زوجها الذي لازال باستطاعته التحرك بحرية أو الخروج للعمل وعدم تحمله أية مسئولية إضافية فتحدث بينهما تراكمات يبدأ أي منهما في تفريغها على شكل خلافات زوجية على أتفه الأسباب بالإضافة إلى ما يسمى «اكتئاب ما بعد الولادة» ونتيجة له يحدث الكثير من التغيرات الفسيولوجية والمزاجية فتصبح نفسيتها غير مستقرة وحساسة جدا تجاه الأشخاص المحيطين بها وتحديدا زوجها وهنا يأتي دور الزوج الذي يجب أن يتخلى عن كبريائه الذكري ويشارك في تربية الطفل والعناية به وألا بلقي بالعبء كله عليها وأن يتفهم مشاعرها حتى يمرا من تلك المرحلة بسلام وكذلك فإن عنايته بالطفل تعمق مشاعر الأبوة والارتباط بينهما إذ إن الرجل في كثير من الأحيان لا يتخيل متعة الاهتمام بطفله لأنه لم يحاول ويعتقد أن هذا دور للأم فقط كذلك يجب أن يدرك أن زوجته في تلك المرحلة تكون منهكة بدنيا ونفسيا فلا ينهكها هو أيضا برغبته أن تظهر دائما في أجمل صورة وتجلس معه مثل الأول حتى تتوازن وترتب قائمة الأولويات لديهما فيقدر المجهود الذي تبذله ويقدم لها نوعا من الدعم النفسي كذلك يجب أن تدرك الزوجة أن لزوجها حقوقا عليها وان دور الأم يجب أن يأتي جنبا إلى جنب مع دور الزوجية وألا يكون الطفل محط اهتمامها الأول والآخر.

تشدد (أسماء) على أهمية المصارحة بين الزوجين في تلك المرحلة لأنه قد يسلك أحدهما سلوكا معينا يعتبره عاديا وللحساسية التي تتسم بها المرحلة يفسره الآخر بشكل خاطئ لأنه يبني أحكاما على تصوراته الفردية وفي النهاية نقول للزوجين في تلك المرحلة أنه قد يسلك أحدهما سلوكا معينا يعتبره عاديا وللحساسية التي تتسم بها المرحلة يفسره الآخر بشكل خاطئ لأنه يبني أحكاما على تصوراته الفردية وفي النهاية نقول للزوجين أن يبذلا قصارى جدهما من أجل تحقيق التوازن والاستقرار داخل الأسرة فوجود طفل يجب أن يكون مصدر سعادة وارتباط وليس تعاسة.

غريزة الأمومة

أما أستاذة الطب الجنسي بجامعة القاهرة هبة قطب فتقول ان الغرائز الأساسية لده المرأة خمس الجوع، العطش، النوم، الجنس، الأمومة، وتحتل الأمومة مكانة متقدمة جدا لديها وهي غريزة لا توازيها أي غريزة لدى الرجل فالأبوة ممارسة وليست شيء فطري بالدرجة الأولى لذلك فالغرائز السابقة ومنها الجنس تكون أكثر إلحاحا عنه، كما أن غريزة الأمومة تظل كامنة وغير محققة لدى المرأة لفترة طويلة من حياتها وبمجرد ان تتحقق تتراجع الغرائز الباقية عن إلحاحها تلقائيا ولو لفترة مؤقتة إذا لم تكن غرائز البقاء ومن هنا فإن المرأة عقب ولادتها لأول مولود تتراجع بجيها الرغبة الجنسية وتطغى عليها مشاعر الأمومة فتقصر لا إراديا في واجبها كزوجة لكن دور الزوجة الصالحة هنا هو ألا تستسلم للتغيير البيولوجي الذي حدث لها فتتحول الزيادة في مقدار غريزة الأمومة من زيادة مؤقتة وعابرة إلى زيادة مطولة ومستفعلة. وتضيف: « إنه في حال وجود الطفل الرضيع تكون حجة الانشغال عن الزوج دائما جاهزة كما تكون الأم الحديثة متوقعة داخليا من الأب أن يعذرها دائما في عدم تركيزها بشكل كاف أثناء العلاقة الحميمة مفترضة أن لديه القدر نفسه من إلحاح الغريزة باعتبار أن هذا المولود نتيجة لعلاقتنا معا، كما أن الزوج قد يشعر انه ليس له الأولوية في حياة زوجته مما يشعره بألم نفسي داخلي وعدم رضا قد يؤثر على أدائه في العلاقة الحميمة، خصوصا الزوجة عموما.

العدد 1632 - الجمعة 23 فبراير 2007م الموافق 05 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 10:14 ص

      منتدى الاطفال

      بصراحة هذا الموقع يجنن و ما شفت احلى من هذا الموقع

اقرأ ايضاً