العدد 1632 - الجمعة 23 فبراير 2007م الموافق 05 صفر 1428هـ

عاشوراء بنظرة فنية نافذة نحو العالمية

للسنة الثالثة على التوالي تقيم «مجموعة سماهيج الفنية» وبالتعاون مع المؤسسات والهيئات في قرية سماهيج «معرض عاشوراء بنظرة فنية»، فقد كان المعرض هذا العام مغايرا عما سبقه من اعوام فائتة من حيث تطوره النوعي والكمي والتنظيمي، هذا علاوة على الأعمال الإبداعية التي قدمها شبابنا المبدع في تصوير واقعة الطف، وإشراك عدد أكبر من المشاركين من خارج وداخل المنطقة، مما أضفى على المعرض بُعدا شموليا وليس محليا. هذه وغيرها من العوامل الأخرى، التي وبنظرتي البسيطة كانت دافعا ومحفزا إلى نجاح هذا المعرض العاشورائي وتطوره.

المشاركون في المعرض لم يدرسوا في معاهد فنية ولم يتخرجوا من جامعات عالمية لها باعها في الفن والإبداع، وإنما هم من مختلف شرائح المجتمع في البحرين، خرجوا من صميم هذا الواقع البسيط بإبداعاتهم ومواهبهم عندما أغفلها الآخرون.

عندما تتجوّل في جنبات المعرض تتأمل الأعمال الفنية والمشاهد التاريخية تحسب أنك أمام إبداعات فنانين ومبدعين عالميين لا أعمال أناس بسطاء من عامة هؤلاء الناس، وهذه دلالة على ما يختزن روح شبابنا من طاقات وإبداعات جبارة سيكون لها شأن وأي شأن لو استغلت هذه الإبداعات وأحتضنت من قبل مؤسسات أو جامعات أو معاهد في البحرين. معرض «عاشوراء بنظرة فنية» علامة فارقة في مسيرة تطوير وتحديث خطاب عاشوراء، ونقطة مضيئة للحركة الإعلامية في إظهار قضية الإمام الحسين(ع) للعالم عبر وسائل الإتصال والفضائيات. نحن اليوم لا نخاطب أنفسنا في هذا العالم الكبير، بل نخاطب كل الثقافات والأديان والأعراق والإتجاهات والأيديولوجيات. فمن غير المناسب في عصر الفضائيات والإنترنت والتفجر المعرفي والمعلوماتي أن نبرح مكاننا ولا نطور من أنفسنا، ونبقى نتعاطى في مناسباتنا مع الأساليب التي درجنا عليها قديما ولا نتناغم مع أدوات التطور والتقدم العصري ونطوعها لخدمة القضية العاشورائية، لكي نتثاقف مع الآخر ونطلعه على أفكارنا وثقافتنا لابد أن نظهر له تلك الثقافة بلغة يفهمها لكي نوصل له الرسالة بكل سلاسة.

يا إخواني أنتم اليوم محط أنظار العالم، كل العالم، فاحرصوا أن تظهروا للعالم ثقافتكم الأصيلة وتاريخكم الناصع بالقيم والمثل السامقة. قضية عاشوراء أمانة في أعناقكم وأعناق كل فرد محب وموالٍ لأهل البيت ، فاجتهدوا بكل الوسائل والآليات سواء أكان بالفن، بالشعر، بالمسرح، بالسينما، بالمواكب، بالمآتم، بالمحاضرة، بالخطابة... إلخ. احرصوا أشد الحرص أن تظهروا ثقافة عاشوراء بأبهى صورها الحضارية وتمسكوا كأكثر ما يتمسك أحدٌ بتاريخه ويضحي من أجله، المستقبل أمامكم فأنتم قادته وسراته وصانعو صرحه.

أخيرا وليس آخرا، وكما يقال «صديقك من صدقك لا من صادقك» فأي عمل بشري لا يخلو من قصور، فالكمال كل الكمال لله وحده، وأي عمل هو بحاجة إلى نقد وتهذيب؛ لأن تمام العمل وكماله لا يبدأ إلا من روح النقد البناء وليس بخلافه، «معرض عاشوراء» عمل مبارك وجبّار ونشكر القائمين عليه أيما شكر ونتمنى لهم الخير والسداد ودوام العطاء على ساحة العمل الحسيني، فطريق العطاء طويل ومشواره بعيد، وليس هناك نهاية للخير والبذل في مجال العمل الحسيني.

رجاءنا أن يكرس القائمون جهدهم في السنة المقبلة على الجانب الإعلامي، ويوجهون دعوات للقنوات الفضائية من قبيل (الأنوار، الزهراء، أهل البيت، الفرات، الكوثر،... إلخ). فالإعلام اليوم له دوره المحوري والأساسي في إظهار العمل للجمهور، وكما قيل «الإعلام نصف النصر والإنجاز». وأن يتوجوا المعرض بحزمةٍ من المحاضرات الفكرية والتثقيفية لعلماء ومثقفين ومفكرين على الساحة الحسينية.

ميثم علي مسعود

العدد 1632 - الجمعة 23 فبراير 2007م الموافق 05 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً