العدد 1721 - الأربعاء 23 مايو 2007م الموافق 06 جمادى الأولى 1428هـ

بغدادُ يا تعبَ القرون

أَوْدَى بمُِنْتَهَبِ الرياحِ سحَابُ

فَنَمَتْ بفيض نقائِه أصْلابُ

ومشى «يُرقّصُ» ما «اسْتَكَانَ»

وكلُّه عَصَبٌ له من حكمةٍ إسْهَابُ

لبّيكَ إذْ تَهَبُ المَوَاتَ «فَرَائِصَا»

هنَّ «انتباهُ» المرْءِ و»الأعصابُ»

فَتُحِيلُ «بلْقَعَهَا» «ريَاضَ» كأنها

خُلقتْ لمنْ في حبّهِ قد ذابُوا

لبّيكَ لم يعثرْ بخَرْدَلَةٍ ضُحَى

يوما... ولم نأسفْ على ما عَابُوا

«سِنَةٌ» تمرُّ فيدَّعي «نوما»

وما استولى على ما يدّعيه سرابُ

لكأنَّ هذا «السجنَ» محضُ «مراتعٍ»

من بعضهِ... و»يبابَه» «أنخابُ»

لكأنَّ هذا «القبرَ» محضُ توهّمٍ

من «رحْبِهِ» و «ترابَهُ» «أعشابُ»

لكأنَّ هذا «الصمتَ» بعضُ «بلاغةٍ»

في اللحنِ لم يقربْ لها «زريابُ»(1)

أوَ كلُّ هذا الفيضِ ينبئُ

بالذي قد «أنكروهُ» وبعضُه «نسّابُ»؟

آمنتُ أنك في «اللظى» «بَرْدٌ»

وأنك في «السؤالِ» «جوابُ»

آمنتُ أنك في الدجى «شمسٌ»

وهم فيما افْتَرَوْهُ «ضبابُ»

آمنت أنك «ذروة» «شَرُفَتْ»

وهُمْ من «خِسّةٍ» «أعْتابُ»

آمنت أنك «نغمةٌ» في الناسِ

فيما هم «صَدَى»... «أذْنَابُ»

لمداكَ... لـ «للدمِ» إذ أراه مُشرَّعا

لِبَنيكَ جَلّلَهُمْ أسى وخِضابُ

ومراتعُ الوطنِ الكبيرِ كأنَّها

سجنٌ عليه مُوكَّلٌ إرهابُ

وتظلُّ تحسبُهم كُمَاةَ وحسْبُهُمْ

أَنْ قَدْ تجاوزهمْ سُدى... أخْشابُ

أيُّ القصيدِ تُراهُ يُنبئُ بالذي

لم ينطقوهُ و»ضَادُه» استجوابُ؟

أي «البداهةِ» تُستطابُ تمثُّلا

فيما «البداهةُ» كلُّها «استغرابُ»

أي المكانِ تُراه يجمعني «ضُحى»؟

وقد استقامَ على بنيه «خَرَابُ»؟

صفة العروبة «لعنةٌ» مقدودةٌ

من «كذبة»... وزعيمها كذَّابُ

صفة العروبةِ رقصةٌ موبوءةٌ

بصلاةِ ليلى أَمَّهَا «إيهَابُ» (2)

صفةُ العروبةِ غُصّةٌ منهوبةٌ

يسْتامُها من غربةٍ أعرابُ!

كل البلادِ لديَّ محضُ «خطيئةٍ»

إنْ لم يُشَرِّفْ بابَها «تَوَّابُ»

وعلى ضفافٍ ما استجدَّ توهُّما

أنْ تُستساغَ «بعفّةٍ» «أسلابُ»!

بعضُ «الشموخِ» «مُنكَّسٌ» في أصْلهِ

هو في حَقيقتهِ: سُدى و»ترابُ»

إنْ لمْ تُجَرَّبْ وَثبةٌ محمودةٌ

لذوي الكَرامةِ كلُّها استعْذَابُ

فابشِرْ بذلِّ إقامةٍ مرهونةٍ

سيحينُ من فِرْطِ الرهانِ حسابُ

وأبيكَ ما كلُّ الصلاةِ تهجُّدٌ

بعض «الصلاةِ»... خلاعةٌ وسُبابُ!

أرْنُو لمنْتَهَبِ الحدودِ كأنَّه

شلوٌ عليه تكالبتْ أنيابُ

أرْنُو لثرثرةِ القُصُورِ مُحَاطة

بسفاهةٍ وعلى الحِجَابِ... حِجَابُ

أرْنو لِمُهْدَرَةِ الشُعُورِ يسُومُهَا

خَسْفا ويُدْمي «رحْبَها» «حُجَّابُ»

أرْنو لجَبْهَتِهَا... يَهُدُّ سَمَاءَهَا

عِلْجٌ... ومِنْ «آياتِهَا» «يَرْتَابُ»

أرْنو «لمنكسرٍ» هناكَ ومحبطٍ

وعلى البقيَّةِ «ترقصُ» الأربابُ

سَكِرُوا فما عادُوا يَروْنَ «نهاية»

فكأنَّهم من سَكْرةٍ قد «آبُوا»!

آبُوا «لمفتتحِ» الكُؤوسِ فأفْصَحَتْ

دِمَنٌ (3)... وحطَّ على العُرُوشِ غُرَابُ

كُلُّ الحدودِ مباحةٌ لشريعةٍ

أركانُهَا: دَعْدٌ... سُعَادُ... رَبَابُ

أمَّنْتُها صفةَ «العِتَابِ» فأمعنتْ

«هجْرا» وفي الهجْر الصُراحِ» عذابُ

نجَفٌ وحَسْبُ «ترابهِ» أُفُقٌ

هنا حرٌّ... وحَسْبُ دمائِهِ عِنَّابُ

قتلوهُ محْضَ توهُّمٍ قَتَلوهُ

فاسْتَوْلَتْ على أوهامهمْ أحقابُ

بغدادُ يا تعَبَ القُرونِ وآهة

هيَ سُورةٌ وتشهُّدٌ وكِتابُ

بغدادُ يا جُرحا يسيلُ حَفاوة

ولهُ على رُغْم «المشيب»... «شبابُ»!

العدد 1721 - الأربعاء 23 مايو 2007م الموافق 06 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً