العدد 1721 - الأربعاء 23 مايو 2007م الموافق 06 جمادى الأولى 1428هـ

يقطع 500 كم من أجل «السينما» ويصنع «إطار» لمقارعة ذكرياته

المخرج السعودي عبدالله آل عياف في مشاركته بمهرجان الصواري الدولي للأفلام

يقول المخرج السعودي عبدالله آل عياف في تلخيصه لفيلم السينما 500 كلم: «في البلد الوحيد في العالم حيث لا دور عرض سينمائية، ينطلق شاب محب لعالم الأفلام في رحلته الأولى خارج البلاد ليتمكن من دخول السينما للمرة الأولى في حياته. حيث يقطع ما يزيد على 500 كم في رحلة من الرياض إلى المنامة بمملكة البحرين لأجل أن يشاهد فيلما واحدا فقط». ولا ندري إن كان آل عياف يروي قصة شاب ما كما توحي عباراته أم انه يروي نفسه.

«السينما 500 كم» ومعه فيلم آخر وهو «إطار» يشاركان ضمن فعاليات مهرجان الصواري الدولي للأفلام (siff07) ويحاول آل عياف من خلالهما بث نوع من أنواع الشكوى بطريقة «مؤدبة» من جهة، والولوج في تعقيدات النفس الإنسانية من جهة أخرى.

أما عن «إطار» فإن لكل منا ذكريات يمتلكها لنفسه، أما هذا الشاب الذي يقدمه آل عياف لنا فذكرياته هي التي تمتلكه.

من سينما 500 إلى إطار... تجربتان مختلفتان

يقول آل عياف في إجابته على سؤال «الوسط» بشأن مراحل إعداد الفيلم : «قمت بالتنقل على مدى 8 أشهر أو تزيد ما بين مدينة الخبر (شرق السعودية) والعاصمة الرياض ومملكة البحرين مصورا ما يزيد على 40 ساعة». واجه المخرج السعودي في سبيل إتمام فلمه صعوبات عدة، ويضيف «منها عدم وجود تجربة سابقة لي وعدم وجود دعم مادي ما جعلني أضطر للقيام بالكثير من مهمات العمل بنفسي كالتصوير والمونتاج البصري والصوتي وغيرها».

أما عن تجربة «إطار» فإن الأمر يختلف نسبيا، فلقد تمت كتابة الفيلم في فترة طويلة مقارنة بمدته وفكرته، إذ قضى المخرج السعودي ما يقرب الشهر في كتابة السيناريو والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة للعمل، يقول: «وهو ما سهل علي عملية التصوير والتحرير على رغم تنوع مواقع التصوير في مدينة الخبر وبعدها عن بعضها بعضا». ويضيف «أنهيت التصوير في يومين والتحرير في يوم واحد فقط».

الرسالة من وراء الفيلم؟

يهدف آل عياف من خلال فلمه سينما 500 كلم إلى إلقاء الضوء على شريحة من الشباب السعودي الذين يزاولون هواية متابعة الأفلام، إلا أنهم يتعرضون للصعوبات سبيل مزاولة هذه «الهواية» في ظل عدم وجود دور عرض سينمائية في البلاد.

يقول آل عياف «أنا أحد هؤلاء الشباب الذين يسافرون لمملكة البحرين لمشاهدة السينما، أي أن التجربة قد مررت بها و أعلم صعوباتها. كما أنني وفقت بمجموعة من الشباب تعاونت معي بلا قيود في سبيل ظهور الفيلم. ستبقى تجربة (السينما 500 كم) مميزة و مفيدة لي شخصيا وموثقة لمرحلة هامة في تاريخ بلادي. كما تسبب الفيلم في رفع قضية منع السينما و إبرازها و تناولها في الإعلام المحلي والعربي للمرة الأولى.

أما بالنسبة لـ «اطار» فهو يمثل نداء «لكل من أرقت ذكرياته الأليمة مضجعه وحرمته من الاستمرار في الحياة والنظر للأمور الجميلة في الدنيا بأن يراجع نفسه. فلربما كانت الذكريات تلك لا تستحق كل هذا العناء!»

يقول عبدالله «بعدما أنهيت الفيلم التسجيلي (السينما 500 كم) و نال استحسان النقاد و الجمهور أردت أن أقوم بعمل مغاير وعزمت على خوض تجربة بسيطة تحوي نوعا من تحدي الذات. لذلك جاء هذا الفيلم الروائي القصير و الذي يمتاز بقلة الحوارات (دقيقتين و نصف فقط من بين 19 و نصف هي طول الفيلم) و يمتاز بسبر أعماق النفس البشرية تاركا العنان للصورة لتعبر عما أود إيصاله بدلا من الحوارات.

الطريق لا يزال في أوله، فمخرجنا الشاب عاقد العزم على إنتاج فيلمين أو ثلاثة قبلما ليتوجه بعدها نحو محاولة كتابة سيناريو فيلم طويل.

العدد 1721 - الأربعاء 23 مايو 2007م الموافق 06 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً