العدد 1721 - الأربعاء 23 مايو 2007م الموافق 06 جمادى الأولى 1428هـ

«الجادوم» أكبر جزر فشت الجارم واتفاق «رامس سار» لا يحميه

«البحرين للبيئة» في دراسة للفشوت:

قضية فشت الجارم من القضايا التي حازت اهتماما واسعا على مدى الأسبوع الماضي وخصوصا بعدما تناولت الصحافة المحلية موضوع بيعه، الأمر الذي أثار ضجة اجتماعيٍة جعلت المجتمع البحريني يتعاطى مع هذه القضية البيئية بشكل إيجابي بعد أن كانت القضايا البيئية لا تحظى بأي قدر من الاهتمام من المواطنين والجهات الرسمية سوى القليل.

و بقدر ما كانت هذه القضية محور حديث الحكومة والمواطنين فإنها أظهرت اللبس الحاصل في هذه المسألة والذي فسره تباين التصريحات الرسمية في مسألة تحديد التبعية الجغرافية الإدارية للفشوت عموما وأية جهة رسمية مسئولة عنها.

وفي ضوء قضية فشت الجارم وباقي الفشوت، أكد أمين سر جمعية البحرين للبيئة سامي عباس في حديث إلى «الوسط» أن الجمعية قامت بإجراء بحوث ومسوحات علمية لهذه المناطق منذ العام 2001 - 2005، مشيرا إلى أن هذه الدراسة ستنشر قريبا.

إلى ذلك أوضح عباس أن الدراسة أكدت في البداية أن أكبر الجزر المشكلة لفشت الجارم هي جزيرة الجادوم التي تعتبر من أهم المستعمرات وأكبرها لطائر خطاف البحر أبيض الخدين «طيور الخرشنة» وذلك بحسب الدراسة المسحية التي نفذتها الجمعية في العام 2001م.

وتعتبر جزيرة الجادوم من الجزر الرملية التي توجد بها بعض النباتات الملحية بكثرة، إلى جانب أنها تعد أكبر موقع لتكاثر طيور خطاف البحر أبيض الخدين إذ يقدر أعداد هذه الطيور بالآلاف، الأمر الذي يعد اكتشافا مهما تم تحقيقه من خلال رحلة البيئة وخصوصا أنه لم يعرف سابقا بوجود موقع آخر لتكاثر هذا النوع من الطيور إذ إنه كان مسجلا في السابق في مجموعة جزر بوسواد.

وتناولت الدراسة مسألة الفشوت، إذ ذكر عباس أن الفشوت هي جمع لكلمة فشت وهي كلمة عامية محلية يعنى بها المناطق الصلبة أو الصخرية القريبة من سطح البحر وبالذات في فترة الجزْر.

وأشار عباس إلى أن الفشوت تتكون من مستعمرات للشعاب المرجانية أو طحالب متكلسة أو بقايا مرجان أو صخور مترسبة وغالبية هذه الفشوت تكون مغمورة أثناء المد والجزر إلا أن بعضها يظهر على السطح في حال انحسار المياه (الجزر) مثل فشت الديبل، وبعض أنواعها يكون في حال جزر دائم أي لا تغطيها المياه في حالتي المد والجزر مثل نون وجنة ويطلق عليها محليا «القصار».

الأهمية البيئية للفشوت

وعن الأهمية البيئية للفشوت ذكر عباس أن الدراسة بينت أن هذه الفشوت ترتبط بوجود الكثير من أنواع الأسماك في مياه البحرين الإقليمية التي ترتبط بدورها بوجود الشعاب المرجانية.

كما أكد عباس أن الاعتقاد السائد والمعروف بين الجميع هو أن الفشت هو أم الأسماك لما يوفره الفشت من بيئة مناسبة لتكاثر الكائنات البحرية وهو ما أكدته الدراسة، إلى جانب أن الشعاب المرجانية التي تغزو الفشوت تعتبر من الموائل الآمنة لأحياء عدة وخصوصا الصدفيات،إضافة إلى أن بعض الأسماك تستخدمها مأوى لها تتغذى فيها وتحتمي بها.

وأشار عباس إلى أن الشعاب التي تشتهر بها الفشوت تعتبر مأوى أيضا لأنواع ذات أهمية اقتصادية وأخرى ذات أهمية بيئية، إلى جانب أن بيئة الشعاب المرجانية تسهم في تعزيز التوازن الحيوي في البيئة البحرية عن طريق إسهام مكوناتها في نقل المادة والطاقة إلى النظام البيئي البحري من خلال الشبكة الغذائية وخصوصا أن الشعاب المرجانية تعد من اكثر الأنظمة البيئية إنتاجا على سطح الأرض، إلى جانب أنها تعتبر نظاما بيئيا متميزا غنيا بالتنوع البيولوجي.

البحرين غنية بالأسماك وصغار الروبيان

وعلى صعيد متصل أكد عباس أن الدراسة أشارت إلى أن مناطق الساحل الشمالي والساحل الشرقي لمملكة البحرين تعتبر من المناطق الغنية بالأنواع المختلفة من الأسماك ومربى لصغار الروبيان، إلى جانب أن بعض المناطق توجد فيها أعداد كبيرة من (بقر البحر) والسلاحف البحرية وبالذات الخضراء وذلك بسبب وجود مساحات كبيرة من الحشائش البحرية.

وأشار عباس إلى أن الدراسة التي أجريت أكدت أن بيئة الفشوت تحتوي إضافة إلى المرجان على الكثير من الأنواع الحيوانية إذ تم تسجيل وجود 55 نوعا من الأسماك ضمن 22 عائلة، تبوأت «عائلة عروس البحر (مشط العروس)» القائمة إذ احتوت على 5 أنواع، تلتها عائلة «أسماك الحمام مثل الكفدار» وبعدها عائلة «أسماك غضة الشفاة مثل الجنم» وعائلة «لإبريمس مثل الفسكر» بأربعة أنواع لكل منها.

أهمية الفشت اقتصادياواجتماعيا

وعن مدى الأهمية الاقتصادية والاجتماعية للفشت، أوضح عباس أن الدراسة جاءت بنتيجة أن الفشوت تشكل الجزء الأساسي من البيئة البحرية التي تحيط بجزر البحرين ما يجعل دورا رئيسيا لهذه البيئة في إمداد البحرين وسكانها بمصدر حيوي للغذاء (الأسماك والروبيان وغيرها)، إلى جانب أن البيئة البحرية المحيطة هي مصدر المياه لعدد من محطات التحلية المنتشرة على الشواطئ الشرقية لمملكة البحرين, أضف إلى ذلك أنه عبر هذه البيئة يتم الاتصال والتجارة مع العالم الخارجي.

وأكد عباس أن معظم المناطق الغنية والعالية الإنتاج بالأسماك والروبيان والصدفيات تقع ضمن المناطق والبيئات البحرية التي تضم عددا من الفشوت، فمثلا: المنطقة الشرقية لمملكة البحرين تضم فشت العظم وقطعة جرادة، أما المناطق الشمالية فتضم أكبر الفشوت وهو فشت الجارم والفشوت الصغيرة الأخرى، أما في باقي المناطق وهي ذات أهمية اقتصادية أيضا لسكان البحرين فتضم مناطق جزر حوار وجزيرة مشتان ومناطق الشعاب المرجانية حولها.

ولفت عباس إلى أن الأهمية الاقتصادية للفشوت في البحرين تتمثل في وجود 10 مواقع إنزال رئيسية للأسماك والروبيان والصدفيات التي تستخدمها سفن الصيد التقليدية وهو القطاع الرئيسي الذي يعمل في صيد الأسماك في البحرين، إلى جانب أن هناك أيضا 28 موقعا ثانويا لإنزال الأسماك في القرى، وتقع معظم هذه المواقع ( الرئيسية والثانوية) في مواجهة المناطق الغنية بالأسماك وهي في المنطقة الشمالية والشرقية من سواحل البحرين إذ توجد معظم الفشوت.

الوضع القانوني للفشوت

أما عن الوضع القانوني للفشوت في البحرين فذكر عباس أنه على رغم توقيع مملكة البحرين اتفاق «رامس سار» منذ العام 1973 الذي ينص على المحافظة على الأراضي الرطبة والتي تشمل الأهوار والمناطق الساحلية والسبخات والبحار والشعاب المرجانية، فإن التشريع البيئي في مملكة البحرين غير واضح في حماية البيئات البحرية سواء من حيث الآليات أو تكامل القوانين والافتقار إلى منظومة قانونية بيئية، فضلا عن الحاجة إلى عمل إقليمي مشترك في مجال حماية حوض الخليج العربي الذي يواجه تحديات كبيرة تترك تأثيراتها السلبية عليه.

... ونواب الوفاق ينظمون زيارات

لجميع الجزر خلال إجازة «النيابي»

قال رئيس لجنة المرافق العامة والبيئة النائب جواد فيروز إن نواب لجنة المرافق الوفاقية بدأوا وضع ترتيبات لتنظيم رحلات لجميع الجزر البحرينية المختلفة وذلك على إثر تأكيد وزير البلديات للنواب في جلسة النيابي الأخيرة أن جميع الجزر ملك عام.

وأفاد النائب فيروز أن النواب سينظمون رحلات لجميع الجزر البحرينية إذ ستكون الزيارات ميدانية من أجل تلمس كل تلك الجزر والوقوف عليها عن قرب من أجل دراسة كيفية الاستفادة منها للصالح العام مادامت هي ملكا عاما للجميع.

وقال: «سنتلمس الاستفادة من كل تلك الجزر للمشاريع القادمة للصالح العام في المملكة من خلال معاينتها للاستفادة منها في المشاريع السياحية او المشاريع الاسكانية».

واضاف «سنتعرف على ثرواتها الطبيعية والمميزات التي تتوافر عليها من حيث صلاحيتها للزراعة أو وجود بعض أنواع الطيور فيها او امكان تحويلها إلى محميات طبيعية».

وشدد فيروز على ضرورة ان يستفاد من تلك الجزر للصالح العام ما دامت املاكا عامة للجميع.

العدد 1721 - الأربعاء 23 مايو 2007م الموافق 06 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً