العدد 1723 - الجمعة 25 مايو 2007م الموافق 08 جمادى الأولى 1428هـ

إنتاج عشرات الأعمال عن حياة المشاهير

على رغم الجدل المثار حولها:

باتت الأعمال الفنية التي تتناول حياة الشخصيات والزعماء تحظى بأكبر نسبة مشاهدة جماهيرية، وأصبحت الأعمال، التي تناولت السيرة الذاتية هي المسيطرة على الساحة الفنية، وفتح نجاح الكثير من هذه الأعمال الطريق أمام إنتاج سير ذاتية أخرى.

وقد شهدت الخمس سنوات الماضية زخما فنيا من هذه الأعمال، تذكر منها مسلسل «أم كلثوم» للكاتب محفوظ عبدالرحمن، وبعد نجاحه قدمت إنعام محمد علي مسلسل «قاسم أمين» الذي تناول السيرة الذاتية لهذا المفكر، وكان هناك المسلسل الديني «أمير الدعاة»، الذي تناول سيرة حياة الشيخ محمد متولي الشعراوي.

وفي السينما نجح أحمد زكي في إعلان شأن السيرة الذاتية للزعيم الراحل جمال عبدالناصر وفيلمه «ناصر 56» ومن بعده خالد الصاوي وأول تجربة سينمائية له في فيلم «جمال عبدالناصر»، الذي رصد سيرته من ولادته حتى وفاته، وقام زكي بتجسيد حياة الراحل أنور السادات في فيلم «أيام السادات»، ما فتح شهية الآخرين في البحث عن قصص حياة النجوم والمشاهير، وكانت آخر الأفلام التي تعرضت للسيرة الذاتية فيلم «حليم» لأحمد زكي أيضا، والذي اعتبره حلما سعى إلى تحقيقه ونجح في 95 في المئة من مشواره.

وشهدت الشاشة التلفزيونية في 2006 وتحديدا خلال شهر رمضان صراعا حميما في أعمال السيرة الذاتية، فشاهدنا مسلسل «السندريلا» للكاتب ممدوح الليثي، والذي يرصد فيه قصة حياة سندريلا الشاشة سعاد حسني وقامت بالدور مني زكي، التي تمكنت من إبراز عنصر الشبه الداخلي في تجسيد هذه الشخصية، وحصريا على محطة M.B.C تم عرض مسلسل «العندليب» الراصد لحياة الراحل عبدالحليم حافظ، ما أدى إلى ظهور أصوات أخرى منادية برغبتها في تجسيد شخصية حليم مثل المطرب عمرو دياب، وهناك مشروع المطرب مجد القاسم، الذي يحلم به منذ سنوات لتجسيد قصة حياة الموسيقار فريد الأطرش. أما الإذاعة لم تقف صامتة أمام نجاح هذه الظاهرة لتدخل في المنافسة لإنتاج أعمال إذاعية، تتناول شخصيات تاريخية، لعل من أشهرها المسلسل الذي قام بتمثيله الفنان نور الشريف بعنوان «مبارك سيرة ومسيرة» تناول فيه قصة حياة الرئيس المصري محمد حسني مبارك.

وتشير الوقائع إلى أن الأسماء المطروحة لأعمال السيرة الذاتية في ازدياد، فمازالت هناك أسماء في قائمة الانتظار منها محمد عبدالوهاب وطلعت حرب وروز اليوسف وبيرم التونسي، وأسمهان... إلخ، ولعل هذا التهافت يطرح سؤلا ملحا عن الأسباب الحقيقية لهذه الحمى المفاجئة، فهل هي تخليد لذكرى أصحابها؟ أم أنها مسألة إفلاس فني يعاني منها مؤلفو الدراما؟

مؤسس الفكر الليبرالي يقول الكاتب محمد السيدعيد مؤلف مسلسل «قاسم أمين» إن الهدف الأساسي الذي دفعه إلى كتابة المسلسل هو تقديم صورة «قاسم أمين» الحقيقية إلى الناس وهو المفكر الذي سبق عصره، ويستحق لقب مؤسس الفكر الليبرالي في مصر، بالإضافة إلى عرض موقف المفكرين في عصره من قضايا عدة، أهمها قضية الجامعة المصرية، والتي كان قاسم فارسها الأساسي، ودوره الأساسي من قصة تحرير المرأة، ولاشك في أن مفكرا بحجم قاسم أمين، شخصية ثرية تغري أي كاتب للكتابة عنه، وتقديمها نموذجا جيدا لشباب هذا الجيل. ويضيف، إن كتابة السيرة الذاتية ليست نوعا من الإفلاس، بل إنها أصعب من الكتابة الدرامية العادية، لأنها تخضع لمعلومات وحوادث تاريخية ولا يجب الانحراف عنها أو تشويهها.

ويقول الفنان حسن يوسف: إنه يهوي تجسيد أدوار أئمة وعلماء المسلمين، وقد فتح له مسلسل «أمير الدعاة» أمام تجسيد شخصيات أخرى مثل «المراغي»، والهدف من وراء ذلك هو قيمة العمل وصاحبه، ودوره في إعلاء شأن الإسلام، فنحن بحاجة لتقديم نماذج من رواد الفكر الإسلامي المعاصر، لأن الجمهور سئم من الأعمال التي تتناول الرواد الأوائل فقط.

ويتحدث الكاتب أحمد بهجت، وعن أسباب قيامه بتحويل السيرة الذاتية للسادات إلى فيلم سينمائي يقول الكاتب أحمد بهجت: إنه شخصية متميزة فعلا، استطاع أن يحقق النصر في الحرب والسلام، وبدأ حياته مثل أي مواطن عادي وتعرض للظلم والقهر والسجن، وشخصية السادات تمثل إنسانا تقيا يخشي ربه، وفوق كل ذلك هو فلاح داهية يمارس السياسة بالفطرة، ومن غير المنطقي أن نمجد حكامنا ماداموا في الحكم، فإذا تركوه نصبنا لهم المشانق، وحطمنا إنجازاتهم، فالحاكم أولا وأخيرا بشر، يخطي ويصيب، وتجسيد الشخصيات العامة فنيا يمثل إضاءة نعي بها تاريخنا.

سيرة ومسيرة

ويقول نور الشريف في تجسيد السيرة الذاتية للرئيس مبارك: المسلسل يتناول حياة الرئيس الشخصية مع أسرته، ودراسته وعلاقته بزملائه في الكلية الحربية وفي سلاح الطيران، ويلقي الضوء على الجانب الإنساني والعسكري والسياسي للرئيس مبارك، ويرد الجميل لإنسان ينكر ذاته من أجل وطنه، ويكفي أنه أتاح في عصره للفن والفنانين ممارسة حق انتقاد السياسات والاختلاف في الرأي، لذلك فمن واجبنا الفني أن نحاول رصد الأمر والشخصية للأجيال الجديدة، بما بذله ويبذله الرئيس مبارك في تحقيق التنمية والاستقرار.

كوكب الشرق

أما قصة حياة سيدة الغناء العربي كوكب الشرق «أم كلثوم» التي تم تجسيدها من خلال عملين دراميين الأول فيلم «كوكب الشرق»، والثاني مسلسل «أم كلثوم».

وهنا يقول محمد فاضل منتج ومخرج فيلم «كوكب الشرق»، أردت تأكيد أن الفن ليس نقلا دقيقا للحوادث، بقدر ما هو وجهة نظر إبداعية، ودافعي لتقديم وجهة نظري في شخصية أسطورية بحجم سيدة الغناء العربي، مبعثة إيماني بأنها تستحق أن تجسد سيرتها في مئات الأعمال الفنية، لإبراز مكانة هذه السيدة العظيمة ومواقفها الإنسانية النبيلة التي تعتبر ملحمة من العطاء والتضحية.

وتضيف فردوس عبدالحميد، التي جسدت شخصية أم كلثوم في الفيلم، إن هذه السيدة تعد ملحمة تنبه الغرب لمكانتها، فأنتج عنا الكثير من الأفلام التسجيلية، وحاولنا بهذا الفيلم أن يكون عرفانا من الفن العربي، بفضل وقيمة كوكب الشرق أم كلثوم.

ويضيف السيناريست محفوظ عبدالرحمن مؤلف مسلسل «أم كلثوم» قائلا: تعتبر سيرة «أم كلثوم» من الدراما التاريخية، ومن حق الكاتب أن يعمل على إبراز الجوانب غير المعروفة عن شخصية لا تفتقر إلى الخلود كأم كلثوم، لأنها قيمة مهمة في حياتنا، ومن حقها أن تقدم عطاءها الفني والإنساني لتتعرف عليه الأجيال الجديدة التي لم تعاصرها وتستمع فقط إلى أعمالها.

قدوة للشباب

ويؤكد محفوظ أن هناك الكثير من الرموز الذين يستحقون تقديم سيرة حياتهم وعلى رأسهم الفنان عبدالحليم حافظ وفعلا شاهدنا فيلم «حليم» ومسلسل «العندليب» وإن لم يخرجا بالصورة المطلوبة، وروز اليوسف وبيرم التونسي، فأعمال السيرة الذاتية تمثل إضافة لإبراز دور الرواد، وخلق قدوة للشباب من خلالهم، بدليل أن مسلسل «أم كلثوم» نجح في زيادة إقبال الشباب على معرفة فن «أم كلثوم» وألحان محمد القصبجي، وشعر أحمد رامي.

وتقول مخرجة مسلسل «أم كلثوم» و «قاسم أمين» إنعام محمد علي: إن الهدف الذي تحقق من تقديم شخصية أم كلثوم في التلفزيون هو إلقاء الضوء على نشأتها في مرحلة الطفولة والصبا وخطواتها الأولى في مجال الفن، والتي لا يعرفها الكثيرون، وكيف استطاعت أن تتحول من فتاة ريفية بسيطة إلى سيدة الغناء العربي والأم من ذلك أن العمل تناول عصرا بأكمله، وكشف وألقى الضوء على عشرات الشخصيات المعروفة التي تعاملت معها، والأمر نفسه مع «قاسم أمين»... فالمسلسل إضافة لتاريخ هذا الرجل حتى نستطيع إعطاءه حقه.

ويقول ممدوح الليثي كاتب سيناريو «السندريلا» إنها فنانة غيرت من شكل الخريطة الفنية ساعة وجودها، وقدمت عشرات الأفلام، التي استطاعت من خلالها أن تغير النظرة والمفهوم وسعاد حسني إنسانة قبل أن تكون فنانة، وفي المسلسل ركزنا على جوانب حياتها الشخصية.

ويضيف جمال العدل منتج مسلسل «العندليب» أن تجسيد شخصية حليم كانت لابد أن تظهر للنور، وكان الجميع متشوقا لمعرفة قصة حياة أمير الشاشة الذي حرك الشعب المصري بكل طوائفه تجاه الوطن والحب والذكريات، وعلى أية حال فإن تجسيد السيرة الذاتية للزعماء المشاهير شيء جيد إذا أحسن استغلاله وتقديمه بموضوعية من دون تشهير.

العدد 1723 - الجمعة 25 مايو 2007م الموافق 08 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً