العدد 1730 - الجمعة 01 يونيو 2007م الموافق 15 جمادى الأولى 1428هـ

«الجَلْوَة» (اليَلْوَه) أحلى ليالي العمر

عروس البحرين تتجلى بسبعة «مشامر» وشمعتين

على رغم أن الأفراح والليالي الملاح تمر سريعا فإنها تبقى في الذاكرة يفوح عطرها بين الحين والحين، وأجمل الليالي ليلة العمر التي مهما طال الزمن عليها نسترجع لحظاتها لنعيش معها أوقاتا ولو قصيرة لكنها جميلة، فأيام الاستعداد والاحتفال بالزواج من أروع الذكريات التي تسكن في القلوب قبل الذاكرة. وعلى رغم اختلاف الشعوب والبلدان في تقاليد الاحتفال بالزواج كل له طقوسه وعاداته، فإن مراسيم الزواج تبقى جميلة في أي مكان أقيمت وكلٌّ على طريقته الخاصة.

بعد حديثنا في صفحات «بنفسج» في الأعداد السابقة عن «سفرة العقد»، و «ليلة الحنة»، نتحدث اليوم عن ليلة جميلة بمعانيها وهي ليلة «الجلوة» أو كما يسميها البعض «اليلوه».

الجلوة ليست للخليجيات فقط

يوم الجلوة (اليلوه)، ربما يعتقد البعض أنها ليلة تأتي من ضمن العادات والتقاليد التي يتبعها أهل الخليج فقط، إلا أن هذه الليلة يشاركنا فيها إخواننا في (سورية، لبنان، العراق، الأردن، وخصوصا فلسطين)، علما أنها تشترك في أغنية واحدة فقط وهي أغنية «أمينة في أمانيها)، على رغم أن بها كلمات تختلف عن تلك التي تغنّى في الخليج، فإن مطلعها واحد:

«أمينة في أمانيها...

تجلت وانجلت حقا سألت الله يهنيها يا الله

يا ناس صلوا ع محمد

جينا ونصلي على النبي... من بيت أبوها لحرم النبي

بالهنا كل الهنا... زوجوا الفارس أحلى صبية...».

الأخضر أفضل للجلوة

من المعروف أن ليلة الجلوة هي من الليالي التي تقام للاحتفال بالزواج وهي تسبق ليلة الزواج مباشرة وتأتي قبلها ليلة الحنة. فالكثير من الناس يقيمونها في منازلهم وكانت مساحات منازلهم لا تتسع للضيوف أو المدعوين فإنهم يقومون باستئجار صالات أفراح أو نادٍ رياضي، في حين أن البعض يفضل إقامة الجلوة في «المأتم» وأحيانا يكون هناك نوع من النذر فتتم الجلوة في أحد مساجد الأولياء الصالحين مثل (النبيه صالح، سبسب، أبورمانة، أمير زيد...).

في الجلوة (في الخليج) ترتدي الفتاة ملابس خاصة زاهية، ويفضل البعض أن تكون ملابس العروس خضراء مطرزة بخيوط ذهبية اللون، إلا أنه ومع طفرات التطور التي نعيشها في زمننا الحاضر، بات لباس ليلة الجلوة يختلف من عروس لأخرى، فإحداهن تفضل أن تكون عروسا هندية يوم جلوتها، وأخرى تفضل أن ترتدي ثوب النشل الزاهي، وثالثة تريد أن تكون عروسا من إحدى حكايات ألف ليلة وليلة.

«إرده أبوصيبع»

تجلّى العروس من على كرسي يضع في منتصف المكان الذي يقام فيه هذا الاحتفال وتحيط بها مجموعة كبيرة من النساء بينهم «الملاية» وهي المرأة التي تغنّي على العروس ويردد الناس الأغاني التي تغنّيها.

في هذه الليلة تلبس العروس «ارده أبوصيبع» (هذه العادة في البحرين فقط، وهو عبارة عن عباءة للرأس ملونة بمربعات حمراء وسوداء بينها خط أصفر وخط ذهبي، العباءة محاكة باليد تصنع في قرية أبوصيبع وهي قرية تشتهر بصناعة النسيج)، في حين يغطى وجه الفتاة بقطعة بيضاء تطرز حوافها بالخيوط الذهبية (الغشوة)، فيما يفضل البعض استخدام «غترة والد العروس البيضاء».

سبعة «مشامر» وأحلى الأغاني

«إرده أبوصيبع» يظل يلازم الفتاة حتى نهاية تجليتها، إذ يوضع فوق تلك القطعة سبع عباءات أخريات مختلفات الألوان أو (مشامر كما يسمون باللهجة الدارجة)، في النهاية كون على العروس سبعة مشامر، وتغني عليها سبع أغنيات طوال، وعند الانتهاء من كل أغنية يرفع «المشمر» الذي عليها، وعند الوصول إلى آخر أغنية ترفع «الغشوة» عن وجه العروس حتى يتسنى للمدعوين السلام عليها وتهنئتها.

ومن الأغاني التي تغنى في الجلوة:

«أمينة في أمانيها

مليحة في معانيها

تجلت وانجلت حتى

سألت الله يهنيها

جبينها كالبدر ياضي

وريقها يشفي أمراضي

لها رب السما راضي

وأحسن في معانيها...».

كما يغنّى على العروس حتى وإن كان اسمها ليس «خديجة» (نسبة إلى زوجة الرسول «ص» السيدة خديجة بنت خويلد):

«محلى خديجة على كرسي الجلالة على كرسي الجلالة

والنور فيها مثل شمسٍ تلألأت... مثل شمسٍ تلألأت...».

طبعا هناك أغانٍ كثيرة تغنّى في هذه الليلة، وهي جميلة أيضا، لكن لا نستطيع ذكرها جميعا وإنما اخترنا الأفضل.

شموع وماء ورد وزعفران

عند تَجْلِيَة العروس يُوضع في كفيها فنجان قهوة به شمعة، فيما يضع البعض شمعتين وسط صحن كبير توضع به بعض النقود وبعض الحلويات، وعند الانتهاء من «الجلوة» توزَّع النقود والحلويات على الأطفال.

هناك طبق آخر تحمله العروس في «الجلوة» وهو عبارة عن إناء شفاف به ماء ورد وزعفران، وسط «الجلوة» تقوم والدة العروس أو «الملاية» بمسح وجه العروس وقدميها بماء الورد والزعفران، أما الباقي فيوزع على الفتيات العازبات ممن حضرن حفل الزفاف، وهذا تقليد اعتاد الجميع عليه كنوع من البركة.

كيس «سبال» أو «دكسبال»

في هذه الليلة يوزع أهل العروس على المدعوين كيسا مليئا بـ«السبال» أو «الدكسبال» (والكلمتان على اختلاف نطقهما تعنيان الفول السوداني)، ضروري أن يكون «السبال» مقليا مع بعض الحلويات والمكسرات. كما تعطى كل مدعوة عصيرا، هذا بالإضافة إلى الحلوى البحرينية التي تمرر على المدعوين.

العدد 1730 - الجمعة 01 يونيو 2007م الموافق 15 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً