العدد 175 - الخميس 27 فبراير 2003م الموافق 25 ذي الحجة 1423هـ

هل فرص سلام الشرق الأوسط أصبحت ضئيلة؟

يبدو أن الآمال في انعاش عملية سلام الشرق الأوسط بين «اسرائيل» والفلسطينيين أصبحت ضعيفة بينما بات من الواضح أن «اسرائيل» تتجه إلى تشكيل حكومة ائتلاف للجناح اليميني بقيادة شارون بحيث تضم حزبا يعارض أي شكل من أشكال الدولة الفلسطينية في الأراضي المحتلة.

فبعد اتفاق حزب شارون (الليكود) مع الجناح اليميني الداعم للمستوطنات، (الحزب الديني القومي)، وافق حزب شينوي العلماني على الانضمام إلى الائتلاف أيضا، ما أعطى هذا التحالف غالبية المقاعد في الكنيست.

وجاء ذلك في عطلة الاسبوع التي ارتفعت فيها أعداد القتلى نتيجة الهجمات الاسرائيلية في قطاع غزة. وحاول شارون تشكيل «حكومة وحدة وطنية» مع الجناح اليساري الذي يمثله حزب العمل بقيادة عمرام متسناع الذي دعا إلى مفاوضات جديدة مع الفلسطينيين وانسحاب اسرائيلي من جزء من الأراضي المحتلة، ولكن المحادثات بينهما بدت كئيبة منذ البداية حتى انهارت بالكامل في النهاية عندما رفض شارون اعطاء وعود مكتوبة لزعيم حزب العمل بدفع عملية السلام إلى الأمام.

وبدلا عن ذلك سيكون لليكود الآن شريك في الائتلاف هو الحزب الديني القومي الذي يضغط ويدعم بشدة المصالح الأيديولوجية للمستوطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين. كما يعارض الحزب أية ازالة للمستوطنات، الأمر الذي يعتبره المراقبون ضروريا لتوقيع اتفاق سلام. ودخل الحزب في الانتخابات بشعار الالتزام بمعارضة أي «كيان فلسطيني» في الاراضي المحتلة. وهذا يعني أن شارون يواجه مشكلة حقيقية، إذ ذكر مرارا أنه تعهد للرئيس جورج بوش في رؤيته المرتكزة على وجود دولتين والتي ربما تشمل دولة فلسطينية في جزء من الضفة والقطاع وأنه سيسعى الى ذلك في الحكومة الجديدة، ولكن كانت هناك شكوك في مدى التزامه بذلك التعهد، كما أن الائتلاف الجديد الذي هو بصدده الآن يعتبر اضافة أخرى إلى تلك الشكوك.

وستقود الحكومة الجديدة إلى كارثة دبلوماسية وفقا لوجهة النظر الاسرائيلية. إذ اشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر دبلوماسية إلى «أن هناك مناشدات من قبل بمقاطعة سياسية واقتصادية واكاديمية لاسرائيل في أوروبا». ومن دون حكومة وحدة سيكون الأمر ببساطة ازمة دبلوماسية لاسرائيل.

أما بالنسبة إلى حزب شينوي العلماني، شريك الائتلاف الثالث، فإن النزاع مع الفلسطينيين ليس هو الأكثر أهمية في أجندة «اسرائيل» وفقا لبرامجه، فالحزب مهتم أكثر بتقليص نفوذ الأحزاب الارثوذكسية المتعددة في الحياة الاسرائيلية، وفي ذلك يظهر أنه نجح الى حد ما إذ لن تشارك تلك الاحزاب في الحكومة المقبلة.

وتواصلت المحادثات بين الليكود واليمين المتطرف الذي يمثله الاتحاد الوطني، والذي سيدفع بالحكومة الى أقصى اليمين. فالاتحاد الوطني مجموعة مكونة من ثلاثة أحزاب، أحدها يدعم الابعاد القسري للفلسطينيين من الضفة الغربية. وطرح هذا الهدف طالبا من شارون إلغاء التزامه بالعمل من أجل حكومة فلسطينية، وهو شيء من غير المحتمل أن يفعله شارون مع الأخذ في الاعتبار المشكلات التي ستواجهه بسببه في البيت الأبيض.

وانسحب الجيش الاسرائيلي أخيرا من بيت حانون، شمال قطاع غزة، بعد ان اتخذ الجنود مواقع لهم لليلتين، وهي اقامة طويلة غير معهودة، قتل اثناءها ستة فلسطينيين على يد القوات الاسرائيلية التي واجهت مقاومة شرسة عندما ارادت تدمير منازل مشتبه أنها لمسلحين فلسطينيين.

وقال الجيش الاسرائيلي انه اقتحم المدينة لمنع اطلاق الحركات الفلسطينية صواريخ على مدن اسرائيلية مجاورة.

وبلغت الخسائر في الأرواح في قطاع غزة الاسبوع الماضي 23 فلسطينيا على الأقل، بعضهم من المسلحين والبعض الآخر من المدنيين العزّل وجنديا اسرائيليا أيضا . كما قتل كثير من الفلسطينيين في عمليات اسرائيلية في نابلس بالضفة الغربية. ومع تشكيل الحكومة الجديدة، يخشى كثير من الفلسطينيين أن يكون هذا هو منحى الأمور المقبلة.

خدمة الاندبندنت - خاص بـ «الوسط

العدد 175 - الخميس 27 فبراير 2003م الموافق 25 ذي الحجة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً