العدد 1793 - الجمعة 03 أغسطس 2007م الموافق 19 رجب 1428هـ

أمواج الأطلسي تعانق الحضارات المغربية

في أرض الجبال والسهول والتاريخ

ظن العرب قديما أن الشمس تغيب في أرضهم، في ذلك البحر الكبير، فسموها اسم هذا الغروب، والبعض لقبها بـ «المروك» (وهو اختصار لمراكش) التي تعني أرض الله، ويقول البعض إنها في الأصل تعني جوهرة الجنوب، تلك البلد الباقية في أقصى زاوية من الوطن العربي، تعانق البحر والمحيط، مشبعة بالأمواج، ومليئة بسحر الشرق وأساطيره، هناك في تلك البقعة البعيدة تقبع المملكة المغربية، أرض الجمال والسحر والأساطير.

من أهم مميزات المغرب أنه يمتلك تنوعا طبيعيا حضاريا يرضي رغبة كل سائح، ففيها الجبال والوديان، الصحارى والغابات، كما فيها البحر والنهر والشلال، وحضارتها وإرثها التاريخي صنع بأيدي حضارات وثقافات متنوعة دخلت أرضها ابتداء من الفينيقيين والحضارة الموريتانية الطنجية، من ثم الرومان والبيزنطيين، وصولا إلى الفتوح الإسلامية ودويلاتها، فالاحتلال الفرنسي، ليصل بعدها المغرب إلى الاستقلال.

من خلال هذه الوتيرة التاريخية التي تتابعت على المغرب، دخله ثقافات كثيرة، وقامت مدن كثيرة، وعلى أساس هذا الغنى التاريخي نشطت السياحة التاريخية في المغرب، فعلى سبيل المثال تقبع مدينة فاس - ثالث أكبر مدن المغرب - في أقصى الشمال الشرقي للمملكة المغربية، وتعد أول مدينة إسلامية في بلاد المغرب العربي جميعها، تحيط بها غابات البلوط والأرز، وبساتين البرتقال والتين والرمان والزيتون؛ ما أكسب المدينة لونا خاصا بسب ما تحويه من أشجار، وتكمل فاس زينتها بأسواق قديمة وفنادق تاريخية.

ولا تكتفي السياحة في المغرب طبعا بفاس، فمن المدن المميزة أيضا مراكش الحمراء، المبنية في القرن الثاني عشر، والتي تتوسطها ساحة جامع الفنا، قلب المدينة ومركزها، ويجاور الساحة كل من صومعة الكتبية، ومجموعة من الأسواق، تتنوع بتنوع الحِرف والمهن في المغرب، فهناك سوق الصباغين، وسوق الشواري، وسوق الحدادين، وسوق الجلود، وسوق سماطة حيث تنتشر رائحة الجلد وحيث تصنع الأحذية، وغيرها من الأسواق.

من هذه المدن يستطيع أن ينتقل زائر المغرب إلى سياحة مميزة جدا، السياحة الجبلية، التي لها نكهات مختلفة في المغرب، نكهة شتوية تجعل من جبال أطلس مكانا جاذبا للسياح بفضل الثلوج التي تغطيها، والمنتجعات الشتوية التي توفر الكثير من الخدمات، فيقصدها الناس شتاء للتزلج على جبالها العالية المغطاة بالثلوج.

في فترة الصيف تكون النكهة الجبلية مشبّعة بمحبين المغامرة وتسلق الجبال، والراغبين في ممارسة رياضة الطيران الشراعي، كما أن لمحبي استكشاف وزيارة المغارات العميقة وجهة في تلك المناطق وخصوصا بالقرب من ضواحي مدينتي أغادير وتازة، وأخيرا إذا كان السائح من محبي الطبيعة الخلابة، فتلك الجبال تحوي أهم المحميات الطبيعية في المغرب، من بينها محمية سوس ماسة وتويقال.

أثناء الحديث عن مدن المغرب لابد لنا من المرور على مدن الساحل التي تطل على البحر الأبيض المتوسط بساحل جميل جدا وهادئ، ورمال ذهبية، تعكس أجواء المتوسط، فيما يحتل المحيط بأمواجه العالية وهيبته المميزة الزاوية الأخرى من المغرب فتطل عليه إحدى أهم مدن المغرب، الدار البيضاء العاصمة الاقتصادية للمغرب، ومقصد الكثير من السياح؛ لشهرتها الواسعة.

وإذا أردت أن تقف على ما يسمى «مفترق طرق»، فطنجة هي خير وجهة لهذه الوقفة؛ لكونها نقطة التقاء بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي من جهة، وبين القارة الأوروبية والقارة الإفريقية من جهة أخرى، وفي طنجة حيث اجتمعت تلك الطرق، اجتمعت ثقافات المغرب العربي المتنوعة.

العدد 1793 - الجمعة 03 أغسطس 2007م الموافق 19 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً