العدد 1800 - الجمعة 10 أغسطس 2007م الموافق 26 رجب 1428هـ

أم البنين... الموقف الرسالي والمنهج التربوي

قراءة في كتاب

صدر عن داري «الحجة البيضاء» و«الواحة» في بيروت كتاب قيم يحمل عنوان: «أم البنين... الموقف الرسالي والنهج التربوي» دراسة وتحليل الشيخ حسن مكي الخويلدي، ويقع في 230 صفحة من القطع المتوسط.

قسم المؤلف كتابه هذا إلى ستة فصول، وتحت كل فصل مجموعة عناوين نختار بعضها:

الفصل الأول: نسبها وحسبها، بشائر الولادة، زمان ولادتها، نشأتها، مكانتها ومنزلها، زواجها، قصة الزواج، رؤيا أم البنين، وهنا نقرأ: تزوجها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وذلك بعد شهادة الصديقة فاطمة الزهراء (ع) ولكن هل كانت هي الزوجة الثانية بعد الزهراء (ع) أم أنه تزوج بعد الزهراء بإمامة بنت أبي العاص ابنة أختها زينب كما ورد في وصيتها، لأنها تكون للحسن والحسين (ع) مثلها، أو بخولة بنت جعفر بن قيس الحنفية ووالدة محمد المعروف بابن الحنفية أو بهما على نحو التعاقب ثم تزوج بعدهما أو بعد إمامة بالسيدة أم البنين».

وتحت عنوان «قصة الزواج» كتب المؤلف قائلا: إن أمير المؤمنين (ع) قال لأخيه عقيل وكان نسّابة عالما بأخبار العرب وأنسابهم «أبغني امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوجها فتلد لي غلاما فارسا فقال له: أين أنت من فاطمة بنت حزام الكلابية فإنه ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس. وفي أعيان النساء قال عقيل: يا أخي ما تصنع بها؟ قال: أرجو أن أتزوجها فتلد لي غلاما فارسا ينصر ولدي الحسين (ع) بطف كربلاء فأشار عليه بأن يتزوج أم البنين.

وتحت عنوان: «رؤيا أم البنين» كتب المؤلف: «يروي أن فاطمة قالت لأمها: إني رأيت في منامي كأني جالسة في روضة ذات أشجار مثمرة وأنهار جارية، كانت السماء صافية والقمر مشرقا والنجوم ساطعة، وأنا أفكر في عظمة الله من سماء مرفوعة من غير عمد، وقمر منير وكواكب زاهرة، فبينما كنت في هذا التفكير ونحوه، وإذا بي أرى كأن القمر قد انقض من كبد السماء ودفع في حجري وهو يتلألأ نورا يغشى الأبصار، فعجبت من ذلك، وإذا بثلاثة نجوم زواهر قد وقعت أيضا في حجري وقد أغشى نورها بصري فتحيرت في أمري مما رأيت، وإذا بهاتف قد هتف بي أسمع منه الصوت ولا أرى الشخص وهو يقول: بشراك فاطمة بالسادة الغرر ثلاثة أنجم والزاهر القمر، أبوهم سيد في الخلق قاطبة بعد الرسول، كذا قد جاء في الخبر. فلما سمعت ذلك ذهلت وانتبهت فزعة مرعوبة، هذه رؤياي يا أماه، فما تأويلها؟

فقالت لها أمها: يا بنية إن صدقت رؤياك فإنك تتزوجين برجل جليل القدر رفيع الشأن عظيم المنزلة عند الله مطاع في عشيرته، وترزقين منه أربعة أولاد يكون أولهم وجهه كأنه القمر وثلاثة كالنجوم الزواهر».

وتحت عنوان: «حديث الزواج يصل إلى كربلاء» يقول المؤلف: «جاء في التاريخ أنه قبل أن تبدأ المعركة بين الحسين (ع) وأصحابه، وبين جيش عمر بن سعد في كربلاء من جهة أخرى، وضمن استعداد كل جهة للقتال أو بعد ابتدائها بقليل، أتى زهير بن القين إلى عبدالله بن جعفر بن عقيل فقال له: أخي ناولني هذه الراية، فقال له عبدالله أو في قصور عن حملها؟ قال: لا، ولكن لي بها حاجة. قال: ترفعها إليه، وأخذها زهير وأتى تجاه العباس بن أمير المؤمنين، وقال: يا بن أمير المؤمنين أريد أن أحدثك بحديث وعيته فقال: حدث فقد حلا وقت الحديث».

أما أولاد أم البنين فهم: العباس بن علي، وعبدالله بن علي، وجعفر بن علي، وعثمان بن علي.

وتحدث المؤلف عن وفاة أم البنين وموضع قبرها فقال: «بعد حياة مليئة بالمحن والمصائب، رأت فيها رأي العين اجتماع الأمة وتضافرها على ظلم بعلها الوفي والوصي التقي أبي الحسن علي (ع) وبعد ذلك فقدها إياه وبقاؤها أرملة قد اسودت الدنيا في عينها بهذا المصاب العظيم الذي تهدمت بسببه أركان الهدى وانفصمت العروة الوثقى، وبعد ذلك ما جرى على السبط الزكي الحسن بن علي (ع) من حوادث مروعة ومصائب مفجعة وتآمر الأمة الظالمة عليه، ولم يجد من الأنصار من يستطيع النهوض بهم للذود عن بيضة الإسلام وحريمه حتى قتل مسموما مظلوما، وبعد ذلك جاءت حوادث كربلاء فأنست مصائبها كل المصائب، فنفدت ثمرات حياتها وفلذات كبدها الأربعة، ولم يكن عندها من البنين سواهم تتسلى بهم، وفوق ذلك كله فقدها سيد الشهداء، هذا الذي كانت تفديه بكل أولادها، لأنه كان عندها أغلى من كل أولادها بل أغلى من روحها التي بين جنبيها، فخلدت للبكاء والنحيب بعدها، فأحبت لقاء ربها واشتاقت إلى أولادها، ففاضت روحها الزكية، وكانت وفاتها في الثالث عشر من شهر جمادى الثاني في السنة الرابعة والستين للهجرة النبوية الشريفة، وذلك في مدينة سيد الأنام الرسول (ص) فدفنت في البقيع، وقبرها لايزال ملاذ اللائذين ومقصد الوافدين.

العدد 1800 - الجمعة 10 أغسطس 2007م الموافق 26 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 1:42 م

      ضيفه

      حلمت اني اشوف ام البنين تقو لي :قولي لبنت فلان انها ما عاد تحزن مع حزننا

    • زائر 1 | 10:27 ص

      صباح الزينبي

      من يوم هاشم أرزمت راحلها
      ما شافت أم الأربعه راحه الها
      أغلى و أعز ما بالبشر راح الها
      سبط النبي و أربع كواكب تزهر"
      السلامُ عليكِ يا أم البنين
      مااااااجورين جميعاً ..

اقرأ ايضاً