العدد 1812 - الأربعاء 22 أغسطس 2007م الموافق 08 شعبان 1428هـ

رســــالة عمّـــــان

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

يواجه الإسلام اليوم الكثير من التحديات والمشكلات. وقد يكون أعظمها سوء الفهم والارتباك المتعلقين بالطبيعة الحقيقية للدين الإسلامي بين المسلمين وغير المسلمين على حد سواء. وقد أدى ذلك إلى تفسيرات خاطئة للنصوص الإسلامية، وبالتالي إلى فتاوى دينية غير شرعية من قبل أناس غير مؤهلين فكريا وأخلاقيا لإصدارها. تصحيح هذا الوضع من خلال الفهم الصحيح للنصوص الإسلامية التقليدية له أهمية عميقة من أجل مستقبل الإسلام والمسلمين.

لمخاطبة هذه القضية قام ملك الأردن عبدالله الثاني وكبار علماء المسلمين بتطوير رسالة عمان، والتي انطلقت على شكل بيان بسيط ولكنه مفصل صدر في نوفمبر/ تشرين الثاني العام 2004 في عمان. وقد شرح هذا البيان ما هو الإسلام وما هو ليس إسلاما، وما الأفعال التي تمثله وما هي الأفعال التي لا تفعل ذلك. هدفه كان إيضاح الطبيعة الحقيقية للإسلام وطبيعة الإسلام الحق للعالم الحديث.

في العام 2005 أرسل الملك عبدالله الثاني الأسئلة الحاسمة الثلاثة الآتية إلى أربعة وعشرين من كبار علماء الدين في جميع أنحاء العالم، الذين يمثلون جميع فروع الإسلام ومدارسه:

1. من هو المسلم؟

2. هل يُسمح بتكفير أحد ما؟

3. من يملك الحق بإصدار الفتاوى؟

في يوليو/ تموز العام 2005 عقد الملك عبدالله الثاني، بناء على الفتاوى التي قدمها هؤلاء العلماء الأفاضل، ومن بينهم شيخ الأزهر وآية الله السيستاني والشيخ القرضاوي، مؤتمرا إسلاميا دوليا لمئتين من كبار علماء المسلمين من خمسين دولة. وقد أصدر هؤلاء العلماء بالإجماع حكما دينيا عن قضايا أساسية ثلاث، أصبحت تُعرف «بالنقاط الثلاث».

1. اعترفوا بشرعية المذاهب الثمانية (المدارس الفقهية) السنية والشيعية والاباضية والأشعرية والصوفية والفكر السلفي الحق، وخرجوا بتعريف محدد لمن هو المسلم.

2. بناء على هذا التعريف منع العلماء التكفير بين المسلمين.

3. وضعوا معا الشروط الموضوعية وغير الموضوعية لإصدار الفتاوى، وبالتالي فضح التفسيرات التي تنم عن الجهل وغير الشرعية باسم الإسلام.

خلال فترة سنة كاملة من يوليو 2005 وحتى يوليو 2006، تم تبني «النقاط الثلاث» من قبل أكثر من خمسمئة من كبار علماء المسلمين في جميع أرجاء العالم بالإجماع.

لهذه الوثيقة أهمية قصوى لأنها تشكّل إجماعا تاريخيا عالميا دينيا وسياسيا شاملا للأمة في يومنا هذا، وتجمعا للإسلام التقليدي مستقيم الرأي. تلك هي المرة الأولى في السنوات الألف الماضية التي تصل فيها الأمة إلى اعتراف متبادل تعددي بشكل رسمي ومحدد، ملزم قانونيا ودينيا للمسلمين، ويخاطب إحدى أكثر المشكلات خطورة وحسما التي تواجه المسلمين اليوم، وهي انعدام الاتفاق بشأن ما الذي يشكل الإسلام، وهذا بالتالي انعدام للاتفاق بشأن من هو المسلم وما هو الإسلام بحق.

ليس هناك ما هو جديد من حيث المبدأ في رسالة عمان، ولن يكون هناك ما يجعلها أصيلة موثوقة، فالإسلام دين أنزله الله تعالى وبالتالي لا يمكن لإنسان أن يغيره. تشكل رسالة عمان مجرد إعادة تفصيل أساسية وبلورة للمبادئ المشتركة للإسلام التقليدي قويم الرأي في التيار الرئيسي، بكل مدارسه الفكرية والقانونية التقليدية. الإسلام الذي تنتمي إليه الغالبية الساحقة من مسلمي العالم البالغ عددهم 1،4 مليار مسلم.

تستطيع رسالة عمان، بوجود وعي صحيح وتثقيف وفهم مناسبين لها ولنقاطها الثلاث، بمشيئة الله تعالى أن تمنع المسلمين من أن يتأثروا بالفتاوى غير الشرعية والانحدار إلى غياهب التكفير والإرهاب كردة فعل قوية عميقة للفقر والظلم والأخطاء في السياسة الخارجية الغربية.

كما يمكن للوعي الصحيح برسالة عمان أن يساعد على منع النداءات في الغرب بالعداء للمسلمين من خلال تعرية الآراء غير الشرعية للأصوليين المتطرفين والإرهابيين.

تشكل رسالة عمان أخبارا جيدة ليس فقط للمسلمين وإنما كذلك لجميع غير المسلمين. وهي تضمن حلولا إسلامية متزنة لقضايا أساسية مثل حقوق الإنسان وحقوق المرأة، والحرية الدينية والجهاد الشرعي والمواطَنَة الصالحة في الدول الإسلامية وغير الإسلامية، وحكومات عادلة ديمقراطية، وجميعها قضايا رئيسية تعتبر أساسية في السلام والتناغم العالميين.

وحتى لا تبقى رسالة عمان مجرد اتفاق تاريخي عن المبادئ الأساسية، يجري حاليا اتخاذ خطوات متنوعة لطرحها من خلال أساليب عملية مؤسسية مثل 1- المعاهدات الإسلامية 2- تشريعات وطنية ودولية تستخدم النقاط الثلاث لرسالة عمان لتعريف الإسلام ومنع التكفير 3- استخدام النشر ووسائل الإعلام المتعددة بجميع أشكالها لنشر رسالة عمان 4- استخدام رسالة عمان في المناهج المدرسية والمسارات الجامعية عبر العالم 5- جعل الرسالة جزءا من تدريب أئمة المساجد ليشملوها في خطبهم.

تستطيع مد يد العون من خلال إضافة صوتك إلى هذا الإجماع الإسلامي الدولي التاريخي الفريد. أضف اسمك إلى قائمة الذين وافقوا على النقاط الثلاث ودعموها في أنحاء العالم. رعايتك لرسالة عمان تشكل طريقة للمساهمة في السلام العالمي.

* رئيس لجنة رسالة عمّان. يمكن الرجوع إلى رسالة عمّان على الموقع ww.ammanmessage.com، والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 1812 - الأربعاء 22 أغسطس 2007م الموافق 08 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 10:30 ص

      رسالة عمان

      اريد هل ظهرت رسالة عمان قبل ام بعد التفجيرات التي حدثت في عمان

اقرأ ايضاً