العدد 1882 - الأربعاء 31 أكتوبر 2007م الموافق 19 شوال 1428هـ

الرمز الذي لم تكرمه القبعات ولا القمصان

وجد المناضل أرنستو تشي جيفارا أن «المرء لا يستطيع أن يكون متأكدا من أن هنالك شيئا يعيش من أجله إلا إذا كان مستعدا للموت في سبيله»، وبهذا المبدأ، كانت روحه وسلاحه في كف واحدة، ودفاعه موجها للإنسانية التي ما حدتها الحدود ولا الأعراق، ومات في سبيل مبدئه، ليحيي مبادئ الثورة في القلوب، ويحيا معها مخلدا في أذهان الجميع.

لذكرى موته، احتفلت جمعية العمل الوطني الديمقراطي «وعد» بهذه المناسبة، التي شارك فيها عدد من الموسيقيين بعزف الأغاني الشعبية للمغني المصري شيخ إمام، وعدد من القصائد التي تغنت في بطولات جيفارا وتضحياته.

وألقى عضو الجمعية عبدالنبي العكري كلمة مطولة، ذكر فيها تاريخ جيفارا النضالي بمراحله، وصولا إلى لحظة وفاته، إذ أكد بالقول إن «الكثير من المعجبين يعملون لتحويل جيفارا إلى اسطورة، بعيدة عن الواقع، وذاهبة بعيدا في الخيال. جيفارا لم يسع لأن يتحول إلى أيقونة ورجل شهرة أو رجل الموضة. جيفارا جسد ما يؤمن به من أنه مناضل ينتمي إلى البشرية المضطهدة أنى كانت».

وأضاف العكري قائلا «التقيت في بيروت العام 1998 ابن أرنستو جيفارا، واستمعت إليه وهو يتحدث برقة عن أبيه، الذي تركه وأمه وأخته في العام 1963 حينما كان طفلا، وعن صورة غائمة عن حياة عائلية قصيرة الأجل، إذ دعا أرنستو الابن الشباب إلى استلهام المثل التي ناضل من أجلها أبيه، وليس التشبه به في اللباس أو تحويله إلى تميمة».

كما عرض خلال الحفل فيلم إيطالي حديث الإنتاج، يروي حكاية جيفارا، إذ يعتبر الأرجنتيني أرنستو تشي جيفارا دي لا سيرنا (14 مايو/آيار 1928 إلى 9 أكتوبر/تشرين 1967) أبرز رموز الثورة الكوبية.

فقد درس الطب في جامعة بيونيس آيرس العام 1953، وبدأ جولة حول أميركا الجنوبية مع أحد أصدقائه على متن دراجة نارية وهو في السنة الأخيرة من الطب، التقى خلالها في المكسيك براؤول كاسترو المنفي مع أصدقائه، والذين كانوا يجهزون للثورة وينتظرون خروج فيديل كاسترو من سجنه في كوبا.

وما إن خرج فيديل كاسترو من سجنه ونفيه إلى المكسيك حتى قرر جيفارا الانظمام للثورة الكوبية، واستطاعوا اكتساح هافانا العام 1959، واسقطوا الديكتاتورية العسكرية لفولجنسيو باتيستا.

برز جيفارا في هذه المعركة، وتولى عدة من المناصب في حكومة كاسترو، إلا أنه تخلى عنها متوجها إلى الكونغو لمساندة الثورة التحررية، إلا أن التجربة فشلت لعدم تعاون رؤوس الثورة معه، فانتقل إلى بوليفيا وقام بقيادة مجموعة من المقاتلين حتى قبض عليه، بالتنسيق مع المخابرات الأميركية وقامت القوات البوليفية بقتله.

العدد 1882 - الأربعاء 31 أكتوبر 2007م الموافق 19 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً