العدد 1882 - الأربعاء 31 أكتوبر 2007م الموافق 19 شوال 1428هـ

المنهج الإستنطاقي في علم الكلام الجديد

إطلالة من القطيف لحدود علم الكلام فحصا وسبرا..

صدر حديثا كتاب «المنهج الاستنطاقي في علم الكلام الجديد» للباحثين أحمد قاسم آل بزرون وحسين علي جليح والذي يؤسس لآلية جديدة ومنهجية أصيلة في التعاطي مع مختلف التصوّرات الكلامية و المحاور المحتدمة الفكرية «الحداثوية» ذلك أنّ الكتاب قد جنح إلى تكثيف الحفر وتركيز النظر في إنتاج مسلك متكيء على أدوات ومرتكزات هي أصلا في عمق جوهر الفكر «الإسلامي» وفي الوقت نفسه هي لا تبتعد عن أطر ماكينة التطوّر المعرفي والتراكم العلمي الجاري في عدّة فنون وميادين كعلم الألسنيات على سبيل المثال وهذا المعنى قد تطرّق له وعمل على تجليته أستاذ الفلسفة في جامعة كامبرج البريطانية ومدير جامعة باقر العلوم أحمد واعظي الذي قد قام بتقديم الكتاب بقوله: «ترقي المعرفة الدينية ورشدها مرهون بأمرين اثنين الأوّل معرفة المسائل المحتاج إليها بالبصيرة الداركة للأسئلة والمزالق التي أثارتها الحياة المعاصرة والثاني السعي عن علم في الجواب على هذه الأسئلة والمتطلبات عن طريق مراجعة منابع المعرفة «الكتاب والسنة والعقل» مراجعة اجتهاد وجد بتنقيحها مع ما يتناسب مع متطلبات العصر الحدي» ومن هنا يرى واعظي أن ذلك يجعل من الأسلوب البحثي يوغل في جذر المباحث الكلامية بوسائط تتماهى مع التقدّم الملاحظ في التعامل مع هذه المباحث وبالتالي لا تكون هناك عملية اجترارية للقديم المملول ولا للمكرر التقليدي «التبعي» ولذا قد سجّل واعظي رأيه في النتاج البحثي والبنية التي اعتمدت من قبل الباحثين في سبيل التوصّل إلى خلاصات نافعة في مقام فتح آفاق جديدة ورسم ملامح بارزة لطريق يفضي إلى معالجة واقعية لشائك القضايا الفكرية المعاصرة وهذا الرأي قد بدا جليا عندما قال واعظي: «ومن هنا جاء «كتاب المنهج الاستنطاقي» للمؤلفين أحمد قاسم آل بزرون وحسين علي جليح بعيدا عن نطاق المباحث التقليدية القديمة إذ ناقشوا فيه المباحث الكلامية بالتوجّه إلى المعطيات الحديثة والنظرات الجديدة»

ويقول «وجدته يبشر بذلك ويفتح طريقا جديدا لمحبي مباحث الكلام الجديدة ويفتح نافذة جديدة لهم لهذه البحوث».

الكتاب في بنيته وهيكليته قد انقسم إلى ثلاثة فصول: مدخل لدراسة النص، تنظير لبلورة منهج استنطاقي قرآني جديد يستند إلى جذور وخلاصات مستمدة من النص الإلهي. تطبيقات للمنهج الاستنطاقي.

في الفصل الأول عمد الباحثان إلى تسليط الضوء مليا لبيان محورين أساسيين ليكون عونا لهما يعينهما على المضي بعقلانية وموضوعية؛ لتكون دراستهما بالغة ومصيبة لشروط البحث العلمي الرصين وهذان المحوران هما: بيان أنّ اللغة هي منطق والمنطق هو لغة. والثاني، إعطاء ومضات تمهيدية «تأسيسية» للمنهج المنظر له لاحقا في الفصل الثاني.

الفصل الثاني كان حافلا بالتفصيل والتدقيق في عناصر وأعمدة المنهج وهذه العناصر قد جرى نفثها والتفريع عليها لتكون تامّة قدر المستطاع لاسيما في جانب اللغة الذي ناقش الباحثان فيه نظرية «تعدد القراءات» وقد وجه الباحثان إلى مكامن لغط ومواقع لبس قد تشابهت على الدارسين والمتبنين لهذه النظرية على إطلاقها وهذه المكامن قد تم عنونتها بـ «محطات توضيحية» وهي في مجموعها ثلاث محطات: فهم الهرمنيوطيقا «التأويلية»، الخلط بين الإدراكات الحقيقية والإدراكات الاعتبارية، خلط ما هو علمي بما هو أدبي.

العدد 1882 - الأربعاء 31 أكتوبر 2007م الموافق 19 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً